بازگشت

دعاء للأخذ و النهي عن المجاوزة عن الحمصة


و قال الكفعمي: «فاذا تناولتها فقبلها وضعها علي عينيك و لا تجاوز اكثر من الحمصة ثم قل: اللهم اني اسئلك بحق هذه الطينة و بحق الملك الذي قضها و أسئلك بحق النبي محمد صلي الله عليه و آله الذي خزنها و أسألك بحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعله شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و حفظا من كل سوء، و اذا قلت ذلك فاشددها في شي ء نظيف و اقرأ عليها، سورة القدر فان الدعاء الذي تقدم لاخذها، هو الاستئذان عليها و قرائة القدر ختمها فاذا أردت الاكل منها للاستشفاء فقل: «اللهم رب هذه التراب المباركة الطاهرة و رب النور الذي انزل فيه و رب الجسد الذي سكن فيه و رب الملائكه الموكلين به صل


علي محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين لي أمانا من كل خوف و شفاء من كل داء كذا و كذا، ثم اجرع من الماء جرعة خلفه و قل بسم الله و بالله، اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء و سقم انك علي كل شي ء قدير اللهم رب هذه التربة المباركة و رب الوصي الذي وارته صل علي محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و عزا من كل ذل و عافية من كل سوء و عني من كل فقر [1] .

روي ذلك عن الصادق (عليه السلام): و ان من تناولها و لم يدع بما ذكرنا لم يكد ينتفع بها.

قوله في صدر الكلام المذكرو: «فاذا تناولتها» يمكن أن يكون المقصود بالتناول، هو الاكل، و يمكن أن يكون المقصود به هو الاخذ و الخير في الاخير، بشهادة قوله (عليه السلام): فاذا قلت ذلك فاشددها في شي ء نظيف، لكون «الشد» عقيب الدعاء المتعقب للتناول، حيث انه اذا تطرق الاكل فلا محال لشد المأكول، فلابد أن يكون التناول بمعني الاخذ، مضافا الي قوله: «فان الدعاء الذي تقدم لأخذها» صريح في كون الغرض من التناول هو الاخذ حيث انه، لو كان الدعاء المتعقب لتناول الحمصة، دعاء للاخذ، فلا مجال لكون تناول الحمصة بمعني الاكل.

قوله: «و لا تجاوز اكثر من حمصة» النهي، انما هو عن المجاوزة في التناول، و قد ظهر أن المقصود بالتناول هو الاخذ، فالنهي عن المجاوزة في الأخذ، و هذا ينافي ما تقدم من رواية «المصباح» بل لا يوافقه، رواية اخري، فان كل ما نهي فيه عن الزياده علي الحمصة انما كان نهيا عن الزيادة في الاكل.


و روي في كامل الزيارة باسناده عن محمد بن مسلم قال: «خرجت الي المدينة، فقيل له محمد بن مسلم، وجع، فارسل الي ابوجعفر (عليه السلام) شرابا مع الغلام مغطي بمنديل فناولنيه الغلام و قال لي: اشربه فانه قد أمرني أن لا أبرح حتي تشربه، فتناولته، فاذا رائحة المسك منه، و اذا شراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام، يقول لك مولاي: اذا شربت فتعال، ففكرت فيما قال لي، و ما أقدر علي النهوض قبل ذلك علي رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي، فكأنما نشطت من عقال، فاتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي «صح الجسم»، أدخل، فدخلت عليه و أنا باك فسلمت عليه و قبلت يده و رأسه فقال لي: و ما يبكيك يا محمد؟

فقلت: جعلت فداك أبكي علي اغترابي و بعد الشقة و قلة القدرة علي المقام عندك، انظر اليك، فقال لي: أما قلة القدرة، فكذلك جعل الله اولياءنا و أهل مودتنا و جعل البلاء اليهم سريعا و اما ما ذكرت: من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب، و في هذا الخلق منكوس، حتي يخرج من هذه الدار الي رحمة الله، و ما ذكرت: من بعد الشقة فلك بأبي عبدالله (عليه السلام) اسوة حسنة بأرض نائية عنا بالفرات، و أما ما ذكرت: «من حبك قربنا و النظر الينا و انك لا تقدر علي ذلك»:

فالله يعلم ما في قلبك و جزائك عليه

ثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟

قلت: نعم، علي خوف و وجل.

