بازگشت

مقدمة المؤلف


عندما نتأمل شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) في التاريخ نراها شخصية متميزة سواء في أخلاقه أو أفعاله أو أقواله أو صمته أو مواقفه، كل ذلك يدفعنا إلي تأمّلات ثاقبة من خلال أحاديثه العطرة والتي هي بلسم للقلوب، لاشك أنّ القرآن الكريم معجزة النبي محمد (صلي الله عليه آله)، بينما الحسين (عليه السلام) هو صوت القرآن وحركته التي قادها وجسّدها علي أرض الواقع بطف كربلاء حركة قرآنية ورسالية وثورة إنسانية.

ومن الخطأ أن نفكر بأنّ الحسين (عليه السلام) كان حكراً علي طائفة، وإنما هو إمام لكل المسلمين؛ لأنه استشهد من أجل دين الله، ودفاعاً عن حقوق العباد، بل هو حامل رسالة جده الحبيب المصطفي محمد (صلي الله عليه آله)، فهو للعالم أجمع بمختلف أديانه ومذاهبه وطوائفه وطبقاته، إنّه لملايين البشر؛ لأنّ البشرية عقدتْ آمالها علي شخصيّته وإنسانيته (عليه السلام)، لأنّ رسالته رسالة إنسانية قبل كل شيء.

ولم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) رجل حرب، أو مجرد بطل مواقف وميادين فحسب، كما لم تكن واقعة كربلاء حادثة عابرة في التأريخ، وإنما اقترن الحسين (عليه السلام) وحركة نهضته الرائدة بهدف سام أعلي نتجت منه مسيرة عبادية جهادية سياسية تظللت في ظل مبادئ مقدسة مستوحاة من روح نصوص الشريعة الإلهية والرسالة المحمدية. لقد أراد الحسين (عليه السلام) أن يحررنا من عبودية الطاغوت إلي عبودية الله سبحانه وتعالي ليُعبِّر عن إرادته وكرامته، ولكي نتنفس الحرية بكل طلاقة كما قال أبوه علي (عليه السلام): (ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً) [1] .

وقد سار الإمام الحسين (عليه السلام) علي نهج جده رسول الله (صلي الله عليه آله)، وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، لينقذ الأمّة من براثن الجهل والظلمات، إلي عالم النور.

وبدورنا نقدم هذه الأوراق الحسينية المتواضعة إلي سيدي ومولاي حجة الله علي الأرض أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) ليكون لنا ذخراً وشرفاً وشفاعة في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.

المؤلف

6 / ذو القعدة / 1421هـ


پاورقي

[1] نهج البلاغة: ص 401، من وصية له لابنه الحسن (عليهما السلام) رقم 31/ 87.