بازگشت

فاجعة الطف


قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: مصرع الحسين (عليه السلام) يسكب المدامع من الأجفان، ويجلب الفجائع، ويثير الأحزان، ويلهب النيران الموجودة في أكباد ذوي الإيمان، بما أجرته الأقدار للفجرة من الإجتراء، وفتكها واعتدائها علي الذريّة النبويّة بسفح دمائها وسفكها، واستبائها مصونات نسائها وهتكها. كيف لا وهم رجال الذرّيّة النبويّة بنجيعها مـخضوبة، وأبدانها علي التراب مسلوبة، ومـخدّرات حرائرها سبايا منهوبة، فكم كبيرة من جريمة ارتكبوها واجترموها، وكم من نفس معصومة ازهقوها واخترموها، وكم من كبد حرّي ضعوها ورود الماء المباح وحرموها، ثم احتزوا رأس سبط رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) [1] .

هذا مع علمهم بأنها الذريّة النبويّة المسؤول لها المودة بصريح القرآن وصحيح الاعتقاد، فلو نطقت السماء والأرض لرثت لها ورثتها، ولو اطلعت عليها مردة الكفر لبكتها وندبتها، ولو حضرت مصرعها عتاة الجاهلية لابكتها ونعتها، ولو شهدت وقعتها بغاة الجبابرة لاغاثتها ونصرتها.

فيا لها مصيبة أنزلت الرزية بقلوب الموحّدين فأورثتها، وبليّة أحلّت الكآبة بنفوس المؤمنين سلفاً وخلفاً فاحزنتها، فوا لهفتاه لذرية نبوية طل دمها، وعترة مـحمدية فل مـخذمها، وعصبة علوية خذلت فقتل مقدمها، وزمرة هاشمية استبيح حرمها واستحل مـحرمها [2] .

لذا ورد عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (عليه السلام)قام عندي جبريل من قبل فحدّثني أن الحسين يقتل بشطّ الفرات، وقال: هل لك أن أُشمّك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا(عليه السلام) [3] .

عن ابن سُحَيم عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره(عليهم السلام).

قال: فخرج أنس بن الحارث إلي كربلاء، فقُتل مع الحسين (عليه السلام) [4] .

عن ابن عباس قال: كان الحسين جالساً في حجر النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) فقال جبريل: أتحبُّه؟ فقال: (عليه السلام)وكيف لا أُحبه وهو ثمرة فؤادي؟(عليهم السلام) فقال: أما إن أُمتك ستقتله، ألا أُريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربته حمراء [5] .

عن أُمّ سلمة أنّها قالت: كان جبرئيل (عليه السلام) عند النبي والحسين بن علي معي، فغفلت عنه، فذهب إلي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم)، وجعله النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) علي فخذه، فقال له جبرئيل: أتحبّه يا مـحمد؟ فقال (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)نعم(عليه السلام) فقال: أما إن أُمّتك ستقتله، وإن شئت أريتك تربة الأرض التي يقتل فيها، فبسط جناحيه إلي الأرض وأراه أرضاً يقال لها كربلاء، تربة حمراء بطفّ العراق [6] .

عن أُمّ الفضل قالت: قال لي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) والحسين في حجره: (عليه السلام)إنّ جبريل (عليه السلام) أخبرني أنّ أُمّتي تقتل الحسين(عليه السلام) [7] .

عن عبد الله بن عمرو قال: إن معاذ بن جبلة أخبره قال: خرج علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) مصفرّ اللون فقال: (صلي الله عليه وآله وسلم)أنا مـحمد أُوتيت جوامع الحكم فواتحها وخواتمها، فأطيعوني مادمت بين أظهركم... يزيد لا بارك الله في يزيد، ثمّ ذرفت عيناه بالدموع(عليهم السلام) ثمّ قال: (عليه السلام)نعي إليَّ الحسين، ثمّ أُتيت بتربته وأُخبرت بقتله وقاتله أو قتلته، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلاّ خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلّط عليهم شرارهم، وألبسهم شيعاً(عليه السلام) ثم قال: (عليه السلام)آه لفـراخ آل مـحمـد مـن خــليفة مســتخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف(عليه السلام) [8] .

وعن يحيي الحضرمي قال: إنّه سار مع عليّ (رضي الله عنه) وكان صاحب مطهرته، فلمّا حاذي نينوي وهو منطلق إلي صفين فنادي علي: (عليه السلام)صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله(عليه السلام) وهو بشطّ الفرات، فقلت: وما ذاك؟ قال: (عليه السلام)دخلت علي النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل (عليه السلام) آنفاً فأخبرني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات. قال: فقال: هل لك أن أُشمك من تربته؟ قلت: نعم. قال: فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا(عليه السلام) [9] .

