بازگشت

عداء في الله


و ما كل جد في الرجال محمد

و لا كل ام في النساء بتول



أجل، و لا كل أب كعلي، و لا كل أخ كالحسن، و لا كل اخت كزينب، و لا كل ابن كزين العابدين، و لا كل اصحاب كحبيب و زهير و برير، و لا كل شهيد كالحسين، و يقف يزيد في الموقف المعاكس المناقض في نسبه و الخلاقه و أصحابه، فلا سكير و شرير كيزيد، و لا احد أخبث من أبيه معاوية، و لا عدو لله و رسله اعدي من جده ابي سفيان، و لا آكلة لاكباد الشهداء، كجدته هند، و لا اصحاب اكثر لؤما و جرما من ابن زياد و شمر و ابن سعد.

قال الامام الصادق: نحن و آل ابي سفيان تعادينا في الله، قلنا: صدق الله، و قالوا: كذب الله. فالعداء، اذن، بين الصدق و الكذب، و بين الكفر الذي يتمثل بالامويين، و بين الايمان الذي يتجسم بأهل البيت، و قد حاول معاوية ان يجمع الحق و الباطل، و يجري المصالحة بين الرحمن و الشيطان، فكتب الي مروان بن الحكم، و كان علي المدينة، ان يخطب بنت زينب بنت اميرالمؤمنين، و ابوها عبدالله بن جعفر، ان يخطبها لابنه يزيد، فكلم مروان أباعبدالله، فقال له: ان أمرها الي سيدنا الحسين خالها، فذهب مروان الي الحسين، و قال له؟ ان معاوية امرني ان اجعل


مهرها حكم ابيها بالغا ما بلغ، مع قضاء دينه، و صلح ما بين هذين الحيين، و ان من يغبطكم بيزيد اكثر ممن يغبطه بكم، و العجب كيف يستمهر يزيد، و هو كفؤ من لا كفؤ له، و بوجهه يستسقي الغمام!..

فقال الحسين: الحمدلله الذي اختارنا لنفسه، و ارتضانا لدينه، و اصطفانا علي خلقه، اما قولك يا مروان مهرها حكم ابيها، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله في بناته و نسائه، و هو اربعمئة و ثمانون درهما، و اما قولك عن قضاء دين ابيها فمتي كان نساؤنا يقضين عنا الديون؟! و اما صلح ما بين الحيين فنحن عاديناكم في الله، فلا نصالحكم للدنيا، و اما قولك كيف يستمهر يزيد فقد استمهر [1] النبي (ص)، و أما قولك يزيد كفؤ من لا كفؤ له فمن كان كفؤه قبل اليوم فهو كفؤه اليوم ما زادته امارته في الكفاءة شيئا، اما قولك بوجهه يستسقي الغمام فانما ذاك وجه رسول الله، و اما قولك من يغبطنا به اكثر ممن يغبطه بنا، فنام يغبطنا به اهل الجهل، و يغبطه بنا اهل العقل، ثم اشهد الحسين من حضر علي انه زوج ابنة شقيقته، و كانت تدعي ام كلثوم، من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب.

أراد يزيد ابن آكلة الاكباد الزواج من بنت العقيلة زينب بنت علي و فاطمة، و خيل لابيه معاوية، و هو صاحب العرش و التاج ان بمقدوره الجمع بين الفجور و القداسة، بين الشجرة الملعونة في القرآن، و من اذهب الله عنهم الرجس، و طهرهم تطهيرا، ولكن الحسين القي عليه درسا من اهم الدروس و ابلغها، و افهمه انه، و ان امتد سلطانه، و كثر ماله فهو اذل من


ذليل، و اخس من خسيس، و احقر من ان يكون كفؤا للطيبين الابرار، افهمه انهم اهل بيت لا يتزوجون و لا يزوجون زواجا تجاريا، و ان الخصومة بين البيتين ليست علي الجاه و السلطان، و لا علي المال و الحطام، و انما هي خصومة في الله، و بين من كذب الله و صدقه.

و هذا هو السبب الاول و الاخير الذي باعد بين العترة الطاهرة و امية الفاجرة، و هذا هو التفسير الصحيح لمذبحة كربلاء. و من الخطأ ان يعد من اسباب هذه الكارثة رد يزيد حين أراد الزواج من بنت العقيلة. و منعه من الوصول الي زينب زوجة عبدالله بن سلام، كلا، لا سبب الا العداء في الله، ان أهل البيت لا يحبون و لا يبغضون الا في الله، فاذا زوجوا، أو تزوجوا، او رفضوا، فعلي هذا الاساس وحده، فهو مبدأهم و هدفهم و شعارهم.



لم يطلبوك بثأر أنت صاحبه

ثار لعمرك لولا الله لم يثر





پاورقي

[1] اسمتهر، اي دفع المهر.

و جعل المهر اربعمئة و ثمانين درهما، و نحلها ضيعة له، و کانت غلتها ثمانية آلاف دينار.