فقال: من كان في هذا أشد فالثواب فيه علي قدر الخوف، فمن خاف في اتيانه أمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين و انصرف بالمغفرة و سلمت عليه الملائكة وزاره النبي صلي الله عليه و آله و ما يصنع و دعا له


و انقلب بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبع رضوان الله ثم قال لي: كيف وجدت الشراب؟

فقلت: اشهد أنكم أهل بيت الرحمة، و أنك وصي الاوصياء، و لقد أتاني الغلام، بما بعثت و ما أقدر علي أن أستقل علي قدمي و لقد كنت آيس من نفسي، فناولني الشراب، فشربته فما وجدت مثل ريحه و لا اطيب من ذوقه و لا طعمه و لا أبرد منه، فلما شربته، قال لي الغلام: انه أمرني أن أقول لك اذا شربته، فاقبل الي، و قد علمت شدة مابي، فقلت: لأذهبن اليه و لو ذهبت نفسي فأقبلت اليك و كأني.نشطت من عقال، فالحمدلله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم.

فقال: يا محمد، ان الشراب الذي شربته من طين قبول آبائي و هو افضل ما أستشفي به، فلا تعدلن به فانا نسقيه صبياننا و نسائنا، فنري منه كل خير.

فقلت له: جعلت فداك، انا لناخذ منه و نستشفي به، فقال: يأخذه الرجل و يخرجه من الحير و قد اظهره، فلا يمر بأحد من الجن به عاهة و لا دابة و لا شي ء به آفة الا شمه فتذهب بركته، فيصير بركته لغيره، و هذا الذي نتعالج به.

ليس هكذا، و لو لا ما ذكرت لك ما يمسح به شي و لا شرب منه شي ء لا أفاق، من ساعته و ما هو الا كحجر الاسود أتاه أصحاب العاهات و الكفر و الجاهلية و كان لا يتمسح به أحد الا أفاق.

قال أبوجعفر (عليه السلام): و كان كأبيض ياقوتة، فأسود حتي صار الي ما رأيت.

فقلت: جعلت فداك و كيف اصنع به، فقال انت تصنع به مع اظهارك


اياه ما يصنع غيرك تستخف به فتطرحه في خرجك و في أشياء دنسة، فيذهب ما فيه مما تريد به، فقلت: صدقت جعلت فداك، قال ليس يأخذه احد الا و هو جاهل بأخذه، و لا يكاد يسلم للناس.

فقلت: جعلت فداك و كيف لي أن آخذه كما تأخذه؟

فقال لي: اعطيك منه شيئا؟

فقلت: نعم قال: فاذا اخذته فكيف تصنع به؟

قلت: أذهب معي [2] .

قال: في أي شي ء تجعله؟

قلت: في ثيابي.

قال: فقد رجعت الي ما كنت تصنع اشرب عندنا منه حاجتك و لا تحمله فانه لا يسلم لك فسقاني منه مرتين، فما أعلم اني وجدت شيئا مما كنت اجد حتي انصرفت [3] .

قوله (عليه السلام): «من الحير» المقصود بالحير الحائر، كما يظهر مما مر في المقدمة الرابعة و عن بعض النسخ الحائر.

و روي فيه بالاسناد عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن بعض أضحابنا عن أحدهما عليهماالسلام قال: ان الله تبارك و تعالي خلق آدم من الطين فحرم الطين علي ولده قال: فقلت: ما تقول في طين قبر الحسين عليه السلام؟


فقال:يحرم علي الناس اكل لحومهم و يحل لهم اكل لحومنا و لكن اليسير منه مثل الحمصة [4] .

و رواه في «المصباح» عن ابن فضال مثله [5] .