ذكر الحاكم الجشمي: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لما سار إلي صفين نزل بكربلاء وقال لابن عباس: (عليه السلام)أتدري ما هذه البقعة؟(عليه السلام) قال: لا. قال: (عليه السلام)لو عرفتها لبكيت بكائي(عليه السلام) ثمّ بكي بكاءً شديداً، ثمّ قال: (عليه السلام)مالي ولآل أبي سفيان(عليه السلام) ثمّ التفت إلي الحسين وقال: (عليه السلام)صبراً يا بني، فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقي بعده(عليه السلام) [10] .

عن أنس بن مالك قال: استأذن مَلَكُ القَطْرِ والمطر ربّه عزّ وجلّ أن يزور النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم)، فإذن له، فجاءه وهو في بيت أُمّ سلمة، فقال: (عليه السلام)يا أُمّ سلمة احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا أحد(عليه السلام) فبينما هم علي الباب إذ جاء الحسين ففتح الباب، فجعل يتقفز علي ظهر النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) - يعلو رقبة النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) ويعبث به والملك ينظر - يلتثمه ويقبّله، فقال له الملك: أتحبه يا مـحمد؟ قال: (عليه السلام)إي والله إنّي لأُحبّه(عليه السلام) قال: أما إنّ أُمتك ستقتُلهُ وإن شئت أن أُريك من تربة المكان الذي يقتل فيها، قال: فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأتاه بسِهْلة حمراء، فأخذته أُمّ سلمة فجعلته في طرف ثوبها قال: فكنّا نسمع يقتل بكربلاء [11] .

عن عائشة قالت: دخل الحسين بن علي (رضي الله عنهما) علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو يوحي إليه، فنزا علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو منكبّ، وهو علي ظهره، فقال جبرئيل لرسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): أتحبّه يا مـحمد؟ قال: (عليه السلام)يا جبريل ومالي لا أُحبّ ابني(عليه السلام) قال: فإنّ أُمّتك ستقتله من بعدك، فمدّ جبريل (عليه السلام) يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض يقتل ابنك هذا، واسمها الطفّ [12] ، فلما ذهب جبريل (عليه السلام) من عند رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) والتزمه في يده يبكي فقال: (عليه السلام)يا عائشة، إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطفّ، وأن أُمّتي ستفتن بعدي(عليه السلام) ثمّ خرج إلي أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وعمار وأبو ذرّ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: (عليه السلام)أخبرني جبريل (عليه السلام) أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ، وجاءني بهذه التربة، وأخبرني أنّ فيها مضجعه(عليه السلام) [13] .

عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لمّا ثقل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في مرضه والبيت غاصّ بمن فيه قال: ادعوا لي الحسن والحسين فجاءا، فجعل يلثمهما حتي أُغمي عليه، فجعل عليٌ يرفعهما عن وجه رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، ففتح عينيه وقال: دعهما يتمتعا مني واتمتع منهما فستصيبهما بعدي أثرة...(عليهم السلام) [14] .

عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال: أتينا مع علي بن أبي طالب فمررنا بأرض كربلاء، فقال علي (عليه السلام): (عليه السلام)ههنا مناخ ركابهم وموضع رحالهم ومهراق دمائهم، فتية من آل مـحمد (صلي الله عليه وآله وسلم) يقتلون في هذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض(عليه السلام) [15] .

عن عليّ (رضي الله عنه) قال: (عليه السلام)ليقتلنّ الحسين قتلاً، وإني لأعرف التربة التي يقتل فيها قريباً من النهرين(عليه السلام) [16] .

لمّا أُحيط بالحسين بن علي قال: (عليه السلام)ما اسم هذه الأرض؟(عليه السلام) قيل: كربلاء فقال: (صلي الله عليه وآله وسلم)صدق النبي (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)إنها أرض كَرْبٍ وبَلاء(عليه السلام) [17] .

