بازگشت

نفحات من حب اهل البيت


من بركات المراقد الشريفة، حصول المعجزات وظهور الكرامات، واستجابة الدعاء وشفاء المرضي وقضاء الحوائج.

كان في كربلاء المقدسة أحد طلاب العلوم الدينية وذلك في زمان الشيخ مرتضي الأنصاري، اسمه الشيخ ابراهيم، وكان هذا الشيخ بحاجة إلي الزواج، والي مبلغ من المال لأداء الحج ولقضاء دينه، فجاء إلي حرم أبي الفضل العباس … وطلب حاجته، ثم انتظر يوماً ويومين وثلاثة حتي ستة أشهر، وفي أحد الأيام حينما كان جالساً في حرم أبي الفضل العباس …، وبعد أن مرت عليه أيام صعبة لما يعانيه من ضائقة العيش، فقد قضي ستة أشهر ينتظر أن تقضي له حاجته، ولكن الإجابة تأخرت لمصلحة ما، وفجأة نظر إلي امرأة من أهل البادية قد دخلت ضريح أبي الفضل العباس … وهي تأخذ بيد طفلة لها اشتد بها المرض حيث كانت مصابة بمرض (الكزاز) وقد طوي بدنها لشدة المرض، فقالت الأم مخاطبة أبا الفضل …: يا أبا فاضل، إني أريد أن يشفي الله ابنتي بالجاه الذي عندك، فشفيت البنت من ساعتها، فراحت الأم تزغرد بالهلاهل وتنثر الحلوي علي الزوار، فغضب الشيخ إبراهيم مما رأي وراح يخاطب أبا الفضل العباس … بلهجة غير التي تناسب مقامه، إذ قال: يا أبا الفضل أهكذا تقضي حاجة البدوية وأنا طالب علم ورجل دين ولا تقضي حاجتي فلا نفع لي بهذه الملابس التي ارتديها ـ زي طلاب العلوم الدينية ـ وإني من الآن سأرجع إلي مدينتي التي قدمت إليكم منها (إيران) واترك الدراسة فإنكم قد خيبتموني، وبعد أن خرج من ضريح العباس …، قال: لا بأس بتوديع الإمام الحسين…، وبينما هو كذلك بين ضريح العباس … وضريح الحسين …، أوقفه شخص وقال له: هل أنت الشيخ إبراهيم؟

قال له: نعم.

قال: يا شيخ إبراهيم ان الشيخ مرتضي الأنصاري يطلبك الآن أن تحضر عنده، ولم يكن الشيخ إبراهيم معروفاً عند الشيخ الأنصاري من قبل، فلما ذهب ودخل علي الشيخ الأنصاري قال له الشيخ الأنصاري: خذ كيس النقود هذا يا شيخ إبراهيم، واذهب لإنجاز ما طلبته من الإمام، ولكن لا ينبغي أن تكلم الإمام… والأولياء الصالحين بهذه اللهجة في المرة القادمة.

نعم، إن حب أهل البيت والالتزام بتعاليمهم والتشرف بمجاورتهم وخدمتهم سواء كانت الخدمة علمية أو عملية له ثمرة دنيوية وأخروية، أما الأخروية فينال الشفاعة بشرطها وشروطها، وأما الفائدة الدنيوية فهي متمثلة في قضاء الحوائج والصفاء الروحي والعون في جميع الأمور الحرجة، ولكن مع ذلك فالمعصوم بإذن الله تعالي يستجيب لدعوة المحتاج ويقضي حاجته، وأما ما علينا في قصة الشيخ إبراهيم والمرأة البدوية فان ذلك امتحان للشيعة بقدر المعرفة، فان ما يحمله الشيخ من معرفة يوجب عليه الصبر، أما المرأة البدوية فانها لا تعرف ذلك وإنما تعرف أن الإمام … سيقضي حاجتها.