بازگشت

المقدمة


لا شك أن رسالة الإسلام اعظم واكمل الرسالات الإلهية التي بعث الله بها خير خلقه علي الإطلاق ، وكانت أحد أهدافها الرئيسية إقامة العدل و مواجهة الظلم بكل ّ انواعه واتجاهاته . ليهنأ الإنسان و يعيش بكرامة ،وتتوفر له فرصة التحرك في مدارج الكمال .

و لم تكن هذه المسألة خطابا او شعاراً استهلاكياً للحصول علي اكثر أنصار، و إنّما هي استراتيجية الإسلام في حركته نحو سعادة الإنسانية و إدارة الحياة و تنظيم الحقوق ، و قد كان كتاب الله صريحاً في هذا المجال و الحديث و السلوك النبوي نموذجاً تطبيقياً لما جاء به الوحي .

و الإمامة بعد رسول الله (ص) كانت المنهج الذي يحفظ الإسلام في حركته الفكرية و التطبيقية باتجاه أهداف الإسلام ليمتد الي كل ّ الاجيال و كل ّ الناس .

إلاّ أن التحرك غير المسؤول الذي تلي رحلة الرسول (ص) من بعض الصحابة أدي الي تغيير الواقع الإسلامي ، و اتجاه حركة الاُمة الإسلامية و نفوذ أعداء الدين ، و هذه نقطة بداية المأساة و حلول الكارثة ؛ حيث لم تكتف بالسيطرة علي الحكم فحسب و إنّما قامت باحتلال موقع النبوة و الإمامة ، و بدأت تتخبط بشكل أضرّ بالإسلام فكرياً وعملياً، لالتزام الاجيال التي تكترث باقوالهم و افعالهم باعتبارها تمثل الدين و جزءً من نصوصه المقدسة ، و لم تنته ِ المسألة الي هذا الحد، و إنّما قاموا بعمليات إقصاء للاسس التي يمكن الرجوع اليها لتقويم المسيرة فشملت :

1 - إقصاء القرآن من الحياة ، بتفسيره وفق هوي الحاكم .

2 - إقصاء السنّة النبوية الشريفة .بمنع تدوينها ومنع المخلصين من الصحابة بنشر الحديث النبوي ، وإعطاء المجال واسعاً للدخلاء علي الإسلام لنشر اباطيلهم و أكاذيبهم .

3 - إقصاء الإمام الشرعي الذي اختاره الله تعالي للاُمة بعد الرسول (ص).