بازگشت

الانتساب الي النبي


ليس من شك ان القربي من رسول الله (ص) ليست بالشي ء اليسير. ولكن ما هي هذه القربي؟. و بأي شي ء ينال الانسان شرفها؟. هل يناله لمجرد الانتساب بالولادة الي محمد، او لابد من شي ء آخر؟.

الجواب:

ان من انتسب الي رسول الله بالولادة اشبه بمن انتسب الي الاسلام، لنطقه بالشهادتين.. فمن قال: لا اله الا الله، محمد رسول الله تصح نسبته شرعا الي الاسلام، ولو فعل ما فعل.. و كذا من ولدته فاطمة الزهراء (ع) تصح نسبته اي محمد واقعا و لغة و عرفا، ولو كان بينه و بينه الف واسطة و واسطة. [1] .

ولكن اذا اعتبر الاسلام الشهادتين اساسا و ركنا من اركانه، فليس معني ذلك ان هذه هي حقيقة الاسلام، و كفي، و انه في واقعه لا يعدو الشكل و الكلام، كيف؟. و لو كانت هذه حقيقته، و هذا واقعه لاستوي


عندالله سبحانه الائمة و المقلدون، و المجاهدون و المتخلفون ماداموا جميعا يشهدون لله بالوحدانية، و لمحمد بالرسالة.

ان المسلم منه العالم و الجاهل، و منه العادل و غير العادل، و منه المجاهد و القاعد، ولكل درجته و مرتبته عندالله سبحانه، و احكامه الخاصة في هذه الحياة.. فالعالم يرجع اليه في معرفة الشريعة و فصل الخصومات، و العادل يؤتم به في الصلاة، و يؤخذ بحديثه و شهادته، و المجاهد يعطي الافضلية في كثير من الحقوق المادية و الادبية.

اجل، هناك آثار و احكام تعم الجميع بالسواء، و بدون استثناء، فكل من قال: لا اله الا الله محمد رسول الله حفظ ماله و دمه، و جرت عليه احكام الزواج و المواريث، و كان له ما للمسلمين، و عليه ما عليهم في الشؤون العامة... و كذلك من انتسب بالولادة من طريق الاب الي هاشم منه الصالح و الطالح و لكل درجته و احكامه الخاصة، و يشترك الجميع في بعض الاحكام من اخذ الاخماس، و النذورات و الاوقاف الخاصة بالسادات المنتسبين، و حرمان المنتسب من الزكاة الا من منتسب مثله. [2] هذا ما يمتاز به المنتسب علي غيره.. يأخذ من اموال الاغنياء ما يسد به حاجته و كفي.. اما ان يفخر و يعتز، اما ان يشمخ و يعلو لمجرد الانتساب فلا.

و هنا سؤال يفرض نفسه، و هو اذا كان الامر كذلك، فعلام امر الله و رسوله بمودة القربي و طاعتهم و التمسك بحبلهم؟.


و نجد الجواب في خطبة خطبها الحسين (ع) في مكة و هو متوجه الي العراق، فقد جاء فيها: «رضا الله رضانا اهل البيت نصبر علي بلائه، و يوفينا اجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته». فالقربي الذين امر لله بمودتهم و طاعتهم هم اهل بيت الرسول خاصة، و ليس كل من انتسب الي النبي او الي جده هاشم بالولادة.. و أهل بيته هم الذين لا يشذون عنه في قول او فعل، هم المثل الاكمل لشخص الرسول و علومه و اخلاقه، و جميع مبادئه، فاذا تكلموا نطقوا بلسانه، و اذا فعلوا عبروا عن رسالته، و لا شي ء ادل علي ذلك من حديث الثقلين الذي اوجب التمسك بهم، تماما كما اوجب التمسك بكتاب الله عزوجل.

و هل لمنتسب - غير الائمة الاطهار - ان يدعي و يقول تجب مودتي و طاعتي علي الناس محتجا بهذا الحديث و آية التطهير و ما اليهما؟..

ان الذين تجب طاعتهم و مودتهم هم آل البيت الذين حددهم سيدالشهداء بقوله: «رضا الله رضانا اهل البيت» ثم اومأ السبب هذا الرضا بقوله: «لن تشذ عن رسول الله لحمته» فهم من الرسول، و الرسول منهم، و هو لا يغضب و لا يرضي الا لله فهم كذلك، حيث لا شذوذ و لا انفصال.

و بالتالي، فان الانتساب الي النبي بالاسم و اللفظ يصح لمجرد الولادة، اما الانتساب اليه بالروح فيبحث - اولا و قبل كل شي ء - عن دلائله في النوايا و الاعمال التي ترضي الله سبحانه، لا في سلسلة الآباء و الاجداد.



پاورقي

[1] و قيل: مع کثرة الواسطات تصح النسبة لغة، لا عرفا، لانه مع بعد الزمن و طول السلسلة تکون النسبة الي الجد الاول تماما کنسبة ابناء هذا الجبل و من بعده الي أبي‏البشر آدم.

[2] يقول الشيعة: ان لله حقوقا في اموال الاغنياء تنفق علي المعوزين، و في وجوه البر و الصالح العام، و يقسمون هذه الحقوق علي نوعين: نوع يسمونه الزکاة، و آخر يسمونه الخمس، و للفقير المنتسب الي هاشم من طريق الاب ان يأخذ من الخمس، سواء أکان الغني الذي يعطي الخمس منتسبا او غير منتسب، أما الزکاة فليس للمنتسب ان يأخذ منها الا اذا کان المعطي لها منتسبا مثل الآخذ.