بازگشت

بيانات


شرح حال اقامه ي ماتم و سوگواري فاطميات، اجمالا در حديث اول گذشت كه پلاس پوشيدند و گريبان پاره كرده و سيلي بر صورت زدند. و قاضي نعمان بصري در كتاب «دعائم الاسلام» از حضرت صادق (ع) روايت كرده كه تا يك سال شب و روز نوحه سرايي نمودند و سه سال در سوگواري بودند، و مسور بن مخزمه و جماعتي از اصحاب رسول خدا مي آمدند در مجلسس نياحه و خود را پنهان مي كردند و سر و رو بسته بودند كه شناخته نشوند و نوحه گري زنان را مي شنيدند و مي گريستند. و الحق طايفه ي بني هاشم داد مردانگي و غيرت تمام كردند در رعايت جلالت سيدالشهداء (ع).


و در تذكره ي سبط، مسطور است كه آل ابوطالب با بسياري ايشان بعد از وقعه ي طف نام يزيد به اولاد خود نگذاشتند مگر معاوية بن عبدالله بن جعفر كه پسر خود را «يزيد» ناميد و طالبيين به اين جهت او را مهجور نمودند.

مؤلف «الأربعين الحسينيه» العبد الحقير في عيون العلماء و الفقير في فنون الفضلاء الحاج ميرزا محمد القمي- ختم الله له بالحسني - با طبيعت و قريحه ي خامده، قصيده ي مرثيه اي به لسان حال فاطميات نظم نموده به اميد آن كه در عداد نوحه سرايان و مرثيه گويان سيد مظلومين محشور شود - ان شاء الله - و از نفوس شريفه ي ادباي عصر معذرت مي خواهد، زيرا كه نظم شعر فصيح خصوصا عربي از امثال حقير متوقع و معهود نيست و هيچ زمان در نظم شعر قدمي نداشته و علمي نيفراشته و در خلال تأليف اربعين، شايق شدم كه حديث ام ايمن و مرثيه ي فاطميات را نظم نمايم و اين توفيق را از تأييدات سبحاني دانم، و الله المستعان.



تجاوبت العنادل صائحات

علي اغصان ورد نائحات



و أجرين الدموع علي الخدود

و ذكرن العهود الماضيات



ألا قتل الحمامة اذ تغنت

فهيجت القلوب الهائمات



كتهييج المسافر في الاياب

الي الاوطان من ارض الفلات



و لكن الفواطم اذ وردن

المدينة من دمشق راجعات



تذكرن الأحبة بالطفوف

و قد ماتوا عطاشا بالفرات



و نادبة ترنم في المقال

بألحان تهد الراسيات



مدينة جدنا لاتقبلينا

رجعنا حاسرات خائبات



خرجنا منك بالأهلين جمعا

دخلنا لابنين و لا بنات



و نادت جدها و نعت أخاها

و ما أشجي صياح الناعيات



الا يا جدنا يا خير هاد

لقد أمست بناتك ضائعات



نوازل في الديار بغير أهل

ثواكل في البيوت الخاليات



و كل تشتكي ما قد أصابت

لفقدان الأحبة و الحمات [1]



