بازگشت

بيان


علماي اعلام در فهم مراد از اين حديث شريف نيز اختلاف كرده اند، و ظاهرا مراد اين باشد كه از آثار شهادت حضرت حسين اين شد كه خلفاي جور بر مردم مسلط شدند و دولت از اهل حق و ائمه ي هدي گرديد و ديگر تا زمان قيام قائم [عج] مردم اسلام موفق نشوند كه در عيد اضحي و عيد فطر با امام به حق نماز عيدين گزارند و موفق هم نشدند، زيرا كه بعد از


وقعه ي كربلا هيچ اتفاق نيفتاد كه يكي از ائمه ي اثنا عشر امامت نماز عيدين براي مسلمين نموده باشند، و در حقيقت اين حديث، معجزه ي ثابته اي است كه جناب صادق (ع) اخبار نموده كه مردم بعد از شهادت موفق نشوند كه با امام معصومي نماز عيد به جا آورند، و همين طور تا آخر زمان ائمه ي اثناعشر واقع شد.

قال المجلسي في بيان الحديث: «عدم توفقهم للفطر و الأضحي اما لاشتباه الهلال في كثير من الأزمان من هذين الشهرين كما فهمه الأكثر، او لأنهم لعدم ظهور ائمة الحق و عدم استيلائهم لا يوفقون للصلوتين، اما كاملة او مطلقا، بناء علي اشتراط الامام، او يخص الحكم بالعامة كما هو الظاهر، و الاخير عندي أظهر، و الله يعلم».

و لا يخفي ما فيه. و قال المحدث الخبير الكاشاني في «الوافي» [1] : و لعل المراد بعدم التوفيق لهما، عدم الفوز بجوائزهما و فوائد هما و ما فيهما من الخيرات و البركات في الدنيا و الاخرة. و ربما يخطر ببعض الأذهان ان المراد به اشتباه الهلال عليهم، او المراد عدم توفيقهم للاتيان بالصلاة علي وجهها بآدابها و سننها و شرائطها، كما كانت علي عهد رسول الله (ص)، و قد تهيأ لهما ابوالحسن الرضا (ع) في زمن المأمون فحالوا بينه و بين اتمامها. و في كل من المعنيين قصور، اما الأول فلعدم مساعدة المشاهدة، فان الاشتباه ليس بدائم، مع أنه لا يضر، لاستبانة حكمه و عدم منافاته لاكثر الصوم، و عدم اختصاصه بالمدعو عليهم، اما الثاني فلعدم، مساعدة الخبر الأخير، فان الصلوة غير الصوم و الفطر، و كيف كان فالدعوة مختصة بالمتحيرين الضالين من المخالفين».

و اشار بقوله: «الخبر الأخير» الي ما ورد في آخر: «لا وفقكم الله لصوم و لا فطر».

و روي في «الكافي» عن أبي جعفر الجواد (ع)، حيث سأله الراوي عن الصوم: جعلت فداك، ما تقول في الصوم؟ فانه روي أنهم لا يوفقون لصوم، فقال: اما انه قد اجيبت دعوة الملك فيهم، قلت: فكيف ذلك جعلت فداك؟ قال: ان الناس لما قتلوا الحسين (ع)، امر الله ملكا ينادي ايتها الأمة الظالمة القاتلة لعترة نبيها، لا وفقكم الله لصوم و لا فطر. و هو - ره - لم يذكر شيئا غير التحير في معني الخبرين.

و قال الفاضل القزويني في «تظلم الزهراء»: الأقرب أن عدم التوفيق للصوم أنهم يفطرون قبل الغروب و ذهاب الحمرة عن قمة الرأس، علي ما شاهدنا من أنهم قائلون باستحباب تقديم الافطار علي الصلوة، و الشايع بينهم تعجيل الصلوة قبل الغروب فكيف بالافطار؟! و هذا


هو عين عدم التوفيق لفطر علي ما في بعض الروايات. و عدم التوفيق للأضحي عدم توفيقهم للحج، لتركهم حج التمتع و طواف النساء، و ذلك واضح.

و هو ساقط عن الاعتبار، و ما نسبه اليهم لا مأخذ له، و لم ينكروا حج المتمتع و لا طواف النساء او العدول الي التمتع من حج القرآن، و علي كل حال فلا ربط له بالأضحي.