عن أبي وائل، عن أُمّ سلمة قالت: كان الحسن والحسين (رضي الله عنهما) يلعبان بين يدي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) في بيتي، فنزل جبريل (عليه السلام) فقال: يا مـحمد، إنّ أُمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلي الحسين، فبكي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وضمّه إلي صدره، ثمّ قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)يا أُمّ سلمة، وديعةٌ عِنْدَكِ هذه التربةُ(عليه السلام) فشمّها رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وقال: (عليه السلام)وَيْحَ كُرْب وبلاء(عليه السلام) قالت: وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)يا أُمّ سلمة إذا تحوَّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنَّ ابني قد قُتل(عليه السلام) قال: فجعلتها أُم سلمة في قارورة، ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تحوّلين دماً ليوم عظيم [18] .

وكان أوّل صارخة صرخت في المدينة أُمّ سلمة، زوج رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كان دفع إليها قارورة فيها تربة؛ وقال لها: إنّ جبرائيل أعلمني أنّ أُمّتي تقتل الحسين. وأعطاني هذه التربة وقال لي: إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أنّ الحسين قد قتل وكانت عندها. فلّما حضر ذلك الوقت، جعلت تنظر إلي القارورة في كلّ ساعة، فلمّا رأتها قد صارت دماً صاحت: واحسيناه وابن رسول الله؛ فتصارخن النساء من كلّ ناحية، حتي ارتفعت المدينة بالرجّة التي ما سمع بمثلها قطّ [19] .

قالت أُمّ سلمة: فأصبته يوم قتل الحسين (عليه السلام)، وقد كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلاً يقول:



أيّها القاتلون جهلاً حسيناً

أبشروا بالعذاب والتذليلِ



كل أهل السماء يدعو عليكم

مـن نـبيٍّ ومَلـك وقـبـيلِ



قد لعنتم علي لسان ابن داود

وموسي وحامل الإنجيل



قالت: فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً [20] .

عن شهرْ بن حَوْشب قال: كنت عند أُمّ سلمة زوج النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) حين أتاها قتل الحسين، فقالت: قد فعلوها! ملأ الله بيوتَهم وقبورَهم ناراً، ووقعت مغشيَّةً عليها فقمنا [21] .

وعن بن أبي عمّار عن أُمّ سلمة قال: سمعت الجنّ تنوح علي الحسين بن عليّ (رضي الله عنهما) [22] .

عن الفقيمي قال: كان الجصّاصون إذا خرجوا من السحر سمعوا نوح الجن علي الحسين (رضي الله عنه):



مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود



أبواه في عليا قريش

وجدُّه خير الجدود [23] .



أما بلاؤه في القتال فقد أبلي بلاءً حسناً، ولم يتمكّنوا منه حتي أُثخن بالجراح وسقط علي الأرض، فحزّوا رأسه يوم عاشوراء عام 61 هـ، ولمّا وضع الرأس بين يدي عبيد الله بن زياد أنشد قاتله سنان بن أنس النخعي لعنه الله تعالي:



املأ ركابي فضّة أو ذهبا

إنّي قتلت السيد المحجّبا



ومن يصلّي القبلتين في الصبا

وخيرهم إذ يذكرون النسبا



قـتـــلت خيــر النـــاس أُمّاً وأبا

فقال له عمر بن سعد: أشهد أنّك مـجنون، ما صَحْت قط، أدخلوه إليّ، فلمّا دخل حذفه بالقضيب وقال: يا أحمق أتتكلّم بهذا الكلام؟ والله، لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك!



وأرسل عـمر بن سعد - خذله الله - بالرأس إلي ابن زياد مع ســنان بـن أنس قاتل الحسين (عليه السلام)، فلمّا وضع الرأس بين يدي عبــيد الله بن زياد - وأنشـد الأبيـات -، فغضـــب عبــيـد الله بــن زيـاد من قـوله وقـال: إذا علمت ذلك فلم قـتلتـه؟ والله، لانـلت منّي خيراً ولألحقنّك به، ثمّ قدّمه وضرب عنقه [24] .

عن ابن أبي نُعْمٍ قال: إنّ رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يُصيبُ الثوْبَ؛ فقال ابن عمر: اُنظروا إلي هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، وقد سمعتُ رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: (عليه السلام)هُمَا رَيْحانتايَ من الدنيا(عليه السلام) [25] .

وروي أنّه سأله عن المحرم بقتل الذباب فقال: يا أهل العراق، تسألون عن قتل الذباب وقد قتلتم الحسين بن بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) [26] .

وأُخذ ثَقَل الحُسين، وأخذ رجل حليَّ فاطمة بنت الحسين وبكي، فقالت: لم تبكي؟ فقال: أأَسلبُ بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ولا أبكي؟ قالت: فدعه، قال: أخاف أن يأخذه غيري [27] .

