بازگشت

الهجرة الي الحبشة


قال صاحب السيرة النبوية القسم الاول ص 321 طبعة 1955.

«لما رأي رسول الله ما يصيب اصحابه من البلاء، و ما هو فيه من العافية، بمكانه من الله، و من عمه ابي طالب، و انه لا يقدر علي ان يمنعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم: لو خرجتم الي ارض الحبشة، فان بها ملكا لا يظلم عنده احد، و هي ارض صدق. حتي يجعل الله لكم مما انتم فيه، فخرج عند ذلك المسلمون من اصحاب الرسول الي أرض الحبشة، مخافة الفتنة، و فرارا الي الله بدينهم، فكانت اول هجرة في الاسلام».

امتثلوا امر الرسول، و ذهبوا الي الحبشة، و كان فيمن هاجر اليها جعفر الطيار، و زوجته اسماء بنت عميس، و ولدت له هناك عبدالله و عونا و محمدا. و لقي المسلمون من النجاشي ملك الحبشة حسن الجوار و الضيافة.

و لما رأت قريش انهم قد امنوا بأرض الحبشة، و اصابوا امانا و اطمئنانا، جمعوا للنجاشي و بطارقته هدايا، و بعثوا بها مع عمرو بن العاص، و عمارة بن الوليد اخ خالد بن الوليد، ليرد النجاشي المسلمين الي المشركين.

«و صحب عمرو بن العاص في رحلته زوجة دخل عليها مذ قليل..


و هي امرأة جميلة فاتنة للالباب لعوب، لم يكن عمرو يطيق ان يبتعد عنها.. و في الطريق الي النجاشي رأت امرأة عمرو عمارة، و تحدثت اليه.. فشغفها حبا.. و ذات ليل هجرت زوجها عمرو بن العاص، و ارتمت في فراش ابن الوليد.. و لم تعد الي عمرو الا بشرط ان تنردد بينه و بين ابن الوليد.

و سبقت انباء هذه الفضيحة الي النجاشي، و الي المهاجرين، فلم تنفع حيلة لعمرو بن العاص، و رد النجاشي الرسل الي قريش خائبين، و ظل علي كرمه مع المهاجرين اليه.. أما المسلمون في قريش فقد تلقوا عمرو بالسخرية، و علموه ان الاسلام وحده هو الذي كان يمكن أن يعصم امرأته و يعصمه من مثل هذا الهوان». [1] .

و رجع جعفر الطيار و من معه من المسلمين الي المدينة سنة 7 ه فصادف رجوع النبي (ص) من خيبر، فقال: ما ادري بايها انا اشد فرحا بقدوم جعفر او بفتح خيبر، و قبل ما بين عينيه.. و قال له: انت اشبه الناس بخلقي و خلقي، و خلقت من الطينة التي خلقت منها. (ذخائر العقبي للمحب الطبري ص 214 و 215 طبعة سنة 1956).


پاورقي

[1] ذکر اصحاب السير و التواريخ قصة عمارة و زوجة عمرو، و ان النجاشي جمع بين الرسولين و بين المسلمين، و تکلم جعفر عن دعوة الرسول و محاسن الاسلام، و کانت النتيجة ان طرد النجاشي الرسول، و زاد في اکرام المسلمين، و قد آثرت نقل هذه العبارة من کتاب «محمد رسول الحرية» لعبد الرحمن الشرقاوي، لجمعها و اختصارها.