بازگشت

اقصاء الاسلام عن الحياة


اراد الله تعالي لدينه عقيدة وشريعة ان يكونا ظابطة لفكر و سلوك الإنسان ، وجعل من أنبيائه و اوليائه أئمة ليكونوا قادة العباد وساسة الاُمة ، و جاء في الحديث النبوي : «كان بنوا إسرائيل تسوسهم الانبياء كلما ملك نبي خلفه نبي ».

السياسة الدينيّة تعتقد أن الاُمة أمانة ، والإمام أمين عليها، و يتولّي قيادتها علي خط الهدي باتجاه رضا الله و رضوانه ، ويتم هذا بولاية امرها و تعليمها الكتاب و الحكمة و هدايتها الي العمل الصالح ، ومنعها عن الاعمال المانعة من الوصول الي الله. و تجنّبها الفتن و الشكوك بنشر المعرفة ، والحكم في المجتمع و إرادته وفق الشريعة الإلهية (فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع اهواءهم عمّا جاءك من الحق ّ).

ولكن يمكن ان يتعرض الانبياء أو الائمة (ع) لحالات اضطهاد و استضعاف في غفلة من الاُمة أو جهل لما يؤدي إليه هذا الامر من ضرّر علي المجتمع فردا و جماعة ، وعلي الدين من أهداف وغايات كبري .

فعزل الائمة (ع) امر ممكن ، و قد عزل عن تنفيذ مقام الإمامة بعض الانبياء وكذلك منع الانبياء: اوالائمة : عن ممارسة دورهم في قيادة المجتمع علي المستويات المذكورة ، و إلقاؤهم في السجون او قتلهم ومحاولة إلغاء دورهم وقدرة تأثيرهم .

والتاريخ يشهد علي الذين شغلوا مقام الائمة (ع) بالغوا في إزوائهم و إبعادهم عن مسرح الحياة ، وأحيانا يحاولون ان يضيّعوا اسماءهم فضلاً عن مبدئهم و رسالتهم ، وهذا الامر لوقدّر له الانفراد في الساحة الفكرية كما هو الحال في السلطة فسينتهي الامر الي سيادة ثقافة الحكّام واختفاءالرسالة الإلهية الاصيلة ،وهذه أحد وسائل تحريف الاديان و تفريغها من محتواها وتغيير اتجاهها.

وأراد الاُمويون للرسالة الإسلامية هذا المصير و هذه النهاية .

ففي عصر الإمام الحسين (ع) كان الإسلام مستهدفاً، والمواقف الاُموية من القرآن والنبي (ص) وعترته واصحابه ومدينته وبيت اللهالحرام . كلها تشير علي الاتجاه و الاهداف العدائية التي يقصدونها في حركتهم ، وخلقوا اجواءً إرهابية لدعم مخططهم العدائي تدعمه مجموعة وعاظ السلطة واصحاب الاطماع والمتخاذلون الذين لا يبالون ولايهتمون بأمر الدين ، و ما يتعرض له من تهديد إذا ضمنت مصالحهم .

ففي هذه الاجواء المملوءة بالإرهاب وهذه الانحرافات الكبيرة عن الإسلام ، والمخاطر المحيطة بالاُمة و رجالاتها المخلصين ، والهجمة الشرسة علي الإسلام عقيدة و شريعة كان إمام المسلمين الحسين (ع) و هو المسؤول عن صيانة الدين من التحريف و الاُمة من الانحراف ، وقد دُعي لبيعة يزيد بن معاوية الذي عرفته الاُمة بالفجور و شرب الخمر، و قد ذكره الحاجز في كتاب التاج بقوله :

«و كان ملوك الإسلام من يدمن علي شربه الخمر، يزيد بن معاوية ، وكان لايمسي إلاّ سكران و لايصبح إلاّ مخموراً».