اولوالعزم
قال الله جل و علا:
«و اذ اخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و اخذنا منهم ميثاقا غليظا - الاحزاب 7».
نصت هذا الآية علي ان اولي العزم من الانبياء خسمة: و هم نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و محمد، و معني انهم من اولي العزم ان لكل منهم شريعة خاصة، دعا اليها، و حث علي العمل بها، و لاقي في سبيل ذلك الكثير من المصاعب و المتاعب، ولكنه صبر و ثابر، بخاصة محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله الذي قال: ما اوذي نبي بمثل ما اوذيت، و اوصاه الله سبحانه بالصبر كما صبر من كان قبله من اولي العزم، حيث قال عز من قائل: «فاصبر كما صبر اولوالعزم من الرسل - الاحقاف 35 «.
اجل، ما اوذي نبي بمثل ما اوذي به محمد (ص)، ولكن ولده الحسين (ع) قد اصابه في سبيل الاسلام يوم كربلاء اشد و اعظم مما اصاب جده الرسول الاعظم (ص)، و صبر صبر الانبياء و الرسل، و امر اهله و اصحابه بالصبر،فمن اقواله يوم الطف:
صبرا بني الكرام، فما الموت الا قنطرة تعبر بكم عن البؤس و الضراء الي الجنان الواسعة، و النعيم الدائم، فايكم يكره ان ينتقل من سجن الي
قصر، و ما هو لاعدائكم الا كمن ينتقل من قصر الي سجن و عذاب، ان ابي حدثني عن رسول الله (ص) ان الدنيا سجن المؤمن، و جنة الكافر، و الموت جسر هؤلاء الي جناتهم، و جسر هؤلاء الي جهنمهم، ما كذبت و لا كذبت.
و قال و هو يودع عياله:
استعدوا للبلاء، و اعلموا ان الله حاميكم و حافظكم، و سينجيكم من شر الاعداء، و يجعل عاقبة امركم الي خير، و يعذب عدوكم بانواع العذاب، و يعوضكم عن هذه البلية بانواع النعم و الكرامة، فلا تشكوا و لا تقولوا بالسنتكم ما ينقص من قدركم.
لقد تحمل من ارزائها محنا
لم يحتملها نبي او وصي نبي
و ان اعظم ما لا قاه محتسبا
عند الاله فسامي كل محتسب
حمل الفواطم اسري للشئام علي
عجف النياق تقاسي نهشة القتب
و ما رأت انبياء الله من محن
و اوصيائهم في سالف الحقب
كمحنة السيد السجاد حين اتت
يزيد نسوته اسري علي النجب
امامها رفعت فوق الاسنة من
حماتها ارؤس فاقت سني الشهب