بازگشت

فَناء الدنيا و بقاء الآخرة


85. كامل الزيارات عن ميسر بن عبد العزيز عن أبي جعفر عليه السلام: كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ عليه السلام إلي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ عليه السلام [1] مِن كَربَلاءَ:

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ومَن قِبَلَهُ مِن بَني هاشِمٍ، أمّا بَعدُ: فَكَأَنَّ الدُّنيا لَم تَكُن، وكَأَنَّ الآخِرَةَ لَم تَزَل، وَالسَّلامُ. [2] .

86. تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس: جَاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ، فَقامَ بَينَ يَدَي حُسَينٍ عليه السلام: فَأَخَذَ يُنادي: «يَقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ - مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن م بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ - وَ يَقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ - يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ و مِنْ هَادٍ» [3] ، يا قَومِ [لا] [4] تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ [5] اللَّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَي» [6] فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه السلام: يَابنَ أسعَدَ، رَحِمَكَ اللَّهُ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حينَ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ.

قالَ: صَدَقتَ، جُعِلتُ فِداكَ! أنتَ أفقَهُ مِنّي وأحَقُّ بِذلِكَ، أفَلا نَروحُ إلَي الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا؟

فَقالَ: رُح إلي خَيرٍ مِنَ الدُّنيا وما فيها، وإلي مُلكٍ لا يَبلي.

فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ أبا عَبدِ اللَّهِ، صَلَّي اللَّهُ عَلَيكَ وعَلي أهلِ بَيتِكَ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ.

فَقالَ عليه السلام: آمينَ، آمينَ.

فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّي قُتِلَ. [7] .


پاورقي

[1] هو ابن الحنفيّةرضي الله عنه.

[2] کامل الزيارات: ص 158 ح 196، بحار الأنوار: ج 45 ص 87 ح 23.

[3] غافر: 33 - 30.

[4] ما بين المعقوفين سقط من المصدر، وأثبتناه من المصادر الاُخري.

[5] يُسحتکم: أي يُهلِککم ويَستأصِلکم (مجمع البحرين: ج 2 ص 822 «سحت»).

[6] طه: 61.

[7] تاريخ الطبري: ج 5 ص 443، الکامل في التاريخ: ج 2 ص 568، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 24؛ الملهوف: ص 164 کلّها نحوه، بحار الأنوار: ج 45 ص 23.