عن الزهري قال: إنه لم يُرفع تلك الليلة التي صبيحتها قُتل الحسين بن علي بن أبي طالب حجرٌ في بيت المقدس إلاّ وُجد تحته دم عبيط [28] . قال عبد الملك: صدقت، حدثني الذي حدثك، وإني وإياك في هذا الحديث لقرينان [29] .

وممّا ظهر يوم قتله من الآيات:

عن أُمّ سلمة قالت: لمّا قتل الحسين بن علي مُطرنا مطراً كالدم علي البيوت والجدر. قالت وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة.

وعن مروان - مولي هند بنت المهلَّب - قال: حدّثني بوّاب عبيد الله بن زياد، أنّه لمّا جيء برأس الحسين فوضع بين يديه رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دماً [30] .

عن مـحمد بن سيرين قال: لم تر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتي قتل الحسين بن علي (رضي الله تعالي عنهما) [31] .

وعن هشام بسنده قال: تعلم هذه الحمرة في الأُفق مِمَّ؟ هو من يوم قتل الحسين (عليه السلام) [32] .

عن أبي قبـيل قـال: إنّ السماء أظـلمت يوم قـتل الحسين حـتي رأوا الكواكب [33] .

عن الأسود بن قيس قال: أحمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستّة أشهر يُري ذلك في آفاق السماء، كأنّها الدم [34] .

عن معمر قال: أوّل ما عُرف الزُّهري تكلَّم في مـجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يُقلبَ حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط [35] .

أرسل عبد الملك إلي رأس الجالوت، فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال: نعم، ما كشف عن حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط [36] .

عن أبي بكر الشاهد بسنده قال: أرسل عبد الملك إلي ابن رأس الجالوت فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت: ما كشف يومئذٍ حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط [37] .

عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء علي أحد بعد يحيي بن زكريا إلاّ علي الحسين بن علي (عليه السلام) [38] .

عن عيسي بن الحرث الكندي قال: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلّينا العصر نظرنا إلي السماء علي أطراف الحيطان كأنّها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلي الكواكب يضرب بعضها بعضاً [39] .

وذهبوا برأسه إلي عبيد الله بن زياد فوضعوه بين يديه فجعل ينكت بقضيب في يده علي ثناياه وعنده أنس بن مالك جالس فقال له: يا هذا، ارفع قضيبك قد طالما رأيت رسول الله يُقبِّل هذه الثنايا [40] .

عن أنس قال: لما قُتل الحسين جيء برأسه إلي عبيد الله بن زياد، فجعل ينكت بقضيب علي ثناياه، وقال: إن كان لحسن الثغر، فقلت: أما والله لأسوءنّك، فقلت: لقد رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يُقبّل موضع قضيبك من فيه [41] .

وروي ابن أبي الدنيا: أنّه كان عنده زيد بن أرقم فقال له: ارفع قضيبك، فو الله لطالما رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقبل ما بين هاتين الشفتين، ثم جعل زيد يبكي فقال ابن زياد: أبكي الله عينيك لولا أنّك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. فنهض وهو يقول: أيها الناس، أنتم العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة، وأمرَّتم ابن مرجانة، والله ليقتلنّ خياركم، ويستعبدون شراركم، فبعداً لمن رضي بالذّلة والعار [42] .

وقال سبط بن الجوزي وغيره: المشهور أنّه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران، وليس العجب إلاّ من ضرب يزيد ثنايا الحسين بالقضيب، وحمل آل النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) علي أقتاب الجمال، أي موثقين في الحبال والنساء مكشفات الرؤوس والوجوه [43] .

وقال ابن الجوزي: وحكمته أنّ غضبنا يؤثّر حمرة الوجه، والحق تنزه عن الجسمية. فأظهر تأثير غضبه علي من قتل الحسين (عليه السلام) بحمرة الأُفق إظهاراً لعظم الجناية. قال: وأنين العباس وهو مأسور ببدر منع النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) النوم، فكيف بأنين الحسين (عليه السلام)؟ ولمّا أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)غيِّب وجهك عنّي فأني لا أُحبُّ أن أري من قتل الأحبّة(عليه السلام) هذا والإسلام يجبّ ما قبله، فكيف بقلبه (صلي الله عليه وآله وسلم) أن يري من ذبح الحسين (عليه السلام) وأمر بقتله، وحمل أهله علي أقتاب الجمال؟ [44] .

