بازگشت

تأسيس خط المقاومة


لو استقام الامر للطغاة من دون مراقب و معترض وثائر لوحّدوا الاُمة علي اتجاه واحد، ولجمعوا كلمتهم علي رأي واحد ولعبّاوهم نحو هدف واحد، لم يكن للدين فيها موقع ولم تغب للسلطان فيها منفعة ، معبأة في طاعة السلطان ، فارغة من طاعة الله، و غالباً ما تكون عمليات التحريف التي تمر بها الاديان السماوية علي أيدي الحكّام الذين مسخرة لخدمة مقامهم ، وهذا الفعل يساوق عملية التحريف وهو الغاء للدين و اضلال للاُمة ثم استعبادها.

أما تحقيق الاهداف الإلهية للدين لا تتم إلاّ باجتباء المولي من يعرف عبوديته وإخلاصهم ومؤهلاتهم الاُخري لمقام الإمامة ، وقد كان ذلك في الاديان السابقة ، و في الإسلام كانت الإمامة للائمة من العترة الطاهرة ، و الحسين (ع) أحد الائمة الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً، ولكنه منع من ممارسة دوره ، و منعت الاُمة من انتخابه ، فهل يترك الاُمة طعمة لبني اُمية و هي تسير بها باتجاه خطير و مقلق و هو إمام المسلمين ، يري ان عليه ان يقف بوجه هذا الانحراف الذي يستهدف وجود الإسلام ؟

لم يكتف الإمام الحسين (ع) بالقيام و التضحية بنفسه و أهل بيته في مشروعه للدفاع عن الإسلام و صيانته للفترة الزمنيّة التي عاشها، و إنّما قام برسم خارطة لبناء اُمة أمينة ، تلتزم الحق ّ قادرة علي حفظ الخط ّالاصيل للإسلام تكون العلامة و الدليل علي طول التاريخ الإسلامي لبيان الدين الحق ّ الذي جاء به النبي (ص) واراده الله لعباده و فرزه عن الدين المزيّف الذي اوجده الاُمويون .

اُمة تتحرك بهدي القرآن و السنّة النبوية ، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر كما في قوله تعالي :

(ولتكن منكم اُمة يدعون الي الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و اُولئك هم المفلحون - ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و اُولئك لهم عذاب عظيم ).

و نتيجة لثورة الإمام الحسين (ع) و ما أفرزته من فكر إصلاحي ومقاومة واتجاه مقاوم ؛ حدث توازن للقوي الاجتماعية التي كادت ان تكون طرفاً واحداً يضيع معه الإسلام .

و تحققت اهداف الثورة بقيام طائفة ، أخذت علي عاتقها مواجهة الجائرين للدفاع عن الإسلام . والاُمة بشكل منظّم و معبّأ، تتحرك علي منهج واضح وشعارات اصيلة واهداف مقدّسة .

فالإمام الحسين (ع) أوجد اُمة صالحة وكتلة مؤمنة ، علمها طريق المواجهة و المقاومة ، و عيّن لها الاتجاه ، وترك الحكم الاُموي لا يعرف الاستقرار والهدوء، فالاُمّة منفصلة عنهم انفصال رفض تام .