بازگشت

كلام الامام مع عمر بن سعد


284. مقتل الحسين عن عبد اللَّه بن الحسن - في ذِكرِ وَقائِعِ عاشوراءَ -: ثُمَّ قالَ عليه السلام: أينَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ؟ اُدعوا لي عُمَرَ. فَدُعِيَ لَهُ؛ وكانَ كارِهاً لا يُحِبُّ أن يَأتِيَهُ.

فَقالَ: يا عُمَرُ، أنتَ تَقتُلُني وتَزعُمُ أن يُوَلِّيَكَ الدَّعِيُّ [1] ابنُ الدَّعِيِّ بِلادَ الرَّيِّ وجُرجانَ؟! وَاللَّهِ لا تَتَهَنَّأُ بِذلِكَ أبَداً، عَهدٌ مَعهودٌ، فَاصنَع ما أنتَ صانِعٌ، فَإِنَّكَ لا تَفرَحُ بَعدي بِدُنيا ولا آخِرَةٍ، وكَأَنّي بِرَأسِكَ عَلي قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكوفَةِ، يَتَراماهُ الصِّبيانُ ويَتَّخِذونَهُ غَرَضاً [2] بَينَهُم.

فَغَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن كَلامِهِ، ثُمَّ صَرَفَ وَجهَهُ عَنهُ، ونادي بِأَصحابِهِ: ما تَنتَظِرونَ [3] بِهِ؟ اِحمِلوا بِأَجمَعِكُم، إنَّما هِيَ اُكلَةٌ واحِدَةٌ! [4] .

285. الملهوف - أيضاً -: تَقَدَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ورَمي نَحوَ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام بِسَهمٍ، وقالَ: اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمي! وأقبَلَتِ السِّهامُ مِنَ القَومِ كَأَنَّهَا القَطرُ.

فَقالَ [الحُسَينُ] عليه السلام لِأَصحابِهِ: قوموا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إلَي المَوتِ [5] الَّذي لابُدَّ مِنهُ، فَإِنَّ هذِهِ السِّهامَ رُسُلُ القَومِ إِلَيكُم. فَاقتَتَلوا ساعَةً. [6] .

286. الفتوح - بَعدَ أن ذَكَرَ الحِوارَ الَّذي جَري بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وعُمَرَ بنِ سَعدٍ، وما عَرَضَهُ عليه السلام عَلَيهِ مِن خِياراتٍ -: فَلَم يُجِب عُمَرُ إلي شَي ءٍ مِن ذلِكَ، فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام وهُوَ يَقولُ: ما لَكَ؟! ذَبَحَكَ اللَّهُ مِن عَلي فِراشِكَ سَريعاً عاجِلاً، ولا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَومَ حَشرِكَ ونَشرِكَ [7] ، فَوَاللَّهِ إنّي لَأَرجو ألّا تَأكُلَ مِن بُرِّ [8] العِراقِ إلّا يَسيراً. [9] .


پاورقي

[1] الدَّعِيُّ: المنسوب إلي غير أبيه (لسان العرب: ج 14 ص 261 «دعا»). والمراد منه هو عبيد اللَّه بن زياد الذي نسبه أبوسفيان إليه، وبهذا النسب أصبح ابناً لأبي سفيان وأخاً لمعاوية.

[2] الغَرَض: هَدَفٌ يُرمي فيه (القاموس المحيط: ج 2 ص 338 «غرض»).

[3] في المصدر: «تنظرون»، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخري.

[4] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 8تسلية المجالس: ج 2 ص 278، الحدائق الورديّة: ج 1 ص 119، بحار الأنوار: ج 45 ص 10 وراجع: إثبات الوصيّة: ص 177.

[5] في المصدر تکرّرت عبارة: «إلي الموت»، وقد حذفناها تبعاً لنسخة بحار الأنوار.

[6] الملهوف: ص 158، مثير الأحزان: ص 56، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 100، بحار الأنوار: ج 45 ص 12؛ الفتوح: ج 5 ص 100 کلّها نحوه.

[7] نَشَرَ المَيّتُ: إذا عاش بعد الموت، وأنشره اللَّه: أي أحياه (النهاية: ج 5 ص 54 «نشر»).

[8] البُرّ: القَمح (المصباح المنير: ص 43 «بر»).

[9] الفتوح: ج 5 ص 93، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 245؛ تسلية المجالس: ج 2 ص 265، بحار الأنوار: ج 44 ص 389.