بازگشت

كلمات الامام مع اصحابه ليلة عاشوراء


269. تاريخ الطبري عن عبد اللَّه بن شريك العامري عن عليّ بن الحسين عليه السلام: جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ بَعدَما رَجَعَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، وذلِكَ عِندَ قُربِ المَساءِ، قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ وأنَا مَريضٌ، فَسَمِعتُ أبي وهُوَ يَقولُ لِأَصحابِهِ:

اُثني عَلَي اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالي أحسَنَ الثَّناءِ، وأحمَدُهُ عَلَي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، اللَّهُمَّ إنّي أحمَدُكَ عَلي أن أكرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ، وعَلَّمتَنَا القُرآنَ، وفَقَّهتَنا فِي الدّينِ، وجَعَلتَ لَنا أسماعاً وأبصاراً وأفئِدَةً، ولَم تَجعَلنا مِنَ المُشرِكينَ.

أمّا بَعدُ، فَإِنّي لا أعلَمُ أصحاباً أولي ولا خَيراً مِن أصحابي، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنّي جَميعاً خَيراً، ألا وإنّي أظُنُّ يَومَنا مِن هؤُلاءِ الأَعداءِ غَداً، ألا وإنّي قَد رَأَيتُ [1] لَكُم فَانطَلِقوا جَميعاً في حِلٍّ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ [2] ، هذا لَيلٌ قَد غَشِيَكُم فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً. [3] .

270. الطبقات الكبري: جَمَعَ حُسَينٌ عليه السلام أصحابَهُ في لَيلَةِ عاشوراءَ لَيلَةِ الجُمُعَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثني عَلَيهِ، وذَكَرَ النَّبِيّ صلي الله عليه وآله وما أكرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ، وما أنعَمَ بِهِ عَلي اُمَّتِهِ، وقالَ:

إنّي لا أحسَبُ القَومَ إلّا مُقاتِليكُم [4] غَداً، وقَد أذِنتُ لَكُم جَميعاً فَأَنتُم في حِلٍّ مِنّي، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم، فَمَن كانَت لَهُ مِنكُم قُوَّةٌ فَليَضُمَّ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتي إلَيهِ، وتَفَرَّقوا في سَوادِكُم «حَتّي يَأتِيَ اللَّهُ بِالفَتحِ أو أمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلي ما أسَرّوا في أنفُسِهِم نادِمينَ» [5] ، فَإِنَّ القَومَ إنَّما يَطلُبونَني، فَإِذا رَأَوني لَهَوا عَن طَلَبِكُم.

فَقالَ أهلُ بَيتِهِ: لا أبقانَا اللَّهُ بَعدَكَ، لا وَاللَّهِ لا نُفارِقُكَ حَتّي يُصيبَنا ما أصابَكَ. وقالَ ذلِكَ أصحابُهُ جَميعاً.

فَقالَ: أثابَكُمُ اللَّهُ عَلي ما تَنوونَ الجَنَّةَ. [6] .

271. الخرائج والجرائح عن أبي حمزة الثمالي: قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام: كُنتُ مَعَ أبِيَ اللَّيلَةَ الَّتي قُتِلَ صَبيحَتَها، فَقالَ لِأَصحابِهِ: هذَا اللَّيلُ فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً، فَإِنَّ القَومَ إنَّما يُريدونَني، ولَو قَتَلوني لَم يَلتَفِتوا إلَيكُم، وأنتُم في حِلٍّ وسَعَةٍ.

فَقالوا: لا وَاللَّهِ، لا يَكونُ هذا أبَداً.

قالَ: إنَّكُم تُقتَلونَ غَداً كُلُّكُم [7] ، لا يُفلِتُ مِنكُم رَجُلٌ.

قالوا: الحَمدُ للَّهِِ الَّذي شَرَّفَنا بِالقَتلِ مَعَكَ.

ثُمَّ دَعا، وقالَ لَهُم: اِرفَعوا رُؤوسَكُم وَانظُروا.

فَجَعَلوا يَنظُرونَ إلي مَواضِعِهِم ومَنازِلِهِم مِنَ الجَنَّةِ، وهُوَ يَقولُ لَهُم: هذا مَنزِلُكَ يا فُلانُ، وهذا قَصرُكَ يا فُلانُ، وهذِهِ دَرَجَتُكَ يا فُلانُ.

فَكانَ الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الرِّماحَ وَالسُّيوفَ بِصَدرِهِ ووَجهِهِ لِيَصِلَ إلي مَنزِلِهِ مِنَ الجَنَّةِ. [8] .

272. أنساب الأشراف: عَرَضَ الحُسَينُ عليه السلام عَلي أهلِهِ ومَن مَعَهُ أن يَتَفَرَّقوا ويَجعَلُوا اللَّيلَ جَمَلاً، وقالَ: إنَّما يَطلُبونَني وقَد وَجَدوني، وما كانَت كُتُبُ مَن كَتَبَ إلَيَّ - فيما أظُنُّ - إلّا مَكيدَةً لي وتَقَرُّباً إلَي ابنِ مُعاوِيَةَ بي. فَقالوا: قَبَّحَ اللَّهُ العَيشَ بَعدَكَ. [9] .

273. الأمالي عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عليه السلام: حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ قالَ:... فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيباً فَقالَ: اللَّهُمَّ إنّي لا أعرِفُ أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أزكي ولا أطهَرَ مِن أهلِ بَيتي، ولا أصحاباً هُم خَيرٌ مِن أصحابي، وقَد نَزَلَ بي ما قَد تَرَونَ، وأنتُم في حِلٍّ مِن بَيعَتي، لَيسَت لي في أعناقِكُم بَيعَةٌ، ولا لي عَلَيكُم ذِمَّةٌ، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً، وتَفَرَّقوا في سَوادِهِ؛ فَإِنَّ القَومَ إنَّما يَطلُبونَني، ولَو ظَفِروا بي لَذَهَلوا [10] عَن طَلَبِ غَيري. [11] .


پاورقي

[1] في النقول الاُخري: «أذنتُ» بدل «رأيتُ»، وهو المناسب للسياق.

[2] الذِّمَّةُ والذِّمامُ: بمعني العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ (النهاية: ج 2 ص 168 «ذمم»).

[3] تاريخ الطبري: ج5 ص418.

[4] في المصدر: «مقاتلوکم»، والتصويب من سير أعلام النبلاء.

[5] تضمينٌ للآية 52 من سورة المائدة.

[6] الطبقات الکبري (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج 1 ص 466، سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 301 الرقم 48 نحوه وراجع: الکامل في التاريخ: ج 2 ص 559 والفتوح: ج 5 ص 94.

[7] في المصدر: «کذلک» بدل «کلّکم»، والتصويب من بحار الأنوار.

[8] الخرائج والجرائح: ج 2 ص 847 ح 62 و ص 254 ح 8 نحوه، بحار الأنوار: ج 44 ص 298 ح 3.

[9] أنساب الأشراف: ج 3 ص 393.

[10] ذَهَلتُ عن الشي‏ء: نسيتُه وغفلت عنه (الصحاح: ج 4 ص 1702 «ذهل»).

[11] الأمالي للصدوق: ص 220 ح 239، بحار الأنوار: ج 44 ص 316 ح 1.