بازگشت

كيف لا افتخر بالحسين؟


كيف لا افتخر بالحسين وقد افتخر به واحبّه و عظّمه انبياء الله تعالي ؟ ولكن مع كل ذلك يبقي حب نبيّنا محمد (ص) وتعظيمه فريداً من نوعه ،و للاسف إننا لا نستطيع في هذا البحث الموجز جداً بيان القصة الكاملة لهذا الحب ، والتعظيم النبوي للحسين (ع)؛ لان الروايات الواردة بهذاالصدد كثيرة جداً، و متوفرة في المصادر العامة والخاصة معاً، بعضها مختصر العبارة ، و بعضها مسهب ، وهذه الروايات بمجموعها تحكي لناهذه القصة ، و نحن نتوسل هنا بحديث واحد لينقذنا من هذه المسؤولية .

عن يعلي العامري انّه خرج مع رسول الله (ص) ـ يعني الي طعام دعواإليه ـ قال : فاستقبل رسول الله (ص) امام القوم وحسين مع غلمان يلعب ،فاراد رسول الله (ص) ان ياخذه فطفق الصبي يفر هاهنا مرة و هاهنا مرة ،فجعل النبي (ص) يضاحكه حتي اخذه .

قال : فوضع إحدي يديه تحت قفاه والاُخري تحت ذقنه و وضع فاه علي فيه وقبّله وقال : «حسين مني وانا من حسين ، اللهم ّ احب ّ من احب ّ حسيناً،حسين سبط من الاسباط ».

هذا الحديث يكشف لكل مطلّع عن السيرة النبوية الشريفة ، ان رسول الله (ص) كشف ما في قلبه من حب وتعظيم للحسين (ع)، في صورة رائعة في الجمال والدقة ، تحكي للإنسانية الي يوم القيامة بان الحسين (ع) رمز للذات المحمدية .

حيث إن قول النبي (ص): «حسين مني وانا من حسين »، يعني ان الحسين جزء منه ، وهو جزء من الحسين ، ولا انفكاك بينهما من الناحية المادية و المعنوية .

فالمراد من قوله (ص): «حسين مني ...»، هو ان الحسين (ع) نبت من لحم ودم رسول الله (ص)، ويتجسد هذا المعني في جملة روايات نكتفي بذكرواحدة منها:

عن ابي عبدالله (ع)، قال : «لم يرضع الحسين (ع) من فاطمة (س) ولا من اُنثي ،بل كان يُؤتي به إلي النبي (ص) فيضع إبهامه في فيه فيمص ُّ منها ما يكفيه اليومين و الثلاثة ، فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول الله (ص) و دمه ».

واما المقصود من قول النبي (ص): «.. وانا من حسين » هو: ان الله تعالي الحق الحسين (ع) بالنبي (ص)؛ فكان معه في درجته و منزلته ، و ذلك قول الإمام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالي : «(وَالَّذِين َ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمان ٍ أَلْحَقْنَا بِهِم ْ ذُرِّيَّتَهُم ْ...)».

إذن .. فهل نبالغ بعد كل ذلك إذا قلنا: إن هذه الخصيصة التي هي واحدة من الخصائص الحسينية ، تكفي لمن اراد ان يعتزّ و يفتخر بالحسين (ع) طول الدهر؟