بازگشت

احياء الميت


319. الخرائج والجرائح عن يحيي بن اُمّ الطويل: كُنّا عِندَ الحُسَينِ عليه السلام إذ دَخَلَ عَلَيهِ شابٌّ يَبكي، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام: ما يُبكيكَ؟ قالَ: إنَّ والِدَتي تُوُفِّيَت في هذِهِ السّاعَةِ ولَم توصِ، ولَها مالٌ، وكانَت قَد أمَرَتني ألّا اُحدِثَ في أمرِها شَيئاً حَتّي اُعلِمَكَ خَبَرَها.

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: قوموا بِنا حَتّي نَصيرَ إلي هذِهِ الحُرَّةِ.

فَقُمنا مَعَهُ حَتَّي انتَهَينا إلي بابِ البَيتِ الَّذي فيهِ المَرأَةُ وهِيَ مُسَجّاةٌ [1] ، فَأَشرَفَ عَلَي البَيتِ ودَعَا اللَّهَ لِيُحيِيَها حَتّي توصِيَ بِما تُحِبُّ مِن وَصِيَّتِها، فَأَحياهَا اللَّهُ، وإذَا المَرأَةُ جَلَسَت وهِيَ تَتَشَهَّدُ، ثُمَّ نَظَرَت إلَي الحُسَينِ عليه السلام فَقالَت: اُدخُلِ البَيتَ يا مَولايَ ومُرني بِأَمرِكَ.

فَدَخَلَ وجَلَسَ عَلي مِخَدَّةٍ ثُمَّ قالَ لَها: وَصّي يَرحَمُكِ اللَّهُ.

فَقالَت: يَابنَ رَسولِ اللَّهِ، إنَّ لي مِنَ المالِ كَذا وكَذا في مَكانِ كَذا وكَذا، وقَد جَعَلتُ ثُلُثَهُ إلَيكَ لِتَضَعَهُ حَيثُ شِئتَ مِن أولِيائِكَ، وَالثُّلُثانِ لِابني هذا إن عَلِمتَ أنَّهُ مِن مَواليكَ وأولِيائِكَ، وإن كانَ مُخالِفاً فَخُذهُ إلَيكَ، فَلا حَقَّ لِلمُخالِفينَ في أموالِ المُؤمِنينَ.

ثُمَّ سَأَلَتهُ أن يُصَلِّيَ عَلَيها وأن يَتَوَلّي أمرَها، ثُمَّ صارَتِ المَرأَةُ مَيِّتَةً كَما كانَت. [2] .


پاورقي

[1] سُجِّي: أي غُطّي، والمُتَسجِّي: المتغطّي (النهاية: ج 2 ص 344 «سجا»).

[2] الخرائج والجرائح: ج 1 ص 245 ح 1، الثاقب في المناقب: ص 344 ح 290، بحار الأنوار: ج 44 ص 180 ح 3 وراجع: الصراط المستقيم: ج 2 ص 178 ح 10.