بازگشت

حياتها الزوجية


لم يتحدث المؤرخون و الصحاب السير عن حياة السيدة زينب مع زوجها عبدالله، و كل ما ذكروه انه رزق منها اربعة ذكور و انثي..

وعن اي شي ء يتحدث المؤرخون في هذا الباب؟.. هل يتحدثون عن نزاعها و شقاقها مع زوجها، او مع الجيران، او عن وضعها الاحاديث علي لسان جدها في فضلها و فضل ابيها، او عن تحزبها الاحزاب و ركوب الجمال و البغال، او يتحدثون عن مظاهر الابهة و عدد الجواري و العبيد، او عن رحلات النزهة و شم النسيم، او مجالس الانس و الطرب؟.

لقد اكتفت الحوراء بذكر الله عن ذكر الناس، و القيل و القال، و صرفها القيام بين يدي الله، و الانقطاع اليه عن كل شي ء.. فكان بيتها بيت العبادة و التهجد و تلاوة القرآن:



منازل كانت للرشاد و للتقي

و للصوم و التطهير و الصلوات



قالت بنت الشاطي ء:

«لم يفرق الزواج بين زينب و ابيها و اخوتها، فقد بلغ من تعلق الامام علي بابنته و ابن اخيه ان ابقاهما معه، حتي اذا ولي أمر المسلمين، و انتقل الي الكوفة انتقلا معه، فعاشا في مقر الخلافة موضع رعاية اميرالمؤمنين و اعزازه، و وقف عبدالله بجانب عمه في نضاله الحربي، فكان اميرا بين امراء جيشه في صفين».

و كيف يصبر الامام عن جوهرته الكريمة، و قد رأي فيها مثاله و طبائعه و جميع شمائله؟.. فلقد روي الرواة انها كانت تنطق بلسان ابيها اذا تكلمت. و نقل الشيخ النقدي عن النيسابوري «انها كانت في


فصاحتها و بلاغتها، و زهدها و عبادتها كابيها المرتضي و امها الزهراء».

و ليست الفصاحة و البلاغة و الزهد و العبادة كل ما لعلي من اوصاف.. كلا ثم كلا، ان صفات ابيها علي لا تدركها عقولنا نحن، و ما كان لاحد ان يدركها او يحيط بها الا الانبياء و الاوصياء، و لست ادري: هل يتطور العقل البشري في المستقبل، و يبلغ مرتبة تؤهله لتفهم هذه الشخصية علي حقيقتها و من جميع جهاتها؟..