بازگشت

سجود النبي


روي ابن حازم بسنده قال: خرج علينا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) للصلاة وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين، فتقدّم رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ثم وضعه عند قدمه اليمني، فسجد سجدة أطالـها، فـرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ساجد وإذا الغلام راكب علي ظهره، فعدت فسـجدت، فلمـا انصرف رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قــال الناس: يـا رسول الله، لقـد سجـدت فـي صلاتك هذه سـجدة ما كنت تسجدها، أفشيء أُمرت به أو كان يوحي إليك؟ قال: (عليه السلام)كلّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتي يقضي حاجته(عليه السلام) [1] .

عن عبد الله قال: كان النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين علي ضهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم، فلما قضي الصلاة، وضعهما في حجره فقال: من أَحبني فليحب هذين [2] .

عن أبي بُريدة قال: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين (عليهما السلام) عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قـال: (عليه السلام)صدق الله إنّما أموالكم وأولادكم فتنة [3] فنظرت إلي هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتي قطعت حديثي ورفعتهما(عليه السلام) [4] .

عن أبي سعيد قال: جاء الحسين يشتدّ ورسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يصلّي فالتزم عنق رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، فقام به، وأخذ بيده، فلم يزل ممسكها حتي رجع [5] .

عن زينب بنت جحش قالت: قام النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) يصلّي واحتضنه - يعني الحسين - فكان إذا ركع وسجد وضعه، وإذا قام حمله، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول، فلما قضي الصلاة قلت: يا رسول الله، لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه. قال: (عليه السلام)إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ ابني يقتل. قلت: فأرني إذاً فأتاني بتربة حمراء(عليه السلام) [6] .

كلّ ذلك إشارة إلي منزلة ومكانة الإمام الحسين (عليه السلام) عند رسول الله (ص)، وعلي المسلمين أن يحافظوا علي ما كان يكنّه النبيّ (صلي الله عليه وآله وسلم) لولده الحسين (عليه السلام)، حيث قال (صلي الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط(عليه السلام) [7] والإسلام الذي وصلنا إلي هذا اليوم هو ببركة ثورة الحسين (عليه السلام) في كربلاء، لأنّ الإسلام مـحمدي الوجود وحسيني البقاء.


پاورقي

[1] المستدرک علي الصحيحين: ج 3 ص 165 وبذيله تلخيص للحافظ الذهبي - کتاب معرفة الصحابة - قال الحاکم: هذا آخر ما أدي إليه اجتهاد من ذکر مناقب أهل بيت رسول الله ما يصح منها بالأسانيد المستدرک علي الصحيحين: ج 3 ص 180؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346.

[2] فرائد السمطين: ج 2 ص 107 ح 414.

[3] سورة التغابن: الآية 15.

[4] سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3774؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346؛ ذخائر العقبي: ص 228؛ تهذيب الکمال: ج 6 ص 403؛ ينابيع المودة: ص 263؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 161 ح 3490؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 385 رقم: 269؛ أسد الغابة: ج 2 ص 16؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 94.

[5] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 189.

[6] مـجمع الزوائد: ج 9 ص 191.

[7] أنساب الأشراف: ج 2 ص 453؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 404 - 270؛ الفصول المهمة: ص 169.