و روي فيه عن سماعة بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «كل الطين محرم علي ابن آدم ما خلا طين قبر أبي عبدالله (عليه السلام) من اكله من وجع شفاه الله» [6] .

و وجدت في حديث الحسن بن مهران الفارسي عن محمد بن أبي سيار، عن يعقوب بن يزيد يرفع الحديث الي الصادق عليه السلام قال: «من باع طين قبر الحسين عليه السلام فانه يبيع لحم الحسين و يشتريه [7] »

و روي فيه بالاسناد عن محمد بن اسماعيل البصري عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه السلام قال: طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء و هو الدواء الاكبر [8] .

و رواه في «المصباح» عن محمد بن سليمان مثله. [9] .


وروي فيه ارسالا عن أبي عبدالله بايهام الواسطة، بأن قال: روي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «من اصابته علة فتداوي بطين قبر الحسين (عليه السلام) شفاه الله من تلك العلة الا ان يكون العلة السام [10] .

قوله (عليه السلام): «السام» اي: «الموت» كما في البحار و يمكن ان يكون بمعني المسوم، حيث أن «السام» و المسموم بمعني واحد و رواه في «البحار» عن «مكارم الاخلاق» مثله [11] .

و روي فيه باسناده عن عبدالله بن سنان، عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: اذا تناول احدكم من طين قبر الحسين (عليه السلام) فليقل: اللهم اني أسئلك بحق الملك الذي تناوله و الرسول الذي بواه و الوصي الذي ضمن فيه أن يجعله شفاء من داء كذا و كذا و يسمي ذلك الداء [12] .

اقول: ان المقصود بالتناول في الحديث هو الاكل، قضية ظهور التناول في أخبار التربة بل مطلقا في الاكل ما لم يقم قرينة صارفه عن ذلك، لكن المقصود، بالتناول في الدعاء، هو الاخذ، و لا مجال لكون الغرض منه هو الاكل، لوضوح عدم أكل الملك مضافا الي قوله (عليه السلام): و بحق الملك الذي اخذها في الدعاء في رواية حارث بن مغيرة الاتية.


و قوله (عليه السلام): «و بحق الملك الذي قبضها» في الدعاء فيما مر من الكفعمي و في رواية مالك بن عطية الاتية، و كذا في رواية مكارم الاخلاق الاتية.

و رواه في المصباح مثله. لكن فيه: «و بحق الملك الذي تناول و الرسول الذي نزل [13] .

قال في البحار: و رواية ابن قولويه اصوب [14] .

و روي فيه بالاسناد عن احمد بن مصقلة عن عمه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال اذا اخذت الطين فقل اللهم بحق هذه التربة و بحق الملك الموكل بها و بحق الملك الذي كربها و بحق الوصي الذي هو فيها صل علي محمد و آل محمد و اجعل هذا الطين شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف [15] .

قوله (عليه السلام): «كربها» قال في «البحار» أي «حفرها» من قولهم كربت الارض، أي قلبتها للحرث، و يحتمل أن يكون بتشديد «الراء» و «الباء» للتعدية أي أخذها و رجع الي النبي صلي الله عليه و آله كما في سائر الادعية [16] .

اقول: انه لا دلالة في هذه الرواية علي كون الشفاء عن الداء و الامن من الخوف في الاكل أو الحمل، و ربما يقتضي بعض الروايات الآتية كون الامن بالاكل، و يقتضي بعض آخر من الروايات الاتية كون الامن


بالحمل.

و الظاهر، كون المدار علي المدار علي الاكل و انما اضمر الاكل حوالة الي التعاهد. هذا في الداء.

و أما الامن من الخوف فلعل سبق الشفاء يوجب ظهور كون المدار في ذلك علي الاكل ايضا.

