بازگشت

مكافحة الظلم والجور


264. تاريخ الطبري عن الحسين عليه السلام - أيضاً -: أمّا بَعدُ أيُّهَا النّاسُ! فَإِنَّكُم إن تَتَّقوا وتَعرِفُوا الحَقَّ لِأَهلِهِ يَكُن أرضي للَّهِِ، ونَحنُ أهلَ البيتِ أولي بِوِلايَةِ هذَا الأَمرِ عَلَيكُم مِن هؤُلاءِ المُدَّعينَ ما لَيسَ لَهُم، وَالسّائِرينَ فيكُم بِالجَورِ وَالعُدوانِ، وإن أنتُم كَرِهتُمونا وجَهِلتُم حَقَّنا وكانَ رَأيُكُم غَيرَ ما أتَتني كُتُبُكُم وقَدِمَت بِهِ عَلَيَّ رُسُلُكُمُ، انصَرَفتُ عَنكُم. [1] .

265. تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار: إنَّ الحُسَينَ عليه السلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ بِالبيضَةِ [2] ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثني عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أيُّهَا النّاسُ! إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله قالَ: «مَن رَأي سُلطاناً جائِراً مُستَحِلاًّ لِحُرَمِ اللَّهِ، ناكِثاً لِعَهدِ اللَّهِ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسولِ اللَّهِ، يَعمَلُ في عِبادِ اللَّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ، كانَ حَقّاً عَلَي اللَّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ».

ألا وإنَّ هؤُلاءِ قَد لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ، وأظهَرُوا الفَسادَ، وعَطَّلُوا الحُدودَ، وَاستَأثَروا بِالفَي ءِ، وأحَلّوا حَرامَ اللَّهِ، وحَرَّموا حَلالَهُ، وأنَا أحَقُّ مَن غَيَّرَ [3] ، قَد أتَتني كُتُبُكُم، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم؛ أنَّكُم لا تُسلِمُونّي ولا تَخذُلُونّي، فَإِن تَمَمتُم عَلي بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، نَفسي مَعَ أنفُسِكُم، وأهلي مَعَ أهليكُم، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ.

وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم، وخَلَعتُم بَيعَتي مِن أعناقِكُم، فَلَعَمري ما هِيَ لَكُم بِنُكرٍ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وَابنِ عَمّي مُسلِمٍ، وَالمَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بِكُم، فَحَظَّكُم أخطَأتُم، ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم، ومَن نَكَثَ [4] فَإِنَّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ، وسَيُغنِي اللَّهُ عَنكُم، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ. [5] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: ج 5 ص 402، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 232، أنساب الأشراف: ج 3 ص 380 وليس فيه من «ونحن» إلي «والعدوان»؛ الإرشاد: ج 2 ص 79، إعلام الوري: ج 1 ص 448 وراجع: روضة الواعظين: ص 198.

[2] البيضة: اسم ماء بين واقصة وعذيب ويتّصل ببئر بني يربوع (معجم البلدان: ج1 ص532).

[3] في الفتوح: «وأنا أحقّ من غيري بهذا الأمر؛ لقرابتي من رسول اللَّه‏ صلي الله عليه وآله» بدل «وأنا أحقّ من غَيَّر».

[4] النَّکْثُ: قريب من النقض، واستعير لنقض العهد (مفردات ألفاظ القرآن: ص 822 «نکث»).

[5] تاريخ الطبري: ج 5 ص 403، الکامل في التاريخ: ج 2 ص 552، الفتوح: ج 5 ص 81، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 234 کلّها نحوه؛ بحار الأنوار: ج 44 ص 382 وراجع: أنساب الأشراف: ج 3 ص 381.