بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمدلله رب العالمين، و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين. و بعد:

فقد رغبت الي احدي دور النشر و التوزيع ان اضع لها كتابا في «السيدة زينب بنت اميرالمؤمنين» عليها و علي آبائها افضل الصلاة و السلام.

فقلت لصاحب الدار: ان الذين الفوا في هذا الموضوع لم يقصروا، و لم يتجافوا عن الغاية المنشودة من التأليف.. بل بعض هؤلاء قد اجتذب اليه القراء، و استقبلوا كتابه احسن استقبال.

فقال: انك كتبت في فضائل ابيها اميرالمؤمنين، مع ان غيرك كتب، و اجتذب اليه القراء.

فتوكلت علي الله عزوجل، و كتبت هذه الصفحات، و حاولت ما استطيع ان اضيف الي ما كتبوا اشياء، لها اهميتها، علي ان لا اضايق القاري ء بذكر مطولات منقولة من هنا و هناك.. و اذا كتب البعض تملقا الجمهور، او رغبة في شي ء يطلبه، فان هدفي الاول و الاخير ان اوحي الي القاري ء الشعور بعظمة السيدة، و آل بيت الرسول (ص).


و معلوم ان دور النشر لا تستجيب لشي ء الا للجمهور القاري ء.. لذا تملكتني الغبطة بهذا الطلب، و قلت في نفسي: لم يبق اي مجال للسكوت مادام الطلب قائما، و حمدت الله سبحانه علي ان يكون هذا الموضوع، و ما اليه مرغوبا و مفضلا عن القراء، مع ان هذا اللون من الكتب لا يعتمد علي وسائل التشويق و الاغراء، كما هي الحال في كتب الجنس و الخلاعة، و الغرام و الاجرام - اذن - فالدافع الوحيد لاقبال القراء ان في اهل البيت سرا ينبض بالحياة و يفيض بالخيرات، و قوة ذاتية تجذب اليها كل انسان، من يحث لا يدري.

هذا، مع العلم بان كل من كتب في فضائل اهل البيت و مناقبهم، منذ البداية حتي اليوم لم يتجاوز المرحلة الاولي، و لن يتجاوزها، مهما اطنب و اطال.. و لا اعرف احدا عرض هذا الموضوع عرضا وافيا، حتي العلامة المجلسي في بحاره و انواره.. و السر هو طبيعة الموضوع، فانه اسمي و اعظم من ان تصل العقول الي كنهه و حقيقته.

و قد سبق ان كتبت خمسة كتب في اهل البيت و فضائلهم - ما عدا هذا الكتاب [1] و هي في مجموعها تعبر عن عظمتهم تعبيرا جزئيا، او قل: انها ليست تصويرا لتلك العظمة، و انما هي مجرد اقرار و اعتراف بمنزلتهم و مكانتهم.. و كذلك هذه الصفحات ان هي الا اقرار و اعتراف بعظمة بنت الوحي و النبوة.

والله سبحانه المسئول ان يجعل الوقت الذي امضيته في كتابتها افضل اوقاتي كلها، انه خير مسئول، و صلي الله محمد و آله الطيبين.