بازگشت

القربان


بعد ان قتل الحسين وقفت سيدة الطف عند جسده الشريف، ثم نظرت الي السماء، و قالت:

«اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان».. [1] .

من أي معدن هذه الروح التي عرفت حقيقة الحسين و عظمته عند و ابيها علي، و امها فاطمة، و اخيها الحسن، ولكنها تعرف ايضا عظمة الدين، الله و طاعته و مرضاته؟..

اجل، انها تعرف عظمة الحسين، بل تري فيه شخص جدها محمد، و قد حاول الامويون القضاء عليه، فقدم آل الرسول الحسين فداء له. و انه يفدي بكل عظيم، و يضحي في سبيله، حتي بالانبياء و الاوصياء.. فحياة الحسين عظيمة و غالية، كحياة جده و ابيه، ولكن الدين اغلي و اثمن، و قد حاول الامويون القضاء عليه، فقدم آل الرسول الحسين فداء له.

و تضرعت سيدة الطف الي الله سبحانه ان يتقبل هذا القربان القليل،


لانها لا تستكثر شيئا في سبيل الله و طاعته، حتي قتل اخيها، و ذبح ابنائها، و السير بها مسبية من بلد الي بلد.. لقد قدم ابراهيم علي ذبح ولده اسماعيل طاعة لله، و استسلم الولد مختارا للذبح امتثالا لامر الله.. و هكذا سيدة الطف استسلمت لقضاء الله، و رضيت به، و لم تستكثر و تستعظم ما حل بها، تماما كما استسلم ابراهيم و اسماعيل لامر الله و ارادته.


پاورقي

[1] «زينب الکبري» للنقدي عن کتاب «الطراز المذهب».