و روي فيه عن محمد بن يعقوب عن محمد بن علي رفعه قال: «الختم علي طين قبر الحسين (عليه السلام)، أن يقرأ عليه (انا انزلناه في ليلة القدر) وروي اذا أخذته، فقل: بسم الله اللهم بحق هذه التربة الطاهرة و بحق البقعة الطيبه و بحق الوصي الذي يواريه و بحق جده و أبيه و امة و أخيه و الملائكة الذين يحفون به و الملائكة العكوف علي قبر وليك تنتظرون نصره صلي الله عليهم اجمعين اجعل لي فيه شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و غني من كل فقر و عزا من كل ذل و أوسع علي به في رزقي واصح به جسمي [17] .

و رواه في الكافي آخر كتاب الحج قوله: «وروي» الظاهر أنه معطوف علي قوله: «قال» و الفعل من باب المعلوم و يمكن أن يكون «الواو» «للاستيناف» كما هو مقتضي ما في بعض النسخ من الفصل بين ذلك و ما قبله، الا أنه علي هذا يلزم الارسال و لم أظفر بالارسال من الكليني بل صرح شيخنا البهائي في «مشرق الشمسين»: «بعدم اتفاق الارسال من الكليني».


أقول: ان هذه الرواية ساكته عن كون المدار علي الاكل او الحمل، و لعل الدعاء يرشد الي كون المدار علي الحمل، اذ كون محرد الاكل موجبا للغني و وسعة الرزق بعيد بخلاف الحمل.

وروي فيه بالاسناد عن أبي حمزة الثمالي. قال: قال الصادق (عليه السلام): «اذا اردت حمل الطين طين قبر الحسين (عليه السلام)، فاقرأ فاتحة الكتاب و المعوذتين و (قل هو الله احد، و قل يا أيها الكافرون و انا انزلناه في ليله القدر) [18] ، و تقول: اللهم بحق محمد عبدك و حبيبك و نبيك و رسولك و أمينك و بحق أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عبدك و أخي رسولك و بحق فاطمة بنت نبيك و زوجة وليك و بحق الحسن و الحسين و بحق الائمة الراشدين و بحق هذه التربة و بحق الملك الموكل بها و بحق الوصي الذي هو فيها و بحق الجسد الذي تضمنت و بحق السبط الذي ضمنت و بحق جميع ملائكتك و أنبيائك و رسلك صل علي محمد و آله و اجعل هذا الطين شفاء لي و لمن يستشفي به من كل داء و سقم و (مرض و أمانا من كحل خوف اللهم بحق محمد و أهل بيته اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء و) [19] آفة و عاهة و جميع الاوجاع كلها انك علي كل شي ء قدير و تقول: اللهم رب هذه التربة المباركة الميمونة و الملك الذي هبط بها و الوصي الذي هو فيها صل علي محمد و آل محمد و سلم و أنفعني بها انك علي كل شي ء قدير [20] .

أقول: ان الظاهر بل بلا اشكال أن المقصود بحمل الطين هو أخذه


لا استصحابه و مقتضاه خلو الاكل عن الدعاء.

الا أن يقال: ان الرواية واردة في بيان مجرد الاخذ لا في تفصيل حال التربة حتي يقتضي السكوت عن دعاء الاكل خلوه عن الدعاء.

قوله (عليه السلام): «ثم تقول» و نظير هذا، يتفق في الادعيه و هو من باب التفنن في الكلام، و الا فلا حاجة الي الفصل بين الدعاء بذكره، و يكفي ذكر الفقرات المذكورة بعد القول، متصلة بما قبل القول.

و يمكن أن يكون في المقام سقط من الراوي و كان الاصل ثم «تقول» عند الاكل.

وروي فيه عن أبيه و جماعة عن سعد عن اليقطيني عن محمد بن اسمعيل البصري عن بعض رجاله عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء (و اذا اكلته تقول: بسم الله و بالله اللهم اجعله رزقا واسعا و علما نافعا و شفاء من كل داء» [21] انك علي كل شي ء قدير» [22] .

قال: وروي لي بعض أصحابنا يعني محمد بن عيسي، قال نسيت اسناده، قال: اذا أكلته، تقول: «اللهم رب هذه التربة المباركة و رب الوصي الذي وارته صل علي محمد و آل محمد و اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء» [23] .