ولمّا بلغ أهل المدينة قتل الحسين (عليه السلام) خرجت زينب ابنة عقيل بن أبي طالب في نساء من بني هاشم خرجن معها وهي حاسرة تلوي ثوبها وتقول:



مـاذا تـقـولـون إنْ قـال النبيُّ لكم

مـاذا فـعـلـتـم وأنـتـم آخـِرُ الأُمم



بعتَرتِي وبـأهـلـي بـعد مُـفْـتَـقَـدِي

منهم أُساري وقتلي ضُرِّجُوا بِدَم



ما كان هذا جزائي إذ نَصَحْتُ لكم

أن تخْلفوني بَشرٍّ في ذوي رَحمي والحرم [45] .



ضَيَّـعـتـُم حـقــنـا واللهُ أوجـبـه

وقد رعي الفيل حق البيت والحرم [46] .



عن أبي المعالي بسنده قال عن أشياخ له قالوا: غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوباً:



أترجو أُمّةٌ قتلت حُسيناً

شفاعةَ جدّه يومَ الحساب



فقلنا للروم: من كتب هـذا في كنيـسـتكم؟ قـالوا: قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة عام [47] .



وحكي الشيخ نصر الله بن يحيي مشارف الصاغة وكان من الثقاة الخيِّرين، قال: رأيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) في المنام، فقلت: يا أمير المؤمنين، تقولون يوم فتح مكة من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثمّ يتم ولدك الحسين يوم كربلاء منهم ماتم، فقال لي (عليه السلام): (عليه السلام)أما سمعت أبيات ابن الصيفي التميمي في هذا المعني؟(عليه السلام) فقلت: لا. فقال: (عليه السلام)اذهب إليه واسمعها(عليه السلام). فاستيقظت من نومي مفكراً، ثمّ إنّي ذهبت إلي دار ابن الصيفي وهو الحيص بيص الشاعر الملّقب بشهاب الدين، فطرقت عليه الباب فخرج عليَّ فقصصت عليه الرؤيا، فأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كان سمعها مني أحد، وإن نظمتها إلاّ في ليلتي هذه، ثم أنشد:



ملكنا فكان العفو منا سجيّة

فـلـما ملكـتم سال بالـدم أبـطح



وحللتم قتل الأساري وطالما

غدونا علي الأسري نعف ونصفح



وحسبكم هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بالذي فيه ينضح [48] .



وقد رثاه الناس بمراث كثيرة، ومن أحسن ما أورده الحاكم النيسابوري:



جاؤوا برأسك يا ابن بنت مـحمد

مـتــزمّلاً بـدمـائـه تـزمـيـلا



فـكـأنّمـا بك يا ابـن بنـت مـحمد

قتلوا جهاراً عامدين رسولا



قـتـلـوك عـطـشـانـاً ولم يترقّبوا

فـي قـتـلك التنزيلَ والتأويلا



ويـكـبّرون بـأن قُتـلـت وإنّمـا

قتلوا بك التكبير والتَّهليلا [49] .



وللإمام الشافعي (150 - 204 هـ) قصائد عدّة في مدح ورثاء آل البيت، ومن قصائده المعروفة في رثاء الحسين ما مطلعها:



تأوُّه قلبـي والفـؤاد كئيـب

وأرق نومي فالسهاد عجيب



فمن مبلغ عني الحسين رسالة

وإن كـرهتها أنفس وقلوب



ذبيح بـلا جرم كأنّ قـميصـه

صبيغ بماء الأرجوان خضيب



فللسيف إعوال وللرمح رنة

وللخيل من بعد الصهيل نحيب



تـزلـزلـت الـدنـيا لآل مـحـمـد

وكادت لهم صم الجبال تذوب



وغارت نجوم واقشعرت كواك

بوهـتك اسـتار وشق جيوب



لئن كان ذنبي حب آل مـحمد

فذلك ذنب لست عنه أتوب [50] .



وقال أبو دهبل الجمحي:



وإِنَّ قَتيِلَ الطَّفِّ مِنْ آلِ هاشمٍ

أذلَّ رقاباً من قريش فذلَّت



وكانوا رجاءً ثمّ اضحوا رزيّة

لقد عظمت تلك الرازيا وجلّت



وعـند غـنيٍ قَطَرةٌ من دمائـنا

سنجزيهمُ يوماً بها حيثُ حلّت



مَرَرْتُ علي أبياتِ آلِ مُحمَّدٍ

فلم أر من أمثالها يوم حلّت [51] .



عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) قال: لمّا قُتل الحسين بن علي (عليه السلام) جاء غراب، فوقع في دمه، وتمرّغ ثمّ طار، فوقع بالمدينة علي جدار فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب - وهي الصغري - ونعب الغراب فرفعت رأسها فنظرت إليه، فبكت بكاء شديداً، وأنشأت تقول:



نعب الغراب فقلت مـن

تنعاه ويــلك يا غـراب



قال الإمام فـقـلـت مـن؟

قال الموفـّق لـلصـواب



قلت: الحسين؟ فقال لي

ملقي عي وجه الـتراب



إنّ الحسين بكربلا بين

الأســـنــّة والــضــراب



فــابك الحســـين بعبرة

تُرضي الإله مع الثواب



ثـمّ اســتقـلّ به الجـناح

فــلم يــطق ردّ الجـواب



ومن الغريب إذ يري البعض أنّ مقتل الحسين (صلي الله عليه وآله وسلم) كان خروجاً عن طاعة يزيد بن معاوية لأنه في رأيهم اجتهد وأخطأ وله أجر واحد، أو كما قال القاضي الأندلسي ابن العربي بأن الحسين قتل بسيف جدّه!

ومن المعروف أنّ يزيد بن معاوية كان مستبدّاً طاغياً، ومارقاً نزقاً، قتل الإمام الحسين بن علي سبط رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، واستباح المدينة، وضرب الكعبة بالمنجنيق، وهو لا يمكن تبريره لا بسنّة نبويّة ولا بحنكة سياسيّة؛ لأنّ قتل الحسين (عليه السلام) كان في الحقيقة مـحاولة فاشلة لاغتيال فكر أهل البيت وتشويه مبادئهم التي هي فكر ومبادئ الإسلام الحنيف.

يبقي سؤال يطرح نفسه دوماً وهو: لماذا يقيم المسلمون المآتم بذكري عاشوراء منذ قرون عديدة وإلي اليوم؟ لقد قتل الحسين ومات يزيد فهل هناك فائدة من إعادة الماضي وتكرار الخلاف؟

الجواب: هو أنّ الحقيقة والواقع غير ذلك، فمازال المرء يجد أمامه دوماً حسيناً ويزيد في كل زمان ومكان، وهما يتصارعان، وهو صراع بين الحقّ والباطل، وإنّ هذا النزاع هو في الواقع تجسيد للصراع بين الخير والشر الذي ما زال قائماً، وعلينا أن نختار أحد الموقفين إمّا اتّخاذ موقف الحسين أو يزيد.

لقد خرج الحسين واعداً ومتحدّياً وداعياً بحقيقة هدفه، فكان بطلاً، وبذلك سجّل أوّل قوّة تحدٍّ، وأوّل نموذج صادق ثوري في تأريخ المسلمين، قدم حياته وهو مظلوم، وتحول مقتله إلي شهادة، وتحوّلت الشهادة إلي مدرسة ومشعل حرّيّة ينير درب الثائرين [52] .


پاورقي

[1] الفصول المهمة: ص 187؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 261.

[2] مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 261.

[3] المعجم الکبير: ج 3 ص 105 ح 2811؛ کنز العمال: ج 12 ص 127 ح 34321؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 189 ح 3520.

[4] ذخائر العقبي: ص 250؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 224 ح 3543؛ کنز العمال: ج 12 ص 126 ح 34314؛ کفاية الطالب: 386؛ الخصائص الکبري: ج 2 ص 125.

[5] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 194؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 106 ح2813؛ کنز العمال: ج 12 ص 126 ح 34313 وح 34315؛ الصواعق المحرقة: ص 192؛ البداية والنهاية: مـجلد 3 ج 6 ص 261.

[6] الفصول المهمة: ص 170؛ نور الأبصار: ص 221.

[7] المستدرک علي الصحيحين: ج 3 ص 179 کتاب معرفة الصحابة؛ کنز العمال: ج 12 ص 123 ح 34300، ص 127 ح 34319؛ الصواعق المحرقة: ص 192.

[8] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 160.

[9] تهذيب التهذيب: ج 2 ص 347؛ مـجمع الزوائد: ج 9 ص 190؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 170؛ الخصائص الکبري: ج 2 ص 126؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 407؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 407 رقم: 270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 187 ح 3517 وح 3518 و 3519؛ إحقاق الحق: ج 8 ص 148؛ ذخائر العقبي: ص 253؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2596.

[10] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 162.

