بازگشت

الحديث 23


و بالسند المتصل الي الشيخ الأجل عمادالدين الطبري في كتاب «بشارة المصطفي» عن الاعمش، عن عطية العوفي، قال: خرجت مع جابر بن عبدالله الأنصاري زائرين قبر الحسين (ع)، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطي ء الفرات فاغتسل ثم اتزر بازار و ارتدي بأخر، ثم فتح صرة فيها سعد و نثرها علي بدنه، ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله، حتي اذا دنا من القبر قال ألمسنيه، فالمسته فخر علي القبر مغشيا عليه، فرششت عليه شيئا من الماء فأفاق و قال: يا حسين! (ثلاثا)، ثم قال: «حبيب لا يجيب حبيبه؟!» ثم قال: و أني لك بالجواب و قد شحطت او داجك علي أثباجك، و فرق بين بدنك و رأسك، فأشهد أنك ابن خير النبيين، و ابن سيد المؤمنين، و ابن حليف التقوي، و سليل الهدي، و خامس اصحاب الكساء، و ابن سيد النقباء، و ابن فاطمة سيدة النساء، مالك لا تكون هكذا و قد غذتك كف سيد المرسلين، و ربيت في حجر المتقين، و رضعت من ثدي الايمان، و فطمت بالاسلام، طبت حيا و طبت ميتا، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، و لا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله و رضوانه، و أشهد انك مضيت علي ما مضي عليه اخوك يحيي بن زكريا، ثم جال ببصره حول القبر و قال: السلام عليكم ايتها الأرواح التي حلت بفناء قبر الحسين و أناخت برحله، أشهد انكم أقمتم الصلوة، و اتيتم الزكوة، و أمرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، و جاهدتم الملحدين، و عبدتم الله حتي أتيكم اليقين، و الذي بعث محمدا بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، فقال عطية: فقلت: كيف و لم نهبط واديا، و لم نعل جبلا، و لم نضرب بسيف، و القوم قد فرق بين رؤوسهم و ابدانهم و اولادهم و أرملت الأزواج؟ فقال لي: يا عطية، سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول: «من أحب قوما حشر معهم، و من أحب عمل قوم شرك في عملمهم»، و الذي بعث محمدا بالحق نيتي و نية اصحابي علي ما مضي عليه الحسين و أصحابه، خذوني نحو


ابيات «كوفان»، فلما صرنا في بعض الطريق، فقال لي: يا عطية، هل اوصيك؟ و ما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك، أحب محب آل محمد ما احبهم، و أبغض مبغض آل محمد ما أبغضهم و ان كان صواما قواما، و ارفق بمحب آل محمد، فانه ان تزل [لهم] قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم أخري بمحبتهم، فان محبهم يعود الي الجنة و مبغضهم يعود الي النار. [1] .


پاورقي

[1] مجلسي: بحارالأنوار، ج 65، ص 130؛ طبري: بشارة المصطفي، ص 82.