وروي فيه عن الحسن بن عبدالله بن محمد عن ابن محبوب


عن مالك بن عطيه عن ابيه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «اذا اخذت من تربة المظلوم و وضعتها في فيك فقل: اللهم اني أسئلك بحق هذه التربة و بحق الملك الذي قبضها و النبي الذي حصنها و الامام الذي حل فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي فيها شفاء نافعا و رزقا واسعا و أمانا من كل خوف وداء، فانه اذا قال ذلك وهب الله له العافية و شفاه» [24] .

قوله: «و الامام الذي حل فيها في «البحار» في نسخه الاصل «و الامام حل فيها» و قد سقط الموصول سهوا من المصنف او الكاتب.

وروي فيه عن الكليني و جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن ابي يحيي الواسطي عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال «الطين كله حرام كلحم الخنزير و من اكله ثم مات منه لم اصل عليه الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فان فيه شفاء من كل داء و من اكله لشهوه لم يكن فيه شفاء [25] .

و الرواية، رواها في «الكافي» في باب اكل الطين من كتاب الاطعمة و كذا رواها الصدوق في «العلل» علي ما في البحار عن ابيه عن أحمد بن ادريس وروي فيه عن ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد قال سألت أباالحسن (عليه السلام) عن الطين فقال: «اكل


الطين حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فان فيه شفاء من كل داء وامنا من كل خوف [26] «.

وروي في البحار عن امالي الشيخ عن الحارث بن المغيرة قال: قلت: لأبي عبدالله (عليه السلام) اني رجل كثير العلل و الامراض و ما تركت دواء الا تداويت به فقال لي: أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي عليهماالسلام؟ فان فيه شفاء من كل داء و أمنا من كل خوف فاذا اخذته فقل هذا الكلام: اللهم اني أسئلك بحق هذه الطينة و بحق الملك الذي اخذها و بحق النبي الذي قبضها و بحق الوصي الذي حل فيها صل علي محمد و آل محمد و أهل بيته و افعل (لي) [27] كذا و كذا.

ثم قال ابوعبدالله (عليه السلام): أما الملك الذي اخذها فهو جبرئيل (عليه السلام) و أراها النبي صلي الله عليه و آله، فقال: هذه تربة ابنك الحسين تقتله امتك من بعدك و أما النبي الذي قبضها» فهو محمد رسول الله صلي الله عليه و آله.

و أما «الوصي الذي حل فيها فهو الحسين (عليه السلام) و الشهداء رضي الله عنهم.

قلت: قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء فكيف الامن من كل خوف؟ فقال: اذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك الا و معك من طين قبر الحسين (عليه السلام) فتقول اللهم اني اخذته من


قبر وليك و ابن وليك فاجعله لي امنا و حرزا لما أخاف و ما لا أخاف فانه قد يرد ما لا يخاف.

قال الحارث بن المغيرة: فاخذت كما أمرني و قلت ما قال لي فصح جسمي و كان لي أمانا من كل ما خفت و ما لم أخف كما قال أبوعبدالله (عليه السلام) فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها (و لا محذورا) [28] .

وروي في البحار عن امالي الشيخ ايضا، بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الطين الذي يؤكل، تأكله الناس؟

فقال: كل طين حرام كالميتة و الدم و ما اهل لغير الله به، ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام) فانه شفاء من كل داء [29] .

وروي في «البحار» عن «مكارم الاخلاق» عن أبي عبدالله (عليه السلام) عن كيفية التربة؟

فقال: اذا تناول التربة احدكم، فليأخذ، باطراف أصابعه و قدره مثل الحمصة، فليقبلها و ليضعها علي عينيه، الي آخر ما مر من الدعاء» [30] .

