بازگشت

مصائب شيعة اهل البيت


231. المؤمن عن سعد بن طريف: كُنتُ عِندَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَجاءَ جَميلٌ الأَزرَقُ فَدَخَلَ عَلَيهِ، قالَ: فَذَكَروا بَلايَا الشّيعَةِ وما يُصيبُهُم.

فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: إنَّ اُناساً أتَوا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام وعَبدَ اللَّهِ بنَ عَبّاسٍ فَذَكَروا لَهُما نَحواً مِمّا ذَكَرتُم، قالَ: فَأَتَيَا الحُسَينَ بنَ عَلِيّ عليه السلام فَذَكَرا لَهُ ذلِكَ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: وَاللَّهِ، البَلاءُ وَالفَقرُ وَالقَتلُ أسرَعُ إلي مَن أحَبَّنا مِن رَكضِ البَراذينِ [1] ، ومِنَ السَّيلِ إلي صِمرِهِ - قُلتُ: ومَا الصِّمرُ ؟ [2] قالَ: مُنتَهاهُ - ولَولا أن تَكونوا كَذلِكَ لَرَأَينا أنَّكُم لَستُم مِنّا. [3] .

232. علل الشرائع عن عبد اللَّه بن الحسن عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليهما السلام: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله: مازِلتُ أنَا ومَن كانَ قَبلي مِنَ النَّبِيّينَ وَالمُؤمِنينَ مُبتَلَينَ بِمَن يُؤذينا، ولَو كانَ المُؤمِنُ عَلي رَأسِ جَبَلٍ لَقَيَّضَ [4] اللَّهُ لَهُ مَن يُؤذيهِ لِيَأجُرَهُ عَلي ذلِكَ. [5] .

233. المحاسن عن إسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته عن أبي عبد اللَّه عليه السلام: لَمّا شَيَّعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام أبا ذَرٍّرحمه الله، وشَيَّعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السلام، وعَقيلُ بنُ أبي طالِبٍ، وعَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ عَلَيهِم سَلامُ اللَّهِ، قالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام: وَدِّعوا أخاكُم، فَإِنَّهُ لابُدَّ لِلشّاخِصِ [6] مِن أن يَمضِيَ ولِلمُشَيِّعِ مِن أن يَرجِعَ. فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم عَلي حِيالِهِ.

فَقالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عليه السلام: رَحِمَكَ اللَّهُ يا أباذَرٍّ، إنّ القَومَ إنَّمَا امتَهَنوكَ بِالبَلاءِ لِأَنَّكَ مَنَعتَهُم دينَكَ فَمَنَعوكَ دُنياهُم، فَما أحوَجَكَ غَداً إلي مامَنَعتَهُم، وأغناكَ عَمّامَنَعوكَ!

فَقالَ أبو ذَرٍّ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِن أهلِ بَيتٍ، فَما لي فِي الدُّنيا مِن شَجَنٍ [7] غَيرُكُم، إنّي إذا ذَكَرتُكُم ذَكَرتُ رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله. [8] .

234. شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس: لَمّا اُخرِجَ أبو ذَرٍّ إلَي الرَّبَذَةِ [9] ، أمَرَ عُثمانُ فَنودِيَ فِي النّاسِ ألّا يُكَلِّمَ أحَدٌ أبا ذَرٍّ ولا يُشَيِّعَهُ، وأمَرَ مَروانَ بنَ الحَكَمِ أن يَخرُجَ بِهِ. فَخَرَجَ بِهِ، وتَحاماهُ النّاسُ إلّا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام وعَقيلاً أخاهُ، وحَسَناً وحُسَيناً عليهما السلام، وعَمّاراً؛ فَإِنَّهُم خَرَجوا مَعَهُ يُشَيِّعونَهُ.

فَجَعَلَ الحَسَنُ عليه السلام يُكَلِّمُ أبا ذَرٍّ، فَقالَ لَهُ مَروانُ: إيهاً يا حَسَُ! ألا تَعلَمُ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد نَهي عَن كَلامِ هذَا الرَّجُلِ؟! فَإِن كُنتَ لا تَعلَمُ فَاعلَم ذلِكَ.

فَحَمَلَ عَلِيّ عليه السلام عَلي مَروانَ، فَضَرَبَ بِالسَّوطِ بَينَ اُذُنَي راحِلَتِهِ، وقالَ: تَنَحَّ لَحاكَ [10] اللَّهُ إلَي النّارِ! فَرَجَعَ مَروانُ مُغضَباً إلي عُثمانَ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ، فَتَلَظّي عَلي عَلِيّ عليه السلام....

ثُمَّ تَكَلَّمَ الحُسَينُ عليه السلام، فَقالَ: يا عَمّاه، إنَّ اللَّهَ تَعالي قادِرٌ أن يُغَيِّرَ ما قَد تَري، وَاللَّهُ كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ، وقَد مَنَعَكَ القَومُ دُنياهُم ومَنَعتَهُم دينَكَ، فَما أغناكَ عَمّا مَنَعوكَ، وأحوَجَهُم إلي ما مَنَعتَهُم! فَاسأَلِ اللَّهَ الصَّبرَ وَالنَّصرَ، وَاستَعِذ بِهِ مِنَ الجَشَعِ وَالجَزَعِ، فَإِنَّ الصَّبرَ مِنَ الدّينِ وَالكَرَمِ، وإنَّ الجَشَعَ لا يُقَدِّمُ رِزقاً، وَالجَزَعَ لا يُؤَخِّرُ أجَلاً. [11] .


پاورقي

[1] البِرْذَونُ: الجلدُ علي السير من الخيل غير العرابية، وأکثر ما يُجلب من الروم (تاج العروس: ج 18 ص 54 «برذن»).

[2] في المصدر: «وما الصمرة»، والتصويب من بحار الأنوار.

[3] المؤمن: ص 15 ح 4، مشکاة الأنوار: ص 506 ح 1697 نحوه، بحار الأنوار: ج 67 ص 246 ح 85.

[4] قيَّضَ اللَّهُ له کذا: أي قَدَّرَهُ (المصباح المنير: ص 521 «قيض»).

[5] علل الشرائع: ص 45 ح 3، بحار الأنوار: ج 67 ص 228 ح 38.

[6] شَخَصَ: إذا خرج من موضع إلي غيره (المصباح المنير: ص 306 «شخص»).

[7] الشَّجَنُ: الحاجة. والشَّجَنُ: الحُزن (الصحاح: ج 5 ص 2143 «شجن»).

[8] المحاسن: ج 2 ص 94 ح 1247، کتاب من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 275 ح 2428، مکارم الأخلاق: ج 1 ص 530 ح 1843 کلاهما من دون إسنادٍ إلي المعصوم، بحار الأنوار: ج 76 ص 280 ح 3.

[9] الرَّبذَةُ: من قري المدينة علي ثلاثة أيّام، وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاري (معجم البلدان: ج 3 ص 24).

[10] لَحَاهُ اللَّهُ: أي قبّحه ولعنه (الصحاح: ج 6 ص 2481 «لحي»).

[11] شرح نهج البلاغة: ج 8 ص 252؛ الکافي: ج 8 ص 207 ح 251 عن أبي جعفر الخثعمي نحوه، بحار الأنوار: ج 22 ص 412.