بازگشت

فضل حملة الحديث


28. عيون أخبار الرضا بإسناده عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله: مَن حَفِظَ مِن اُمَّتي أربَعينَ حَديثاً يَنتَفِعونَ بِها، بَعَثَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ فَقيهاً عالِماً. [1] .

29. الخصال بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلي الله عليه وآله أوصي إلي أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام، وكانَ فيما أوصي بِهِ أن قالَ لَهُ: يا عَلِيُّ، مَن حَفِظَ مِن اُمَّتي أربَعينَ حَديثاً يَطلُبُ بِذلِكَ وَجهَ اللَّهِ وَالدّارَ الآخِرَةَ، حَشَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً.

فَقالَ عَلِيّ عليه السلام: يا رَسولَ اللَّهِ، أخبِرني ما هذِهِ الأَحاديثُ؟

فَقالَ: أن تُؤمِن بِاللَّهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وتَعبُدَهُ ولا تَعبُدَ غَيرَهُ، وتُقيمَ الصَّلاةَ بِوُضوءٍ سابِغٍ في مَواقيتِها ولا تُؤَخِّرَها؛ فَإِنَّ في تَأخيرِها مِن غَيرِ عِلَّةٍ غَضَبَ اللَّهِ، وتُؤَدِّيَ الزَّكاةَ، وتَصومَ شَهرَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيتَ إذا كانَ لَكَ مالٌ وكُنتَ مُستَطيعاً.

وألّا تَعُقَّ وَالِدَيكَ، ولا تَأكُلَ مالَ اليَتيمِ ظُلماً، ولا تَأكُلَ الرِّبا، ولا تَشرَبَ الخَمرَ ولا شَيئاً مِنَ الأَشرِبَةِ المُسكِرَةِ، ولا تَزنِيَ، ولا تَلوطَ، ولا تَمشِيَ بِالنَّميمَةِ [2] ، ولا تَحلِفَ بِاللَّهِ كاذِباً، ولا تَسرِقَ، ولا تَشهَدَ شَهادَةَ الزّورِ لِأَحَدٍ قَريباً كانَ أو بَعيداً، وأن تَقبَلَ الحَقَّ مِمَّن جاءَ بِهِ صَغيراً كانَ أو كَبيراً، وألّا تَركَنَ إلي ظالِمٍ وإن كانَ حَميماً قَريباً، وألّا تَعمَلَ بِالهَوي، ولا تَقذِفَ المُحصَنَةَ، ولا تُرائِيَ؛ فَإِنَّ أيسَرَ الرِّياءِ شِركٌ بِاللَّهِ.

وألّا تَقولَ لِقَصيرٍ: يا قَصيرُ، ولا لِطَويلٍ: يا طَويلُ؛ تُريدُ بِذلِكَ عَيبَهُ، وألّا تَسخَرَ مِن أحَدٍ مِن خَلقِ اللَّهِ، وأن تَصبِرَ عَلَي البَلاءِ وَالمُصيبَةِ، وأن تَشكُرَ نِعَمَ اللَّهِ الَّتي أنعَمَ بِها عَلَيكَ، وألّا تَأمَنَ عِقابَ اللَّهِ عَلي ذَنبٍ تُصيبُهُ، وألّا تَقنَطَ [3] مِن رَحمَةِ اللَّهِ، وأن تَتوبَ إلَي اللَّهِ مِن ذُنوبِكَ؛ فَإِنَّ التّائِبَ مِن ذُنوبِهِ كَمَن لا ذَنبَ لَهُ، وألّا تُصِرَّ عَلَي الذُّنوبِ مَعَ الاِستِغفارِ فَتَكونَ كَالمُستَهزِئِ بِاللَّهِ وآياتِهِ ورُسُلِهِ.

وأن تَعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لَم يَكُن لِيُخطِئَكَ، وأنَّ ما أخطَأَكَ لَم يَكُ لِيُصيبَكَ، وألّا تَطلُبَ سَخَطَ الخالِقِ بِرِضَي المَخلوقِ، وألّا تُؤثِرَ الدُّنيا عَلَي الآخِرَةِ؛ لِأَنَّ الدُّنيا فانِيَةٌ وَالآخِرَةَ الباقِيَةُ، وألّا تَبخَلَ عَلي إخوانِكَ بِما تَقدِرُ عَلَيهِ، وأن تَكونَ سَريرَتُكَ كَعَلانِيَتِكَ، وألّا تَكونَ عَلانِيَتُكَ حَسَنَةً وسَريرَتُكَ قَبيحَةً، فَإِن فَعَلتَ ذلِكَ كُنتَ مِنَ

المُنافِقينَ.

وألّا تَكذِبَ، وألّا تُخالِطَ الكَذّابينَ، وألّا تَغضَبَ إذا سَمِعتَ حَقّاً، وأن تُؤَدِّبَ نَفسَكَ وأهلَكَ ووُلدَكَ وجيرانَكَ عَلي حَسَبِ الطّاقَةِ، وأن تَعمَلَ بِما عَلِمتَ، ولا تُعامِلَنَّ أحَداً مِن خَلقِ اللَّهِ إلّا بِالحَقِّ، وأن تَكونَ سَهلاً لِلقَريبِ وَالبَعيدِ، وألّا تَكونَ جَبّاراً عَنيداً، وأن تُكثِرَ مِنَ التَّسبيحِ وَالتَّهليلِ وَالدُّعاءِ وذِكرِ المَوتِ وما بَعدَهُ مِنَ القِيامَةِ وَالجَنَّةِ وَالنّارِ، وأن تُكثِرَ مِن قِراءَةِ القُرآنِ وتَعمَلَ بِما فيهِ.

وأن تَستَغنِمَ البِرَّ وَالكَرامَةَ بِالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ، وأن تَنظُرَ إلي كُلِّ ما لا تَرضي فِعلَهُ لِنَفسِكَ فَلا تَفعَلَهُ بِأَحَدٍ مِنَ المُؤمِنينَ، ولا تَمَلَّ مِن فِعلِ الخَيرِ، وألّا تُثَقِّلَ عَلي أحَدٍ، وألّا تَمُنَّ عَلي أحَدٍ إذا أنعَمتَ عَلَيهِ، وأن تَكونَ الدُّنيا عِندَك سِجناً حَتّي يَجعَلَ اللَّهُ لَكَ جَنَّةً.

فَهذِهِ أربَعونَ حَديثاً، مَنِ استَقامَ عَلَيها وحَفِظَها عَنّي مِن اُمَّتي دَخَلَ الجَنَّةَ بِرَحمَةِ اللَّهِ، وكانَ مِن أفضَلِ النّاسِ وأحَبِّهِم إلَي اللَّهِ بَعدَ النَّبِيّينَ وَالوَصِيّينَ، وحَشَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً. [4] .


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2 ص 37 ح 99، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام: ص 226 ح 114 کلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه‏ عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 2 ص 156 ح 8.

[2] النَّمِيمَةُ: هي نقل الحديث من قوم إلي قوم علي جهة الإفساد والشرّ (النهاية: ج 5 ص 120 «نمم»).

[3] القُنوط: هو أشدّ اليأس من الشي‏ء (النهاية: ج 4 ص 113 «قنط»).

[4] الخصال: ص 543 ح 19 عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، وإسماعيل بن أبي زياد جميعاً عن الإمام الصادق عن آبائه‏ عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 2 ص 154 ح 7.