اقول: ان التناول في الجواب، بمعني، الاخذ بقرينة اخذ «الاخذ بالاصابع» و أما «التناول» في السئوال، فيحتمل فيه أن يكون بمعني، الاخذ


و أن يكون بمعني الاكل، و لعل قضية ظهور مطابقة الجواب للسؤال، توجب ظهور ذلك، اعني «التناول» في السؤلا في الاخذ، بكونها قرينة علي انصراف التناول عن ظاهره.

و علي أي حال، فمقتضي قوله: «و قدره مثل الحمصة» أن التقدير «بالحمصة» بالنسبة الي الاخذ.

وروي في البحار عن مكارم الاخلاق عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: ان طين قبر الحسين (عليه السلام) مسكة مباركة من اكله من شيعتنا كان شفاء [31] له من كل داء و من كل اكله من عدونا يذوب [32] كما تذوب الالية، فاذا اكلت من طين قبر الحسين (عليه السلام) فقل: اللهم اني أسئلك بحق الملك الذي قبضها و بحق النبي الذي خزنها و بحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي فيه شفاء من كل داء و عافية من كل بلاء و امانا من كل خوف برحمتك يا ارحم الراحمين و صلي الله علي محمد و آله و سلم، و تقول ايضا: اللهم اني اشهد أن هذه التربة تربة وليك صلي الله عليه و آله [33] و اشهد أنها شفاء من كل داء و أمان من كل خوف لمن شئت (من خلقك [34] ) و لي برحمتك و أشهد أن كل ما قيل فيهم و فيها [35] هو الحق من عندك و صدق المرسلون [36] .


قوله (عليه السلام): مسكة مباركة» قال في «القاموس» المسكة ما يتمسك به و ما يمسك الابدان من الغذاء و الشراب و ما يتبلغ به منهما، و احتمل في «البحار» كون المسكة اشارة الي طيب ريحها [37] .

قوله (عليه السلام): «كما تذوب الالية قال في «القاموس»: الالية: العجيزة أو ما ركب العجز من شحم او لحم.

قوله (عليه السلام): «ثم تقول» قد مر الكلام في نظيره.

وروي في «البحار» عن «المصباح الزائرين» قال: يروي في أخذ التربة انك اذا أردت اخذها، فقم آخر الليل و اغتسل و ألبس أطهر ثيابك و تطيب بسعد و أدخل وقف عند الرأس وصل اربع ركعات تقرأ في الاولي منها الحمد مرة واحدي عشر مرة الاخلاص و في الثانية، الحمد مرة واحدي عشر مرة «القدر» و تقرء في الثانية: الحمد مرة واحدي عشر مرة الاخلاص و في الرابعة: الحمد مرة و اثنتي عشر مرة (اذا جاء نصر الله و الفتح) فاذا فرغت فاسجد، و قل في سجودك: ألف ألف [38] مرة، شكرا شكرا» ثم تقوم: و تتعلق بالضريح و تقول: يا مولاي يابن رسول الله اني آخذ من تربتك باذنك، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء و عزا من كل ذل و أمنا من كل خوف و غني من كل فقر لي و لجميع المومنين و تأخذ ثلاث أصابع، ثلاث قبضات و تجعلها في خرقة نظيفة و تختمها بخاتم فضة (فصه) [39] عقيق، نقشه


ما شاء الله لا قوة الا بالله استغفر الله، فاذا علم (الله) [40] منك صدق النية، يصعد معك في الثلاث قبضات سبعة مثاقيل لا تزيد و لا تنقص ترفعها لكل علة و تستعمل منها، وقت الحاجة، مثل الحمصة فانك تشفي ان شاء الله.

و في رواية اخري، تقرأ في الاولي: الحمد واحدي عشر مرة (قل يا ايها الكافرون) و في الثانية: الحمد واحدي عشر مرة «القدر» و تقنت فتقول: «لا اله الا الله عبودية و رقا لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و هزم الاحزاب وحده، سبحان الله ملك السموات السبع و الارضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و سبحانه الله رب العرش و صلي الله علي محمد و آله و سلام علي المرسلين و الحمد لله رب العالمين و تركع و تسجد و تصلي ركعتين الاخرين، تقرأ في الاولي «الحمد واحدي عشر مرة الاخلاص و في الثانية: الحمد واحدي عشر مرة (اذا جاء نصر الله و الفتح) و تقنت كما قنتت في الاوليين ثم تركع و تسجد، و تفعل كما تقدم في الرواية الاولي.