[11] المعجم الکبير: ج 3 ص 106 ح 2813، البداية والنهاية مـجلد 3 ج 6 ص 260؛ العقد الفريد: ج 4 ص 350؛ مـجمع الزوائد: ج 9 ص 190 - 193؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 160؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 408 رقم: 270؛ الخصائص الکبري: ج 2 ص 125؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 189 ح 3521 وح 3522 وح 3523؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 408؛ ذخائر العقبي: ص 251؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2600؛ النهاية: ج 2 ص 428، وفيه: (صلي الله عليه وآله وسلم)السِّهْلة رملٌ خَشِن ليس بالدُّقاق النَّاعِم.

[12] الطف: سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات والمعرکة جرت يومئذٍ قريباً منه؛ لسان العرب: ج 9 ص 221 (صلي الله عليه وآله وسلم)طفف.



[13] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 190؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 107 ح 2815؛ البداية والنهاية مـجلد 3 ج 6 ص 261؛ الصواعق المحرقة: ص 192 أخرجه ابن سعد.

[14] مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 114.

[15] الصواعق المحرقة: ص 192؛ شرح نهج البلاغة: ج 3 ص 169؛ الفصول المهمة: ص 171؛ الأخبار الطوال: ص253؛ الخصائص الکبري: ج2 ص 126 إحقاق الحق: ج 8 ص 143؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 262؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2625؛ نور الأبصار: ص 221.

[16] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 193؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 110 ح2824؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 409 رقم:270؛ إحقاق الحق: ج 8 ص 149.

[17] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 195؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 2812؛ الفصول المهمة: ص 188؛ ذخائر العقبي: ص 255؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 423 رقم: 270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 220 ح 3543؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2598.

[18] تهذيب التهذيب: ج 2 ص 347؛ مـجمع الزوائد: ج 9 ص 192؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 108 ح 2817؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 582؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 163؛ ذخائر العقبي: ص 252؛ کفاية الطالب: ص384؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2599.

[19] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 245.

[20] الصواعق المحرقة: ص 193؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 580؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 358؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2650؛ استشهاد الحسين: ص 157.

[21] سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 429 - 270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 238.

[22] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 202، البداية والنهاية: مـجلد 3 ج 6 ص 263، المعجم الکبير: ج 3 ص 122 ح 2868؛ کفاية الطالب: ص 399؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 441؛ الإصابة في تمييز الصحابة: ج 1 ص 335؛ الخصائص الکبري: ج 2 ص 127؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 429 - 270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 239 وص242 ح 3547؛ ذخائر العُقبي: ص 255 وفيه: (صلي الله عليه وآله وسلم)لمّا قتل الحسين (رضي الله عنه) ناحت عليه الجنُّ ومُطِرنا دماً؛ حياة الصحابة: ج 3 ص 743.

[23] سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 428 رقم: 270؛ تاريخ الخلفاء: ص 208؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2651 وفيه: (صلي الله عليه وآله وسلم)فله بياض في الخدود.

[24] أنساب الأشراف: ج 2 ص 502؛ مـجمع الزوائد: ج 9 ص 197؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 117 ح 2852؛ العقد الفريد: ج 4 ص 348؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 393؛ مروج الذهب: ج 3 ص 73؛ الفصول المهمة: ص 190؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 573؛ مقتل أبي مـخنف: ص 201؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 428؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 422 رقم:270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 252 ح 3547 أسد الغابة: ج 2 ص 28 وفيه أوقر بدل املأ؛ کتاب الفتوح: ج 5 ص 221؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 265 بغية الطلب: ج 6 ص 2571؛ نور الأبصار: ص 229؛ استشهاد الحسين: ص 145؛ مقاتل الطالبيين: ص 119.

[25] صحيح البخاري: ج 5 ص 2234 ح 5648، کتاب الأدب، باب رحمة الولد؛ سنن الترمذي: ج 5 ص 657 ح 3770؛ أنساب الأشراف: ج 3 ص 227؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 127؛ الفصول المهمة: ص 170؛ الصواعق المحرقة: ص 196؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 400؛ الإصابة في تمييز الصحابة: ج 1 ص 332؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 402 رقم:270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 130 ح 3421؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 90؛ أسد الغابة: ج 2 ص 26؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 250؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2576؛ نور الأبصار: ص 221؛ حياة الحيوان الکبري: ج 1 ص 185.

[26] الفصول المهمة: ص 170؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 91؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 250؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2577 وفيه: (صلي الله عليه وآله وسلم)وقال النبي 2: هما ريحانتاي من الدنيا؛ فرائد السمطين: ج 2 ص 109 ح 415.

[27] سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 418 رقم: 270.

[28] دم عبيط: طري شديد الحمرة.

