بازگشت

بيانات


يمكن أن يقال ان هذه الرواية في اخبار الفريقين متواترة، و لعل طرفه في كتب الجمهور اكثر من كتب الشيعة. قال ابن حجر في الصواعق بعد نقله: أخرجه و أحمد و الترمذي عن أبي سعيد و الطبراني عن عمرو بن علي (ع) و جابر عن أبي هريرة و أسامة و البراء بن عدي و ابن مسعود، و في لفظ آخر: أخرجه ابن عساكر عن علي، و ابن عمر، و ابن ماجة، و الحاكم عن ابن عمر، و الطبراني عن قرة و مالك بن حويرث و الحاكم عن ابن مسعود مرفوعا: ابناي هذان


الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منها. و في لفظ آخر: أخرجه احمد و الترمذي و النسائي و ابن حبان عن حذيفة مرفوعا عنه (ص): «ما رأيت العارض الذي عرض لي قبل ذلك، هو ملك من الملائكة يهبط الي الارض قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي و يبشرني أن الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنة» و روي هذا الخبر بطرق كثيرة السيد الايد السيد سليمان القندوزي في «ينابيع المودة».

و في مناقب الشيخ الجليل ابن شهر آشوب: اجمع أهل القبلة علي أن النبي (ص) قال: الحسن و الحسين امامان قاما أو قعدا.

و أجمعوا أيضا أنه (ص) قال: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنه.

و روي بطرق عديدة أن رسول الله (ص) كان يخطب علي المنبر فجاء الحسن و الحسين و عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران، فنزل رسول الله من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه، ثم قال: انما اموالكم و اولادكم فتنة، لقد قمت اليهما و ما معي عقلي.

و في خبر: أولادنا أكبادنا يمشون علي الارض.

و من المشاهير قوله - صلي الله عليه و آله -: نعم الجمل جملكما و نعم الراكبان أنتما. و في خبر: أن النبي (ص) ترك لهما ذؤابتين في وسط رأسه، يعني به أن يأخذاهما حين يركبان علي كتفيه. و روي ابوهريرة، قال: رأيت النبي (ص) يمص لعاب الحسن و الحسين كما يمص الرجل التمرة، و قال (ص): «هما وديعتي في امتي»، و كان يفتح في الحسين (ع) ثم يقبله.

و قال الشيخ الجليل معتمد الفريقين، يحيي بن الحسن بن البطريق الحلي في كتاب «العمدة» المأخوذ أحاديثه كلها من الصحاح، بعد نقله شطرا مما نقلناه: اعلم أن النبي (ص) قد أبان سيادة الحسن و الحسين علي كافة الخلق، لأن سادة خلق الله أهل الجنة بلا خلاف، لأن الله سبحانه ما يختص بجنته الا الأنبياء و الأوصياء و أهل الايمان من ساير أهل الملل، و كلهم بلا خلاف لا يدخلون الجنة الا جرادا، مردا، شبابا و لا يدخلها شيخ و لا عجوز و لا كهل، و هذا لا خلاف فيه بين الأمة، و اذا ثبت لهما السيادة علي خيار خلق الله و هم أهل الجنة ثبت انهما خير الخليقة جميعا. فان قال قائل: ان علي ما أصلتموه يجب لهما السيادة علي رسول الله و علي ابيهما عليهماالسلام. قلنا: التفضيل و السيادة لا يطلع علي مقدارهما و حقيقة استحقاقهما الا الله سبحانه الذي يعلم الغيوب أو من يطلعه علي ذلك علام الغيوب، لأن قولنا: أفضل من فلان، معناه أن ثوابه اكثر من ثوابه و انه أعظم قدرا عندالله من غيره، و مقدار الثواب لا يطلع عليه الا علام الغيوب، و اذا أردنا معرفة ذلك فلا طريق لنا الا ما ورد النص به اما في آية او في خبر


صحيح من قبل النبي (ص)، لان الله اطلعه علي غيبه بدلالة قوله: «عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه احدا الا من ارتضي من رسول»، و اذا كان المرجع في ذلك الي ما يرد من النصوص من قبل النبي (ص) فقد قال (ص) مخبرا عن نفسه: أنا سيد ولد آدم و أنا سيد الانبياء، فقد خرج بهذه الأخبار و كذلك علي (ع) بقوله: «و أبوكما خير منكما»، و بقيت الأخبار الناطقة بسيادتهما علي شباب اهل الجنة، و هي من الصحاح التي لا يمكن الطعن فيها علي عمومها، و لا يمكن التخصيص فيها الا بنص مثل ما ورد عن نفسه و عن علي (ع) انتهي.

أقول: معني السيادة علي الخلق حصول مرتبة من الكمالات النفسانية لشخص بحيث لم تحصل لغيره، فلابد أن يكون حائزا لجميع الفضائل التي بها شرف الانسان و كماله، فلو قدر لأحد فضيلة لم تكن هو حائز لها لم يكن سيدا علي الاطلاق، فمعني السيادة علي الخلق حصول جميع كمالاتهم له، فالمراد بقوله (ص): أنا سيد ولد آدم و قوله (ع) علي سيد الأولياء و فاطمة سيدة النساء و الحسين سيدالشهداء أن كل منقبة و شرافة كانت للمضاف اليه فهي ثابتة للمضاف، و له خصائص ليست لهم. يدل علي ذلك استثناء ابني الخالة عيسي و يحيي، فانهما أوتيا الحكم صبيا، دون الحسنين (عليهماالسلام) فانهما لم يعطيا الامامة في الصباوة، فاستثناء هذه المنقبة دليل العموم و هو لا ينافي سيادتهما علي الاطلاق، اذا المناط جميع الفضائل، و لا ينافيه خروج منقبة واحدة كما لا يخفي. و منه يظهر معني ما ورد في بعض الأخبار من قوله (ص): «فاطمة سيدة النساء الا ما كانت لمريم بنت عمران»، اشارة الي أنها نفخت فيها من الروح الالهي و حبلت منه بلا زوج، و هذه لم يتفق لفاطمة و ان كانت فضائلها جمة، و هذا لاينا في سيادتها علي الاطلاق حتي علي مريم، فافهم و اغتنم.

و اما معني قوله صلي الله عليه و آله: «ابناي هذان امامان قاما او قعدا» فهو أن الامامة رياسة الهية و شرافة نفسانية، سواء باشر الأمر و قام به أم لا، قام بامر المسلمين أو قعد في بيته و فوض الي غيره، و هو تقدم نفس شريفة كاملة علي النفوس البشرية في السير الي الله و صيرورتها واسطة للفيض و وصولها الي النفوس السافلة و استمدادها من الحق بتوسيطه. و هذا المعني قد يطلق عليه النبوة أيضا، و لا فرق بينهما من هذه الجهة، و هو واسطة بقاء العالم، يشير الي ما ذكرنا الأخبار الكثيرة من طرقنا من أن الأرض لا تخلو من حجة و لن تخلو أبدا و الا لساخت الأرض، بأهلها، و هذه الطريقة الوسطي في اثبات الحاجة الي الامام حتي في زمان الغيبة الكبري، و اما سائر الطرق المذكورة في هذا الباب مثل التشبث بقاعدة اللطف و حاجة الخلق الي مبين الحلال و الحرام و من يرفع اختلافات القرآن مما ورد في الكافي و غيره من كتبنا و


احتجاجات قدمائنا مثل مناظرة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد فغير ناهض باثبات تمام المراد، و ان شئت فارجع الي ما ورد في باب ليلة القدر و نزول تفسير القرآن من كتاب الحجة للكليني.