وروي في البحار عن فقه الرضا «طين قبر أبي عبدالله (عليه السلام) شفاء من كل علة الا السام [41] .

اقول: ان الاستدلال به مبني علي اعتبار فقه الرضا، كما عليه «المجلسيان» و غيرهما و هو غير ثابت، كما حررناه في الاصول [42] .


وروي في «البحار» عن «طب الائمة» بالاسناد عن جابر الجعفي قال: قال سمعت أباجعفر (عليه السلام) يقول: «طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء و أمان من كل خوف و هو لما اخذ له» [43] .

أقول: أن مقتضي قوله (عليه السلام) «و هو لما اخذ له» حصول مطلق الغرض المقصود باخذ التربة لاجله لكن ظاهر صدر الرواية اعني قوله (عليه السلام) طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء، هو كون المدار في الشفاء علي الاكل.

و أما قوله (عليه السلام): «و هو لما اخذ له» فيبعد كما البعد، كون المدار فيه علي الاكل، و الا لقال (عليه السلام): و هو لما اكل له، الا ان الحمل علي «الحمل» خلاف سوق الصدر، فهو من هذه الجهة بعيد. و اما قوله (عليه السلام): «و أمان من كل خوف» مردد بين كون المدار فيه علي «الاكل» او «الحمل» و قد تقدم في مثله ترجيح الحمل علي الاكل و علي الحمل علي الحمل بملاحظة سبق الشفاء و كون المدار فيه علي الأكل لكن. ها هنا، لما كان الظاهر كون المدار في قوله (عليه السلام): «و هو لما اخذ له» الحمل فلا يتاتي ترجيح الحمل علي الاكل.

وروي في البحار عن بعض، قال: اذا أردت أن تأخذ من التربة للعلاج بها و الاستشفاء فتباكي و تقول: بسم الله و بالله بحق هذه التربة المباركة و بحق الوصي الذي تواريه و بحق جده و أبيه و امه و أخيه و بحق أولاده الصادقين و بحق الملائكة المقيمين عند قبره ينتظرون نصرته صل


عليهم اجمعين واجعل لي و لاهلي و ولدي و اخوتي و أخواتي فيه الشفاء من كل داء و الامان من كل خوف و أوسع علينا في أرزاقنا و صحح به أبداننا انك علي كل شي ء قدير و أنت ارحم الراحمين صلي الله عليه و آله اجمعين [44] و سلم تسليما، و ان شئت فقل - اللهم اني اسألك بحق هذه التربة و بحق الملك الموكل بها و بحق من فيها و بحق النبي الذي خزنها أن تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل هذه التربة امانا لي من كل خوف و شفاء (لي) [45] من كل داء وسعة في الرزق انك علي كل شي ء قدير - و ان شئت فقل - اللهم اني أسئلك بحق الجناح الذي قبضها و الكف الذي قلبها و الامام المدفون فيها أن تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل لي فيه الشفاء و الامان من كل خوف [46] .



پاورقي

[1] البلد الامين ص 311 - 312.

[2] في البحار: اذهب به معي.

[3] بحار 122 - 120 :101 کتاب المزار باب تربته صلوات الله عليه ح 9 - کامل الزيارات ص 275.

[4] تهذيب: 26:2 - کامل الزيارات ص 285 - وسائل: 414:10 باب 72 ح 1 - بحار: 130:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 46.

[5] مصباح الطوسي ص 510 - مصباح الزائر ص 136.

[6] بحار 130:101 کتاب المزار باب تربته صلوات الله عليه ح 48.

[7] المصدر المذکور ح 49: و قوله «وجدت: الظاهر أنه من کلام سماعة لا صاحب کامل الزيارة، لذا روينا الروية علي الوجه المسطور و يرشد الي ذلک انه روي الرواية في البحار عن کامل الزيارة علي الوجه المسطور. ايضا منه ره.

