بازگشت

امامة اميرالمومنين علي


198. عيون أخبار الرضا بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام: قالَ لي بُرَيدَةُ: أمَرَنا رَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله أن نُسَلِّمَ [1] عَلي أبيكَ بِإِمرَةِ المُؤمِنينَ. [2] .

199. الأمالي بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام: حَدَّثَني أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام قالَ: قالَ لِيَ النَّبِيّ صلي الله عليه وآله: يا عَلِيُّ، خَلَقَنِيَ اللَّهُ تَعالي وأنتَ مِن نورِ اللَّهِ حينَ خَلَقَ آدَمَ، وأفرَغَ ذلِكَ النّورَ في صُلبِهِ، فَأَفضي بِهِ إلي عَبدِ المُطَّلِبِ، ثُمَّ افتَرَقا مِن عَبدِ المُطَّلِبِ؛ أنَا في عَبدِ اللَّهِ وأنتَ في أبي طالِبٍ، لا تَصلُحُ النُّبُوَّةُ إلّا لي، ولا تَصلُحُ الوَصِيَّةُ إلّا لَكَ، فَمَن جَحَدَ وَصِيَّتَكَ جَحَدَ نُبُوَّتي، ومَن جَحَدَ نُبُوَّتي أكَبَّهُ اللَّهُ عَلي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ. [3] .

200. التوحيد عن الأصبغ بن نباتة: لَمّا جَلَسَ عَلِيّ عليه السلام فِي الخِلافَةِ وبايَعَهُ النّاسُ، خَرَجَ إلَي المَسجِدِ مُتَعَمِّماً بِعِمامَةِ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، لابِساً بُردَةَ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، مُتَنَعِّلاً نَعلَ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، مُتَقَلِّداً سَيفَ رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَجَلَسَ عليه السلام عَلَيهِ مُتَمَكِّناً....

ثُمَّ قالَ لِلحَسَنِ عليه السلام: يا حَسَنُ، قُم فَاصعَدِ المِنبَرَ فَتَكَلَّم....

ثُمَّ قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام: يا بُنَيَّ قُم فَاصعَدِ المِنبَرَ وتَكَلَّم بِكَلامٍ لا تُجَهِّلُكَ قُرَيشٌ مِن بَعدي، فَيَقولونَ: إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُبصِرُ شَيئاً، وَليَكُن كَلامُكَ تَبَعاً لِكَلامِ أخيكَ.

فَصَعِدَ الحُسَينُ عليه السلام المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثني عَلَيهِ، وصَلّي عَلي نَبِيِّهِ صلي الله عليه وآله صَلاةً موجَزَةً، ثُمَّ قالَ: مَعاشِرَ النّاسِ! سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله وهُوَ يَقولُ: «إنَّ عَلِيّاً هُوَ مَدينَةُ هُديً، فَمَن دَخَلَها نَجا ومَن تَخَلَّفَ عَنها هَلَكَ».

فَوَثَبَ إلَيهِ عَلِيّ عليه السلام فَضَمَّهُ إلي صَدرِهِ وقَبَّلَهُ، ثُمَّ قالَ: مَعاشِرَ النّاسِ! اشهَدوا أنَّهُما فَرخا رَسولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله ووَديعَتُهُ الَّتِي استَودَعَنيها، وأنَا أستَودِعُكُموها. مَعاشِرَ النّاسِ! ورَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله سائِلُكُم عَنهُما. [4] .

201. الفتوح - في ذِكرِ أحداثِ حَربِ صِفّينَ -: أرسَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عليه السلام أنَّ لي إلَيكَ حاجَةً، فَالقَني إذا شِئتَ حَتّي اُخبِرَكَ.

قالَ: فَخَرَجَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام حَتّي واقَفَهُ وظَنَّ أنَّهُ يُريدُ حَربَهُ.

فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ: إنّي لَم أدعُكَ إلَي الحَربِ، ولكِنِ اسمَع مِنّي فَإِنَّها نَصيحَةٌ لَكَ.

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: قُل ما تَشاءُ.