[29] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 199؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 119 ح 2856؛ العقد الفريد: ج 4 ص 353؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 426 رقم:270؛ کفاية الطالب: ص 400؛ الخصائص الکبري: ج 2 ص 126؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 229 ح 3545.

[30] تهذيب الکمال: ج 6 ص 433؛ ذخائر العقبي: ص 249؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 425 رقم:270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 229 ح 3545؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2636.

[31] حلية الأولياء: ج 2 ص 276 رقم: 193 ابن سيرين؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 228 ح 3545. وفيه: (صلي الله عليه وآله وسلم)لم تکن تري؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2639؛ تاريخ الخلفاء: ص 207.

[32] سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 424 رقم: 270؛ المحاسن والمساوئ: ص 63.

[33] أنساب الأشراف: ج 2 ص 505؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 227 ح 3545.

[34] عن الأسود بن قيس قال: أحمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستّة أشهر يُري ذلک في آفاق السماء کأنّها الدم.

[35] تهذيب الکمال: ج 6 ص 434؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2637؛ نور الأبصار: ص 233.

[36] کفاية الطالب: ص 399.

[37] تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 229 ح 3545.

[38] کفاية الطالب: ص 393؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 424 رقم: 270؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2634.

[39] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 200؛ أنساب الأشراف: ج 3 ص 209؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 433؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 424 رقم:270؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 227 ح 3545؛ تاريخ الخلفاء ص 207.

[40] أنساب الأشراف: ج 3 ص 207؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 125 ح2878؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 293؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 577؛ البداية والنهاية: مـجلد 3 ج 6 ص 265؛ مروج الذهب: ج 3 ص 73؛ الفصول المهمة: ص 191؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 423 رقم: 270؛ الأخبار الطوال: ص 259؛ کتاب الفتوح: ج 5 ص 240.

[41] تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 235 ح 3545؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 426 رقم: 270؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2633؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين: ص 410.

[42] الأخبار الطوال: ص 260؛ أسد الغابة: ج 2 ص 21؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2631؛ نور الأبصار: ص 229؛ الصواعق المحرقة: ص 198؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين: ص 410؛ الاتحاف بحب الأشراف: ص 53.

[43] الصواعق المحرقة: ص 198؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 574.

[44] الصواعق المحرقة: ص194.

[45] مروج الذهب: ج 3 ص 80؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 294؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 579؛ مقتل أبي مـخنف: ص 161؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 76؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 429؛ کفاية الطالب: ص 397؛ تذکرة الخواص: ص 267؛ کتاب الفتوح: ج 5 ص 245.

[46] مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 2 ص 76؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين: ص 422.

[47] تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 242 ح 3547؛ ذخائر العقبي: ص 248؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين: ص 421؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2653؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 395 ح 556؛ کفاية الطالب: ص 394؛ الخصائص الکبري: ج 2 ص 127؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 442 وفيه: (صلي الله عليه وآله وسلم)فقالوا: منذ کم وجدتم هذا الکتاب في هذه الکنيسة؟ قالوا: قبل أن يبعث نبيّکم بستّمائة عام؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج2 ص 93 وفيه: فوجدنا في الحائط صخرة فيها مکتوب:



اترجو أُمّة قتلت حسيناً

شفاعة جده يوم الحساب



فلا والله ليس لهم شفيع

وهم يوم القيامة في العذاب.

[48] الفصول المهمة: ص 194؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2656؛ نور الأبصار: ص 232؛ حياة الحيوان الکبري: ج 1 ص 185.

[49] أنساب الأشراف: ج 3 ص 221؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 353؛ المعجم الکبير: ج 3 ص 124 ح 2875؛ البداية والنهاية: مـجلد 3 ج 2 ص 264.

[50] مقتل الحسين، للخوارزمي: ج 2 ص 126؛ تراجيديا کربلاء: ص 57؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين: ص 424.

[51] أنساب الأشراف: ج 3 ص 220؛ الکامل في التاريخ: ج 2 ص 580؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 294؛ مروج الذهب: ج 3 ص 220؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 447؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب - هامش الإصابة -: ج 1 ص 379؛ أسد الغابة: ج 2 ص 29؛ تاريخ مدينة دمشق: ج14 ص259 ح3547؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 429 رقم: 270؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين: ص 422؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2668؛ مقاتل الطالبيين: ص 121، أي وجدتها موحشة خالية بعد أن رأيتها مؤنسة مأهولة.

[52] تراجيد يا کربلاء: ص 18.