[8] کامل الزيارات ص 275 - بحار 124 - 123 :101 ح 17 و 18 و 19.

[9] کامل الزيارات ص 275 - بحار 124 - 123 :101 ح 17 و 18 و 19.

[10] کامل الزيارات ص 275 - بحار 124:101 کتاب المزار باب تربته صلوات الله عليه ح 22.

[11] بحار 124:101 ح 22 کامل الزيارات ص 35 و الظاهر وقوع الاشتباه لأن الرواية المذکورة في «البحار» عن «کامل الزيارات» لا «مکارم الاخلاق» و رواية مکارم الاخلاق غير هذه الرواية.

[12] کامل الزيارات ص 280 - بحار 127:101 کتاب المزار باب تربته صلوات الله عليه ح 33 و قوله: «بواه» مهموز اللام من باب الثلاثي المجرد: اي نزل فيه، و يرشد اليه قوله: و الرسول الذي نزل في بعض الادعية المتقدمة، منه رحمه الله.

[13] مصباح الطوسي ص 280 -بحار 127:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 34.

[14] المصدر المذکور في البحار.

[15] کامل الزيارات ص 280 - بحار 127:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 35.

[16] بحار 127:101.

[17] الکافي ج 588:4 - کامل الزيارات ص 281 - بحار 128:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 37 - 36.

[18] في البحار: و يس و آيه الکرسي.

[19] ما بين () في البحار.

[20] کامل الزيارات ص 283 - وسائل الشيعة 416:10 و 417 باب 73 ح 1 - بحار 129 - 128 :101 باب تربته صلوات الله عليه ح 39.

[21] ما بين () في البحار.

[22] کامل الزيارات ص 284 - بحار 129:101 ح 40.

[23] المصدر المذکور - و قوله: «قال وروي» الظاهر بل بلا اشکال ان الضمير في «قال» راجع الي «الاب» و علي هذا المنوال، الحال في قوله: قال نسيت. منه ره.

[24] المصدر.

[25] فروع الکافي 265:6 باب اکل الطين ح 1 - کامل الزيارات ص 285 - بحار 129:101 ح 43 - العلل 219:2 باب علة النهي عن أکل الطين.

[26] کامل الزيرارات ص 285 بحار 130:101 ح 45 - بحار 154:60 کتاب السماء و العالم باب تحريم أکل الطين ح 11.

[27] في البحار لفظة «بي».

[28] في البحار لفظة «و لا محذورا) تهذيب 26:2، أمالي ابن‏الشيخ ص 201 - امالي الطوسي طبع نجف الاشرف 325:1 - وسائل 411:10 باب 70 ح 9 - بحار 119 - 118 :101 باب تربته صلوات الله عليه ح 2.

[29] امالي الطوسي طبع نجف الاشرف 326:1 - بحار 120:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 7.

[30] مکارم الاخلاق طبع ايران ص 189 - بحار 120:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 6.

[31] له شفاء: في البحار.

[32] في البحار: ذاب کما تذوب.

[33] ليس في البحار: «و آله».

[34] في البحار: (من خلقک).

[35] ليس في البحار: «و فيها».

[36] مکارم الاخلاق ص 189 - بحارالانوار 132:101 کتاب المزار باب تربته صلوات الله عليه ح 60.

[37] بحار: 132:101.

[38] ليس في البحار تکرار (الف).

[39] في البحار (فصه).

[40] في البحار: (علم الله).

[41] بحار: 131:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 58 و فيه «السام: الموت» - فقه الرضا: ص:46.

[42] کتابه في الاصول: «البشارات الاصول» و غيرها من الرسائل الاصولية الخمسة عشر المطبوعة.

[43] طب الائمة ص 52 طبع نجف الاشرف - بحار 131:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 59.

[44] في البحار: (الطيبين).

[45] في البحار: (لي).

[46] بحار 138:101 باب تربته صلوات الله عليه ح 82.