و الذي يظهر ان المراد بدعاء الملك حرمان الناس عن بركات الصلوة مع الامام الحق في العيدين، و ان هذا الحرمان شمل جميع الأمة بسبب قتل الحسين (ع) كما أن قتله صار سببا لطول ابتلاء الشيعة الي أن يقول القائم، و اليه اشار الصادق (ع) بقوله: «لا جرم ما وفقوا و لا يوفقون» و لذا لم يتفق للأمة بعد قتل الحسين (ع) صلوة عيد للناس مع الائمة الطاهرين من ولده علي مرور الأزمان، حتي ان المأمون في ايامه استدعي عن مولينا الرضا (ع) أن يخرج الي صلوة عيد الفطر، فلما تهيأ و خرج، أعاده من اثناء الطريق و لم يوفق الناس للصلوة معه. نعم قد ورد في «التهذيب» رواية عن محمد بن قيس عن الباقر (ع): «أنه كان اذا صلي بالناس صلوة فطر او اضحي خفض من صوته...» [2] و ظاهره ينافي ما ذكرنا، و هو مخالف للسيرة المعهودة المعلومة الأموية، الا أن يكون المراد صلوته بخواص اصحابه سرا. و يؤكد ما ذكرنا ما رواه المشايخ الثلثة عن عبدالله بن دينار عن أبي جعفر (ع) قال: قال يا عبدالله! ما من عيد للمسلمين عيد أضحي و لا فطر الا و هو يجدد لآل محمد فيه حزن. قلت: و لم ذاك؟ لأنهم يرون حقهم في يد غيرهم [3] .

و اما رواية «لا يوفقون لصوم» فظني انه تحريف أضحي، و ان كان ما رويناه عن «الكافي» يبعده، و لكن يقربه ما رواه في العلل عنه (ع) و في آخره و في رواية اخري: «لفطر و لا أضحي»، و الله تعالي و حججه اعلم.

و روي السيد رضي الدين بن طاووس - رضي الله عنه - في «الاقبال» باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاري، قال: «كنت بالمدينة و قد ولاها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معاوية و كان شهر رمضان، فلما كان في آخر ليلة منه امر مناديه أن ينادي بالناس في الخروج الي البقيع لصلوة العيد، فغدوت من منزلي أريد الي سيدي علي بن الحسين (ع)، فما مررت بسكة من سكك المدينة الا رأيت أهلها خارجين الي البقيع، و يقولون: أين تريد يا جابر؟ فأقول: الي مسجد الرسول الله (ص)، حتي أتيت المسجد فدخلته، فما وجدت فيه الا سيدي علي بن
الحسين قائم يصلي صلوة الفجر، فلما فرغ سجد سجدة الشكر...» [4] الخبر.

و دخل سويد بن غفلة علي اميرالمؤمنين (ع) يوم عيد فاذا عنده فاتور عليه خبز السمرآء و صحفة فيها خطيفة و ملبنة، فقلت: يا اميرالمؤمنين يوم عيد و خطيفة؟ فقال: انما هذا عيد من غفرله. و الفاتور: الخوان، و الخطيفة: لبن يطبخ بدقيق. [5] .

و في «روضة الواعظين» عن اميرالمؤمنين (ع): «كل يوم لا يعصي الله فيه فهو يوم عيد». [6] .



پاورقي

[1] فيض کاشاني: وافي، ج 3، ص 199، چاپ محمدمهدي تاجر کتابفروش.

[2] بروجردي، حاج آقا حسين: جامع احاديث الشيعه، ج 6، ص 268، به نقل از تهذيب، ج 335.

[3] صدوق: من لا يحضره الفقيه، ص 1، ص 324، چاپ دارالکتب الاسلامية، تهران.

[4] علي بن طاوس: اقبال الاعمال، ص 215، چاپ دارالکتب الاسلامية، تهران.

[5] مجلسي: بحارالأنوار، ج 40، ص 326؛ ابن شهر آشوب: مناقب آل ابي‏طالب، ج 1، ص 306 - 305.

[6] ابن ابي الحديد، شرح نهج‏البلاغة، ج 20، ص 73؛ نهج‏البلاغة، حکمت 428.