بازگشت

قبر السيدة


انتقلت السيدة الي جوار ربها و رحمته في 15 رجب سنة 65 ه. فعاشت بعد اخيها الحسين 4 سنوات، و 6 اشهر، و 5 ايام. و قيل: انها اول من لحق به من اهل بيته. و اختلفوا في قبرها علي ثلاثة اقوال:

القول الاول: انها دفنت في مدينة جدها رسول الله، و مال الي ذلك المرحوم السيد محسن الأمين في ج 33 من الأعيان مستدلا بانه قد ثبت دخولها الي المدينة، و لم يثبت خروجها، فنبقي ما كان علي ما كان.. و كأنه عليه الرحمة يتمسك بالاستصحاب لاثبات دفنها بالمدينة.. و بديهة ان الاخذ بالاستصحاب هنا لا يعتمد علي اساس.

لأن موضوع الاستصحاب ان نعلم بوجود الشي،، ثم نشك في ارتفاعه، بحيث يكون المعلوم هو المشكوك بالذات، كما لو فرض ان علمنا بدفن الجثمان الشريف في المدينة قطعا، ثم شككنا: هل نقل الي بلد آخر، او بقي حيث كان. فنستصحب. و نبقي ما كان علي ما كان. لاتحاد الموضوع، اما اذا علمنا بدخولها الي المدينة. ثم شككنا في محل قبرها فلا يمكن الاستصحاب بحال. لأن الدخول الي المدينة شي ء، و القبر


شي ء آخر.. و اثبات اللازم باستصحاب الملزوم باطل. كما تقرر في علم الاصول.

ثم لو كان قبرها في المدينة لعرف و اشتهر. و كان مزارا للمؤمنين كغيره من قبور الصالحات و الصالحين.

القول الثاني: انها دفنت في قرية بضواحي دمشق. اي في المقام المعروف بقبر الست و لم ينقل هذا القول عن احد من ثقاب المتقدمين.

القول الثالث: انها دفنت في مصر. و نقل هذا عن جماعة منهم العبيدلي، و ابن عساكر الدمشقي، و ابن طولون، و غيرهم.

و يلاحظ ان علماءنا الذين عليهم الاعتماد، كالكليني و الصدوق و المفيد و الطوسي و الحلي لم يتعرضوا لمكان قبرها، حتي نرجح بقولهم كلا أو بعضا احد الاقوال الثلاثة، فلم يبق الا الشهوة بن الناس. ولكن الشهرة عند اهل الشام تعارضها الشهرة عند اهل مصر..

و هكذا لا يمكن الجزم بشي ء.. و ليس من شك ان زيارة المشهد الشمهور بالشام، و الجامع المعروف بمصر بقصد التقرب الي الله سبحانه تعظيما لاهل البيت الذين قربهم الله، و رفع درجاتهم و منازلهم، حسنة و راجحة، لان الغرض اعلان الفضائل، و تعظيم الشعائر، و المكان وسيلة لا غاية، و قد جاء في الحديث: «نية المرء خير من عمله».