و قائلة تذكر ما تلاقت

من الأحزان و الرزء البنات



أخيه تذكري يوما و ردنا

دمشقا نائحات باكيات



و يضربن العواهر بالدفوف

و يلعبن البغايا راقصات






كأن امامنا شرقت شموس

رؤوس بالدماء مقطرات



و في قدامهم رأس الحسين

علي أعلي الرماح العاليات



و لم أر قبل رمحك قط رمحا

تمكن من عناق المكرمات



و قد يتلو الكتاب فهل سمعت

خطيبا مصقعا فوق القناة



رزاياك الجليلة لا تناسي

و للأكباد قدما محرقات



و لو أنساك يوما لست أنسي

قضيبا في شفاه ذابلات



و لن أنساك يوما كيف أنسي

وقوفك في مقابلة العتاة



تذكرهم بأيام الوعيد

و تنذرهم بآي محكمات



و نستسقي بماء للرضيع

و لم يرضع بثدي المرضعات



فلو أنا عمينا اذ رأينا

و لم تطرف عيون الرامقات



عليلا في السلاسل مستكينا

حرائر في الحبال مربقات



فهل تذكرن يوما قد لقينا

نساء من امية مترفات



و هن اللابسات حرير محض

و نحن مسلبات عاريات



أقمن مآتما و لسن سودا

جزين الخير عنا في الغداة



فلا عمرت دمشق و نحن فيها

أقمنا و السبايا جائحات



فواعجبا من الدهر الخوؤن

و من أوضاع دور الدائرت



عواهر عبد شمس في الستور

طواهر هاشم بالساهرات



فتلك عواكف في خدر عز

و هن علي الملا مستخدمات



الا يا جيرتي فاتركن لومي

فما الثكلي تقاس بعاقلات



فهب أن الحسين أراد ملكا

فما ذنب النساء الطاهرات



أخي أحرمتنا يوم الفراق

و سعرت الصدور الزافرات



سألناك الرجوع لدي الوداع

فقلت تسليا للسائلات



فلو ترك القطا ليلا لناما

فهيوا للبلايا النازلات



ألا يا قاصدا جدث الحسين

أطل وقف المطية بالبيات



تزود منه كحلا للعيون

و أجل به غشاء الباصرات



عظام السبط في تلك البراري

لقد سحقت بخيل عاديات



و في قيعان طف عطر مسك

تفوح من الدماء اليابسات






و أنشأت الرباب رثاء حزن

و ترثي بعلها في الراثيات



حسينا واحسينا واحسينا

فلن أنسي الحسين الي الوفاة



تمكنت البقيع بغير ظل

لعهد عاهدت في السالفات



و أبدت ندبة أم البنينا

تؤثر في القلوب القاسيات



بأربعة فجعت و كيف يرجي

سلو الثاكلات الفاقدات



بقين نوادبا في كل يوم

و ليل في السنين التاليات



و لم يخضبن كفا بالحناء

بغير دماء وجه اللاطمات



و لا اكتحلت عيون بالمرود

سوي سكب الدموع الجاريات



و لا امتشطت نساء من قريش

سوي تسريح شعر الناشرات



و لم يوقدن نارا تحت قدر

سوي نيران حزن موقدات



و نشرح الأبيات و نشير الي بعض مشتملاتها:

التجاوب: تفاعل من الجواب.

و العنادل: جمع عندليب، و لا يخفي حسن المطلع و براعة الاستهلال و حسن التخلص الي المقصود و حسن التضمين للتبيين و هما لأم كلثوم.

و قوله: «نادت جدها» اشاره الي ما ورد من أنها اخذت بعضادتي باب الروضة النبوية و قالت يا جداه، اني ناعية اليك أبا عبدالله.

و في قوله: «رؤوس بالدماء مقطرات» اقواء و هو كون حركة الروي مخالفا لاعراب الكلمة و هو و ان كان يعد من عيوب الشعر الا أنه غير عزيز في اشعار الفصحاء مثل دعبل و الحميري و الرضي، و يأتي فيما بعده من الأبيات.

و قوله: «و لم أر قبيل رمحك» هذا تضمين شعر محمد بن يعقوب الأنباري بقصيدة اولها:



علو في الحيات و في الممات

لحق أنت احدي المعجزات



و في «و فيات الاعيان» انها أحسن ما يقول في رثاء المصلوب [2] ، و لما انشد ابن الانباري هذا البيت بحضرة الصاحب بن عباد، قام و قبل فاه. و لطافة هذه القصيدة دعتني الي نظم مرثية لمونا الحسين علي وزنه و قافيته، و بيت الأنبازي هكذا:



و لم أر قبل جذعك قط جذعا

تمكن من عناق المكرمات



و قوله: «خطيبا مصقعا» يقال: خطيب مصقع اي بليغ. قوله: «فلو أنا عمينا» لو للتمني، نحو


قوله تعالي: «ربما يود الذين كفروا كانوا مسلمين» و قوله: «لم تطرف» عطف علي «عينا» و قوله: «و هل تذكرن يوما...» اشارة الي ما ورد في كامل التواريخ و جملة من الكتب من دخول الفاطميات علي النساء الأمويات و كانت عليهن الملابس الفاخرة و الحلي و الحلل، فلما رأين الفاطميات نزعن ثياب الزينة و لبسن الثياب السود و أقمن ماتما، ثم بعد ذلك ألبس الفاطميات ملابس فاخرة كما في الكامل.

و يعجبني نقل رواية مناسبة لهذا المقام، رواها في الخرائج من ان اليهود سألوا النبي (ص) ان يبعث فاطمة الي عرسهم و الحوا عليه و قالوا: ان لنا حق الجوار، و اعتذر النبي بأنها زوجة علي و بحكمه، فسألوه أن يشفع الي علي (ع)، و قد جمع اليهود الحلي و الحلل و ظنوا ان فاطمة تدخل في بذلتها و أرادوا استهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب من الجنة و حلي و حلل لم يروا مثلها، فلبستها فاطمة و تعجب اليهود منها، و أسلم بسببها خلق كثير من اليهود. و دخلت عقيلة الهاشميين زينب علي اعدائها و عليها ارذل ثيابها. قوله: «و أنشاب الرباب...» مضي شرح حال الرباب في الحديث الحادي عشر و نقلنا مرثيتها أيضا. و قوله «تمكنت» أي اخذتها مكانا، فراجع هناك. و ام البنين اسمها فاطمة بنت خزام بن خالد بن ربيعة بن لوي بن كعب بن عامر بن كلاب خطبها عقيل لأميرالمؤمنين (ع) و كان عقيل نسابة، و قد قال له علي: انظر الي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب فتلدلي غلاما فارسا، فقال له: تزوج ام البنين الكلابية، فانه ليس في العرب أشجع من آبائها، و ولدت للأمير أربعة بنين: العباس و اخوته.

قال ابوالفرج: و كانت ام البنين ام هؤلاء و الأربعة الاخوة القتلي، تخرج الي البقيع فتندب بنيها اشحي ندبة و أحرقها، فتجتمع الناس اليها، و كان مروان يجيي ء فيمن يجيي ء فلا يزال يسمع ندبتها و يبكي، و اليها أشير في قوله «تؤثر...»، و الفاقدة من النساء من لم يبق لها ولد. و لا يخفي لطافة الابيات الاخيرة. و المرجو من ادباء العصر موازنة هذا القصيدة مع مرثية ابن الأنبازي و الحكم بين العشرين لا بين العصرين.



پاورقي

[1] و في انواب حزن شاکيات (ن خ) کذا ورد في النسخة.

[2] ابن خلکان: وفيات الاعيان، ج 3، ص 125.