بازگشت

رضا الله رضانا أهل البيت


من كلام سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين (ع):

اللهم اجعلني اخشاك كأني أراك... و اجمعني عليك بخدمة توصلني اليك، و كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك؟! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتي يكون المظهر لك؟! متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك؟! عميت عين لا تراك عليها رقيبا، و خسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيبا. [1] .

هكذا عرف الله سبحانه أئمة أهل البيت (ع). عرفوه حتي كأنهم يرونه وجها لوجه، و حتي كأنهم يسمعون اوامره و نواهيه رأسا و بلا واسطة، لقد فتح الله لهم أبواب العلوم بربوبيته و عظمته، و أضاء لهم طرق الاخلاص له في توحيده و طاعته، و شرفهم بالفضائل علي جميع خلقه، فما نطقوا الا بكلمة الله، و ما عملوا الا بما يرضي الله و ما قطعوا امرا الا بأمر من الله. لما عزم الحسين علي الخروج الي العراق قام خطيبا، و قال:

الحمدلله ما شاء الله، و لا قوة الا بالله، و صلي الله علي رسوله؛ خط الموت علي ولد آدم مخط القلادة علي جيد الفتاة، و ما اولهني الي اسلافي


اشتياق يعقوب الي يوسف، و خير لي مصرع انا لاقيه، كأني باوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء، فيملأن مني اكراشا جوفا، و اجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا اهل البيت، نصبر علي بلائه، و يوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله (ص) لحمتنا، و هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقربهم عينه، و ينجز بهم وعده، الا من كان باذلا فينا مهجته، و موطنا علي لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فانني راحل مصبحا، ان شاء الله.

قيل للامام الصادق (ع) بأي شي ء يعلم المؤمن انه مؤمن؟ قال بالتسليم و الرضا فيما ورد عليه من السرور او السخط.

اذن لا يقاس المؤمن المخلص بالاعتقادات و العبادات، و انما يقاس ايمانه و اخلاصه بالتسليم لأمر الله، و طيب نفسه بما يرضي الله و لو كان قرضا بالمقاريض، و نشرا بالمناشير.

قال اميرالمؤمنين: اوحي الهل الي داود: تريد، و اريد، و لا يكون الا ما أريد، فان سلمت لما أريد اعطيت ما تريد، و ان لم تسلم لما اريد اتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون الا ما اريد. و قال: لا تسخط الله برضا احد من خلقه، فان في الله خلفا من غيره، و ليس من الله خلف في غيره. و قال رسول الله (ص): من طلب رضا مخلوق بسخط الخالق سلط الله عليه ذلك المخلوق.

و اوضح مثال علي هذا الحقيقة جزاء ابن زياد لابن سعد. قاتل هذا الحسين (ع) طمعا في ملك الري، فحرمه من الملك، ثم سلط الله عليه المختار فذبحه علي فراشه، و حرمه الحياة. «فاتنقمنا من الذين اجرموا و كان حقا علينا نصر المؤمنين».

و لبي اصحاب الحسين نداءه، و رحلوا معه، و بذلوا مهجهم دونه


طلبا لمرضاة الله، و رغبة بلقائه و ثوابه، فلقد كان حنظلة بن اسعد الشبامي يوم الطف يقف بين يدي الحسين يقيه السهام و الرماح و السيوف بوجهه و نحره، و ينادي يا قوم اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب، مثل قوم نوح و عاد و ثمود، و الذين من بعدهم، و ما الله يريد ظلما بالعباد، يا قوم اني اخاف يوم التناد، يوم تولون مدبرين، ما لكم من الله من عاصم، و من يضلل الله فما له من هاد، يا قوم لا تقتلوا حسينا، فيسحتكم الله بعذاب، و قد خاب من افتري.

ثم قال حنظلة: السلام عليك يا اباعبدالله، صلي الله عليك و علي أهل بيتك، و عرف بيننا و بينك في جنته، و قاتل حتي قتل رضوان الله عليه، و كان من الذين عناهم بقوله تعالي: «و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله و الله رؤوف بالعباد».



پاورقي

[1] کتاب الاقبال لابن‏طاوس، من دعاء الحسين يوم عرفة.