بازگشت

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر


258. الفتوح عن الإمام الحسين عليه السلام - في وَداعِ قَبرِ جَدِّهِ صلي الله عليه وآله -: اللَّهُمَّ إنَّ هذا قَبرُ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وآله، وأنَا ابنُ بِنتِ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وآله، وقَد حَضَرَني مِنَ الأَمرِ ما قَد عَلِمتَ، اللَّهُمَّ وإنّي اُحِبُّ المَعروفَ وأكرَهُ المُنكَرَ.... [1] .

259. تسلية المجالس: دَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِدَواةٍ وبَياضٍ، وكَتَبَ هذِهِ الوَصِيَّةَ لِأَخيهِ مُحَمَّدٍ:

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

هذا ما أوصي بِهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ إلي أخيهِ مُحَمَّدٍ المَعروفِ بِابنِ الحَنَفِيَّةِ: إنَّ الحُسَينَ يَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِ الحَقِّ، وأنَّ الجَنَّةَ وَالنّارَ حَقٌّ، وأنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها، وأنَّ اللَّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبورِ، وأنّي لَم أخرُج أشِراً [2] ولا بَطِراً [3] ولا مُفسِداً ولا ظالِماً، وإنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ في اُمَّةِ جَدّي صلي الله عليه وآله اُريدُ أن آمُرَ بِالمَعروفِ وأنهي عَنِ المُنكَرِ، وأسيرَ بِسيرَةِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وآله وأبي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام، فَمَن قَبِلَني بِقَبولِ الحَقِّ فَاللَّهُ أولي بِالحَق، ومَن رَدَّ عَلَيَّ هذا أصبِرُ حَتّي يَقضِيَ اللَّهُ بَيني وبَينَ القَومِ بِالحَقِّ ويَحكُمَ بَيني وبَينَهُم وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ، وهذِهِ وَصِيَّتي يا أخي إلَيكَ، وما تَوفيقي إلّا بِاللَّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ. [4] .

260. تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العيزار: إنَّ الحُسَينَ عليه السلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ... ثُمَّ قالَ: أيُّهَا النّاسُ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله قالَ: مَن رَأي سُلطاناً جائِراً مُستَحِلاًّ لِحُرَمِ اللَّهِ، ناكِثاً [5] لِعَهدِ اللَّهِ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، يَعمَلُ في عِبادِ اللَّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ، كانَ حَقّاً عَلَي اللَّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ. [6] .


پاورقي

[1] الفتوح: ج 5 ص 19؛ بحار الأنوار: ج 44 ص 328.

[2] الأشَرُ: البَطَرُ، وقيل: أشدّ البطر (النهاية: ج 1 ص 51 «أشر»).

[3] البَطَرُ: الطغيان عند النعمة وطول الغني (النهاية: ج 1 ص 135 «بطر»).

[4] تسلية المجالس: ج 2 ص 160، بحار الأنوار: ج 44 ص 329؛ الفتوح: ج 5 ص 21، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 188 کلاهما نحوه وراجع: المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 89.

[5] النَّکثُ: نَقضُ العَهدِ (النهاية: ج 5 ص 114 «نکث»).

[6] تاريخ الطبري: ج 5 ص 403.