بازگشت

اولادها


ولد لعبدالله بن جعفر من السيدة زينب اربعة ذكور، و انثي، و هم علي المعروف بالزينبي، و محمد، و عباس و عون و ام كلثوم، و هي التي خطبها معاوية لولده يزيد، فزوجها خالها الحسين (ع) من ابن عمها القاسم ابن محمد بن جعفر بن ابي طالب (اعيان الشيعة ج 33 ص 191 طبعة 1950).

و محمد و عون قتلا مع خالهما الحسين بكربلاء، برز عون للقتال، و هو يقول:



ان تنكروني فانا ابن جعفر

شهيد صدق في الجنان ازهر



يطير فيها بجناح اخضر

كفي بهذا شرفا في المحشر



هؤلاء آل ابي طالب كبارا و صغارا، اذا عملوا عملوا ليوم المحشر و الخلود، و اذا افتخروا افتخروا بالشهداء و الصديقين، و اذا انتعموا انتقموا الله لا لأنفسهم، و لذا كان لهم عند المسلمين حق المودة و الولاء، و عندالله سبحانه الكرامة و الرضوان..

و قتل عون من الاعداء ثلاثة فوارس، و ثمانية عشر رجلا، ثم ضربه


عبدالله بن قطنه الطائي فقتله، و لما خرج المختار قبض علي ابن قطنة، و قتله.

و برز محمد، و هو يقول:



اشكوا الي الله من العدوان

فعال قوم في الردي عميان



قد بدلوا معالم القرآن

و محكم التنزيل و التبيان



و قل من الاعداء عشرة انفس، و حمل عليه ابن نهشل التميمي فقتله.

و لما ورد نعي الحسين و نعي محمد و عون الي المدينة كان عبدالله بن جعفر جالسا في بيته، فدخل عليه الناس يعزونه، و كان له غلام اسمه ابوالسلاس، فقال ماذا لقينا من الحسين؟.. فحذفه عبدالله بنعله، و قال له: يا ابن اللخناء.. أللحسين تقول هذا.. و الله لو شهدته لما فارقته، حتي اقتل معه، و قد هون علي مصابهما انهم قتلا مع اخي و ابن عمي مواسيين له صابرين معه، ثم قال: الحمدلله، لقد عز علي مصرع الحسين، و اذا لم اكن قد واسيته بيدي، فقد واسيته بولدي..

و قد تساءل البعض عن عدم خروج عبدالله بن جعفر مع الحسين؟.

و اعتذر عنه جماعة باعذار لا تعدو الحدس و التخمين. و قال بعضهم: ان بصره كان مكفوفا يومئذ.

و الذي نعتقده ان عبدالله بن جعفر كان مطيعا للامامين الحسن و الحسن بعد عمه، و انه لم يخالف لهما امرا، لا في السر و لا في العلانية، و قد رأيناه يترك امر زواج ابنته ام كلثوم لخالها الحسين، حين طلبها معاوية لولده يزيد، كما ترك امر خروج زوجته زينب اليه و اليها، و هو الذي امر ولديه عونا و محمدا بالخروج مع خالهما ولكن الحسين (ع) لم


يلزمه بالخروج و لم يوجب عليه ذلك، بل ترك له الخيار، و قد رأي ان بقاءه في المدينة اصلح، لأعتبارات نجهلها نحن، و يعذر هو فيها، و لو ان الحسين اوجب عليه الخروج لاسرع الي الاجابة، و ليس من شك انه مأجور و مشكور عندالله و الناس علي رضاه و اغتباطه باستشهاد ولديه بين يدي الامام.

و ان سيرته و موافقه بعد الحسين لأصدق دليل علي ايمانه و اخلاصه و صدقه في المتابعة و الولاء لعمه و ابنائه، و عن كتاب المحاسن و المساوي ء للبيهقي ان عبدالله بن عباس و عمرو بن العاص كانا في مجلس معاوية، فعرض عمرو بعبدالله بن جعفر، و نال منه، فقال ابن عباس:

«ليس كما ذكرت، ولكنه الله ذكور، و لنعمائة شكور، و عن الخني زجور، جواد كريم، و سيد حليم.. لا يدعي لدعي - يعرض بابن العاص - و لا يدنو لدني، كم اختصم فيه من قريش شرارها فغلب عليه جزارها - كما حدث لابن العاص - فاصبح ألأمها حسبا، و ادناها منصبا.. و ليت شعري باي قدم تتعرض للرجال؟. و باي حسب تبارز عند النضال؟!.. ابنفسك و انت الوغد الزنيم؟!.. ام بمن تنتمي اليه، فاهل السفه و الطيش و الدناءة في قريش، لا بشرف في الجاهلية اشتهروا، و لا بقديم في الاسلام ذكروا..»