بازگشت

امتناع الامام من بيعة يزيد


253. الفتوح عن الإمام الحسين عليه السلام - لَمّا أمَرَهُ مَروانُ بِبَيعَةِ يَزيدَ -: وَيحَكَ! أتَأمُرُني بِبَيعَةِ يَزيدَ وهُوَ رَجُلٌ فاسِقٌ؟ لَقَد قُلتَ شَطَطاً [1] مِنَ القَولِ يا عَظيمَ الزَّلَلِ! لا ألومُكَ عَلي قَولِكَ لِأَنَّكَ اللَّعينُ الَّذي لَعَنَكَ رَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله وأنتَ في صُلبِ أبيكَ الحَكَمِ بنِ أبِي العاصِ، فَإِنَّ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله لا يُمكِنُ لَهُ ولا مِنهُ إلّا أن يَدعُوَ إلي بَيعَةِ يَزيدَ.

ثُمَّ قالَ: إلَيكَ عَنّي يا عَدُوَّ اللَّهِ، فَإِنّا أهلُ بَيتِ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، وَالحَقُّ فينا وبِالحَقِّ تَنطِقُ ألسِنَتُنا، وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله يَقولُ: «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلي آلِ أبي سُفيانَ، وعَلَي الطُّلَقاءِ [2] أبناءِ الطُّلَقاءِ، فَإِذا رَأَيتُم مُعاوِيَةَ عَلي مِنبَري فَابقُروا [3] بَطنَهُ»، فَوَاللَّهِ لَقَد رَآهُ أهلُ المَدينَةِ عَلي مِنبَرِ جَدّي فَلَم يَفعَلوا ما اُمِروا بِهِ، فَابتَلاهُمُ [4] اللَّهُ بِابنِهِ يَزيدَ! زادَهُ اللَّهُ فِي النّارِ عَذاباً. [5] .

254. مثير الأحزان عن الإمام الحسين عليه السلام - لِمَروانَ لَمّا أشارَ عَلَي الوَليدِ والِي المَدينَةِ بِضَربِ أعناقِ القَومِ إذ لَم يَرضَوا بِبَيعَةِ يَزيدَ -: وَيلي عَلَيكَ يَابنَ الزَّرقاءِ [6] ، أنتَ تَأمُرُ بِضَربِ عُنُقي؟! كَذَبتَ ولَؤُمتَ، نَحنُ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَةِ، ويَزيدُ فاسِقٌ شارِبُ الخَمرِ وقاتِلُ النَّفسِ، ومِثلي لا يُبايِعُ لِمِثلِهِ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ [7] أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ. [8] .


پاورقي

[1] الشَّطَطُ: الإفراط في البُعد (مفردات ألفاظ القرآن: ص 453 «شطط»).

[2] الطُلَقاءُ: هم الذين خلّي عنهم (النبيّ‏ صلي الله عليه وآله) يوم فتح مکّة، وأطلقهم ولم يسترقّهم (النهاية: ج 3 ص 136 «طلق»).

[3] في المصدر: «فافقروا»، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخري.

[4] في المصدر: «قاتلهم»، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخري.

[5] الفتوح: ج 5 ص 17، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 185؛ تسلية المجالس: ج 2 ص 153.

[6] يطلق علي مروان وذريّته بنو الزرقاء - والزرقاء اسم يطلق للمذمّة في الأدب العربي - وهي اسم جدّة مروان، وکانت بغية من ذوات الأعلام (الکامل: ج4 ص160).

[7] في الملهوف هنا زيادة: «ونَنظُرُ وتَنظُرونَ».

[8] مثير الأحزان: ص 24، الملهوف: ص 98 نحوه، بحار الأنوار: ج 44 ص 325.