تفسير غريبه
«رب» الأمر: أصلحه، يعني هو يطلب فساد شأني و أنا أصلح أمره، و هو كناية عن مقابلة اساءته بالاحسان، و هذا من كرائم الاخلاق.
و «الحنق» (محركة): الغيظ.
و «يداب» (بفتح الياء، من باب منع خفف الهمره فقلبت الفاء): يجد و يتعب نفسه غيظا و يطلب لي الضراء.
و «ذاك الخلق مما لا أدبه»: لا اتحرك اليه. دب يدب بالكسر مشي علي هنيئة.
و «طن» الذباب: صوت، و الطنين كأمير صوته.
و «خبا»: سكن.
و «و غر الصدور»: حرها.
و «يشبه»: يشعله و يوقده.
و «يعيج»: يقيم و يرجع.
و «يثوب»: يرجع.
و «لبه»: عقله.
و «سار، يسور»: يقال سار الرجل الي امر اذا وثب اليه و ثار.
و «غب» الشي ء: عاقبته.
و قال:
اذا ما عضك الدهر فلا تجنح الي الخلق
و لا تسأل سوي الله تعالي قاسم الرزق
فلو عشت و طوقت من الغرب الي الشرق
لما صادقت من يقدر ان يسعد أو يشقي [1]
و قال عليه السلام:
الله يعلم أن ما بيدي يزيد لغيره
و بأنه لم يكتسبه بغيره و بميره
لو أنصف النفس الخؤون لقصرت سيره
و لكان ذلك منه أدني شره من خيره [2]
كذا بخط ابن الخشاب: «شره» بالاضافة، و أظنه و هما منه، لأنه لا معني له علي الاضافة، و المعني أنه لو انصف نفسه أدني الانصاف شره من خيره علي المفعولية، اي صار ذا خير، كذدا في كشف الغمة.
أقول و الظاهر ما عن ابن الخشاب، اذ الظاهر كون ادني اسم تفضيل من الدنو، و يبعد بل لا يصح كونه فعلا ماضيا من أدناه اذا قربه، و لا معني لما احتمله في كشف الغمة، كما لا يخفي.
قال ابومخنف: يقال غار الرجل و غار لهم و ما ربهم، و مار لهم و هي الغيرة و الميرة.
أقول: المعروف في اللغة أن الغيرة التي بمعني الميرة بالكسر فيهما، و لم أقف علي ضبط فتح العين و الميم فيهما.
و قال عليه السلام:
يا نكبات الدهر دولي دولي
و اقصري ان شئت أو أطيلي
رميتني رمية لا مقيل
بكل خطب فادح جليل
و كل عب ءأيد ثقيل
اول مارزئت بالرسول
و بعد بالطاهرة البتول
و الولد البر بنا الوصول
و بالشقيق الحسن الخليل
و البيت ذي التأويل و التنزيل
و زورنا المعروف من جبرئيل
فماله في الرزء من عديل
مالك عني اليوم من عدول
و حسبي الرحمن من هنيل [3]
«العب» بالكسر و الهمزة: الحمل و الثقل من كل شئي.
«الزور»: الزيارة.
تم اشعاره (ع) و هو عزير الوجود، ذكره في كشف الغمة عن أبي مخنف. و ذكر له ايضا اشعارا أخري.
و قال الشيخ كمال الدين بن طلحة في «مطالب السؤول» نقل أن أعرابيا دخل المسجد الحرام فوقف علي الحسن بن علي (عليهماالسلام) و حوله حلقة: فقال لبعض جلسائه: من هذا الرجل؟ فقال: الحسن بن علي (ع)، قال الاعرابي: اياه أردت، فقال له، و ما تصنع به يا اعرابي؟ فقال: بلغني أنهم يتكلمون و يعربون في كلامهم و اني قطعت بواديا و قفارا و أودية و جبالا و جئت لأطارحه الكلام و اسأله عن عويص العربية، فقال له جليس الحسن: ان كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب، و أوحي الي الحسين (ع)، فوقف عليه و سلم عليه و قال: ما حاجتك يا اعرابي؟ فقال: اني جئتك من الهرقل و الجعلل و الأنيم و الهمم، و تبسم الحسين (ع) و قال: يا اعرابي لقد تكلمت بكلام ما لا يعقله الا العالمون، فقال الاعرابي: و أقول اكثر من هذا، فهل تجيبني علي قدر كلامي؟ فقال له الحسين: قل ما شئت فاني مجيبك عنه: فقال الاعرابي: اني بدوي و اكثر كلامي الشعر و هو ديوان العرب، فقال له الحسين (ع) قل ما شئت، فأنشأ يقول:
هفا قلبي الي اللهو و قد ودع شرخيه
و قد كان أنيقا عفر تجراري ذيليه
علالات و لذات فياسقيا لعصريه
فلما عمم الشيب من الرأس نطاقيه
و أمسي قد عناني منه تجديد خضابيه
تسليت عن اللهو و ألفيت قناعيه
و في الدهر اعاجيب لمن يلبس حاليه
فلو يعمل ذو رأي أصيل فيه رأييه
لألقي عبرة منه له في كل عصريه
پاورقي
[1] همان، ص 244.
[2] همان.
[3] همان، ص 247.