فَقالَ: اِعلَم أنَّ أباكَ قَد وَتَرَ قُرَيشاً، وقَد بَغَضَهُ النّاسُ وذَكَروا أنَّهُ هُوَ الَّذي قَتَلَ عُثمانَ، فَهَل لَكَ أن تَخلَعَهُ وتُخالِفَ عَلَيهِ حَتّي نُوَلِّيَكَ هذَا الأَمرَ؟ فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: كَلّا وَاللَّهِ، لا أكفُرُ بِاللَّهِ وبِرَسولِهِ وبِوَصِيِّ رَسولِ اللَّهِ، اِخسَ [5] وَيلَكَ مِن شَيطانٍ مارِدٍ! فَلَقَد زَيَّنَ لَكَ الشَّيطانُ سوءَ عَمَلِكَ، فَخَدَعَكَ حَتّي أخرَجَكَ مِن دينِكَ بِاتِّباعِ القاسِطينَ ونُصرَةِ هذَا المارِقِ مِنَ الدّينِ، لَم يَزَل هُوَ وأبوهُ حَربِيَّينِ وعَدُوَّينِ للَّهِِ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤمِنينَ، فَوَاللَّهِ ما أسلَما ولكِنَّهُمَا استَسلَما خَوفاً وطَمَعاً.

فَأَنتَ اليَومَ تُقاتِلُ عَن غَيرِ مُتَذَمِّمٍ [6] ، ثُمَّ تَخرُجُ إلَي الحَربِ مُتَخَلِّقاً [7] لِتُرائِيَ بِذلِكَ نِساءَ أهلِ الشّامِ، ارتَع [8] قَليلاً، فَإِنّي أرجو أن يَقتُلَكَ اللَّهُ سَريعاً.

قالَ: فَضَحِكَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، ثُمَّ رَجَعَ إلي مُعاوِيَةَ فَقالَ: إنّي أرَدتُ خَديعَةَ الحُسَينِ وقُلتُ لَهُ كَذا وكَذا، فَلَم أطمَع في خَديعَتِهِ.

فَقالَ مُعاوِيَةُ: إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُخدَعُ، وهُوَ ابنُ أبيهِ. [9] .

202. المناقب عن رجل من بني هاشم يقال له عبد اللَّه بن الحسين: جاءَ رَجُلٌ إلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عليه السلام فَقالَ: حَدِّثني في عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ.

فَقالَ: وَيحَكَ! وما عَسَيتُ أن اُحَدِّثَكَ في عَلِيٍّ وهُوَ أبي؟

قالَ: بَل تُحَدِّثُني.

قالَ: إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالي أدَّبَ نَبِيَّهُ الآدابَ كُلَّها، فَلَمَّا استَحكَمَ الأَدَبُ فَوَّضَ الأَمرَ إلَيهِ فَقالَ: «مَآ ءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ» [10] ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله أدَّبَ عَلِيّاً عليه السلام بِتِلكَ الآدابِ الَّتي أدَّبَهُ بِها، فَلَمَّا استَحكَمَ الآدابُ كُلُّها فَوَّضَ الأَمرَ إلَيهِ، فَقالَ: «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ». [11] .

تنبيه

إنّ الأحاديث المأثورة عن الإمام الحسين عليه السلام حول إمامة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله كثيرةٌ، وقد ذكرنا هذه الأحاديث في موسوعة الإمام عليّ عليه السلام، فلذا تجنّبنا عن ذكرها هنا.


پاورقي

[1] في المصدر: «اُسلّم»، والصواب ما أثبتناه کما في بحار الأنوار.

[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2 ص 68 ح 312 عن داوود بن سليمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه‏ عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 37 ص 290 ح 1.

[3] الأمالي للطوسي: ص 295 ح 577 عن عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور عن الإمام الهادي عن آبائه‏ عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 15 ص 12 ح 15.

[4] التوحيد: ص 307 - 305 ح 1، الأمالي للصدوق: ص 425 - 422 ح 560، الاختصاص: ص 238 - 235، بحار الأنوار: ج 40 ص 202 ح 6.

[5] کذا في المصدر، والصواب: «اِخسَأ».

[6] الذِّمَّةُ والذِّمام: هما بمعني العهد والأمان والضمان والحُرمة والحقّ (النهاية: ج 2 ص 168 «ذمم»).

[7] الخُلوقُ: وهو طيب معروف مرکّب يتّخذ من الزعفران وغيره (النهاية: ج 2 ص 71 «خلق»).

[8] يقال: خرجنا نرتع ونلعب: أي ننعم ونلهو (الصحاح: ج 3 ص 1216 «رتع»).

[9] الفتوح: ج 3 ص 39.

[10] الحشر: 7.

[11] المناقب للکوفي: ج 2 ص 428 ح 910.