بازگشت

تفسير صفة الصمد


44. التوحيد عن وهب بن وهب القرشي عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه الباقر عن أبيه عليهم السلام: إنَّ أهلَ البَصرَةِ كَتَبوا إلَي الحُسَينِ بنِ عَليّ عليه السلام يَسأَلونَهُ عَنِ الصَّمَدِ، فَكَتَبَ إلَيهِم

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ فَلا تَخوضوا فِي القُرآنِ، ولا تُجادِلوا فيهِ، ولا تَتَكَلَّموا فيهِ بِغَيرِ عِلمٍ، فَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله يَقولُ: «مَن قالَ فِي القُرآنِ بِغَيرِ عِلمٍ فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ».

وإنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ قَد فَسَّرَ الصَّمَدَ فَقالَ: «اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ»، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقالَ: «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ - وَ لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُ».

لَم يَلِد: لَم يَخرُج مِنهُ شَي ءٌ كَثيفٌ؛ كَالولَدِ وسائِرِ الأَشياءِ الكَثيفَةِ الَّتي تَخرُجُ مِنَ المَخلوقينَ، ولا شَي ءٌ لَطيفٌ كَالنَّفسِ، ولا يَتَشَعَّبُ مِنهُ البَدَواتُ كَالسِّنَةِ وَالنَّومِ، وَالخَطرَةِ وَالهَمِّ، وَالحُزنِ وَالبَهجَةِ، وَالضِّحكِ وَالبُكاءِ، وَالخَوفِ وَالرَّجاءِ، وَالرَّغبَةِ وَالسَّأمَةِ، وَالجوعِ وَالشِّبَعِ؛ تَعالي أن يَخرُجَ مِنهُ شَي ءٌ، وأن يَتَوَلَّدَ مِنهُ شَي ءٌ كَثيفٌ أو لَطيفٌ.

ولَم يولَد: لَم يَتَوَلَّد مِن شَي ءٍ، ولَم يَخرُج مِن شَي ءٍ كَما يَخرُجُ الأَشياءُ الكَثيفَةُ مِن عَناصِرِها؛ كَالشَّي ءِ مِنَ الشَّي ءِ، وَالدّابَّةِ مِنَ الدّابَّةِ، وَالنَّباتِ مِنَ الأَرضِ، وَالماءِ مِنَ اليَنابيعِ، وَالثِّمارِ مِنَ الأَشجارِ، ولا كَما يَخرُجُ الأَشياءُ اللَّطيفَةُ مِن مَراكِزِها؛ كَالبَصَرِ مِنَ العَينِ، وَالسَّمعِ مِنَ الاُذُنِ، وَالشَّمِّ مِنَ الأَنفِ، وَالذَّوقِ مِنَ الفَمِ، وَالكَلامِ مِنَ اللِّسانِ، وَالمَعرِفَةِ وَالتَّمييزِ [1] مِنَ القَلبِ، وكَالنّارِ مِنَ الحَجَرِ.

لا، بَل هُوَ اللَّهُ الصَّمَدُ الَّذي لا مِن شَي ءٍ، ولا في شَي ءٍ، ولا عَلي شَي ءٍ، مُبدِعُ الأَشياءِ وخالِقُها، ومُنِشئُ الأَشياءِ بِقُدرَتِهِ، يَتَلاشي ما خَلَقَ لِلفَناءِ بِمَشِيَّتِهِ، ويَبقي ما خَلَقَ لِلبَقاءِ بِعِلمِهِ، فَذلِكُمُ اللَّهُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرُ المُتعالِ، ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ. [2] .

45. التوحيد بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام: الصَّمَدُ الَّذي لا جَوفَ لَهُ، وَالصَّمَدُ الَّذي قَدِ انتَهي سُؤدَدُهُ، وَالصَّمَدُ الَّذي لا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ، وَالصَّمَدُ الَّذي لا يَنامُ، وَالصَّمَدُ الدّائِمُ الَّذي لَم يَزَل ولا يَزالُ. [3] .


پاورقي

[1] في المصدر: «والتميّز»، والتصويب من بحار الأنوار.

[2] التوحيد: ص 90 ح 5، مجمع البيان: ج 10 ص 861 عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن أبيه الباقر عليهما السلام، بحار الأنوار: ج 3 ص 223 ح 14.

[3] التوحيد: ص 90 ح 3، معاني الأخبار: ص 7 ح 3 وليس فيه «الدائم» وکلاهما عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن آبائه‏ عليهم السلام، مجمع البيان: ج 10 ص 861، بحار الأنوار: ج 3 ص 223 ح 12.