بازگشت

معاني خروج حرائر آل البيت


بقي ان نسجل ما كشفته الاحداث عن معاني خروج حرائر اهل البيت عليهم السلام مع الحسين بالاضافه الي ما سبق ذكره من معان. لقد قتل الحسين (ع) ولم يشهد احد من المومنين هذه الجريمه الا حرائر اهل بيت النبوه، من ينعاك اذا يا ابا عبداللّه الا بنات علي وفاطمه؟، ها هي زينب (ع) حتي تمر بالحسين (ع) صريعا فتبكيه، وتقول: (يا محمداه يا محمداه صلي عليك ملائكه السماء هذا الحسين بالعرا مرمل بالدما مقطع الاعضا، يا محمداه وبناتك سبايا وذريتك مقتله تسفي عليها الصبا. فابكت واللّه كل عدو وصديق) [1] .

ثم ها هي اسيره في مجلس ابن زياد، فيسال: (من هذه الجالسه؟. فلم تكلمه، فقال ذلك ثلاثا كل ذلك لا تكلمه، فقال بعض امائها: هذه زينب ابنه فاطمه. فقال لها عبيداللّه: الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم.فقالت: الحمد للّه الذي اكرمنا بمحمد صلي اللّه عليه وسلم وطهرنا تطهيرا لا كما تقول انت، انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر. قال: كيف رايت صنع اللّه باهل بيتك؟. قالت: كتب عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم وسيجمع اللّه بينك وبينهم فتحاجون اليه وتخاصمون عنده. قال: فغضب ابن زياد واستشاط. قال له عمر بن حريث: اصلح اللّه الامير انما هي امراه، وهل تواخذ المراه بشي ء من منطقها(....) [2] فقال لها ابن زياد: قد اشفي اللّه نفسي من طاغيتك والعصاه والمرده من اهل بيتك. فبكت ثم قالت: لعمري لقد قتلت كهلي وابرت اهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت) [3] .

لقد كان الامام السجاد (علي بن الحسين) (ع) في هذه اللحظات مريضا، وما كان يقدر علي الرد والكلام، ولو كان يقدر علي الكلام وجاوبهم لقتلوه، ولكان بذلك انقطع خط الامامه وكان لا بد من جواب حاضر يخرس السنه الكذابين الضالين المضلين، وهذا الدور كان دور عقيله اهل البيت عليهم السلام زينب بنت علي، فها هي تدافع عن الامام زين العابدين حينما هم هولاء الفجره بقتله والاجهاز عليه.

يروي الطبري، عن الروان ان احدهم قال: (اني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه علي بن الحسين فقال له: ما اسمك؟.

قال: علي بن الحسين. قال: اولم يقتل اللّه علي بن الحسين؟.

فسكت، فقال له ابن زياد: مالك لا تتكلم؟ قال: كان لي اخ يقال له ايضا علي فقتله الناس. قال: ان اللّه قتله. فسكت علي فقال له مالك: لا تتكلم؟. قال: (اللّه يتوفي الانفس حين موتها)«الزمر/42»، (وما كان لنفس ان تموت الا باذن اللّه)«آل عمران/45». قال: واللّه انت واللّه منهم(......) [4] فقال: اقتله، فقال علي بن الحسين: من توكل بهولاء النسوه؟ وتعلقت به زينب عمته فقالت: يا ابن زياد حسبك منا اما رويت من دمائنا؟ وهل ابقيت منا احدا؟ قال: فاعتنقته، فقالت: اسالك باللّه ان كنت مومنا ان قتلته لما قتلتني معه(....) [5] فنظر اليها ساعه ثم نظر الي القوم فقال: عجبا للرحم، واللّه اني لاظنها ودت لو انني قتلته اني قتلتها معه، دعوا الغلام) [6] .

ها هو الدعي ابن الدعي يكذب علي اللّه ويقول ان (اللّه قتل علي بن الحسين)، اذا بنو اميه ينفذون امر اللّه واللّه يريد استئصال آل بيت محمد (كبرت كلمه تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا) «الكهف/5»، ثم يتمادي في كفره وطغيانه فيامر بقتل زين العابدين (ع) لانه منهم، اي من اهل البيت عالم بفقههم ورويتهم، وناطق بالحق، فمن قتل هم الناس ومن اجرم هم الناس وهم الذين يستحقون العقاب. وها هي عقيله آل البيت تفدي الامام السجاد بنفسها فيخجل هذا الفرعون من نفسه، فيامر بالكف عن زين العابدين.

وفي الكوفه ايضا برز دور حرائر آل البيت، فها هي ام كلثوم بنت امير المومنين الامام علي (ع) تخاطب المتخاذلين عن نصره الامام الحسين (ع) وقد رات دموع التماسيح في اعينهم، فاومات الي الناس ان اسكتوا، فلما سكنت الانفاس وهدات الاجراس قالت بعد حمد اللّه والصلاه علي رسوله: (اما بعد يا اهل الكوفه، ويا اهل الختل والغدر والخذل والمكر، الا فلا رقات العبره ولا هدات الزفره، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوه انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم، هل فيكم الا الصلف والعجب والشنف والكذب وملق الاماء وغمر الاعداء كمرعي علي دمنه او كفضه علي ملحوده، الا بئس ما قدمت لكم انفسكم ان سخط اللّه عليكم وفي العذاب انتم خالدون.

اتبكون اخي؟، اجل واللّه، فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقد بليتم بعارها ومنيتم بشنارها ولن ترخصوها ابدا واني ترخصون قتل سليل خاتم النبوه ومعدن الرساله وسيد شباب اهل الجنه وملاذ حربكم ومعاذ حزبكم ومقر سلمكم ومفزع نازلتكم والمرجع اليه عند مقالتكم ومنار حجتكم، الا ساء ما قدمتم لانفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم فتعسا تعسا ونكسا نكسا، لقد خاب السعي وتبت الايدي وخسرت الصفقه وبوتم بغضب من اللّه وضربت عليكم الذله والمسكنه. اتدرون ويلكم اي كبد لمحمد فريتم واي عهد نكثتم واي حرمه له انتهكتم واي دم له سفكتم، لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا، لقد جئتم، جئتم بها شوهاء خرقاء كطلاع الارض ومل ء السماء، افعجبتم ان قطرت السماء دما ولعذاب الاخره اخزي وانتم لا تنصرون، فلا يستخفنكم المهل فانه عز وجل لا يحفزه البدار ولا يخشي عليه فوت الثار كلا ان ربكم لبالمرصاد. ثم انشات تقول:

ماذا تقولون، اذ قال النبي لكم:

ماذا صنعتم وانتم آخر الامم باهل بيتي واولادي وتكرمتي منهم اساري ومنهم ضرجوا بدم!؟ ما كان ذاك جزائي اذ نصحت لكم ان تخلفوني بسوء في ذوي رحم!؟ اني لاخشي عليكم ان يحل بكم مثل العذاب الذي اودي علي ارم).

قال الراوي: (رايت الناس حياري يبكون وقد ردوا ايديهم في افواههم، فقال علي بن الحسين (ع): يا عمه اسكتي، فنحن الباقي من الماضي اعتبار، وانت بحمد اللّه عالمه غير معلمه ان البكاء والحنين لا يردان من قد اباده الدهر) [7] .

اما عقيله اهل البيت زينب سلام اللّه عليها فقد حملت عب ء مواجهه الطاغيه يزيد في عقر داره ومن كان يقدر علي هذه المواجهه غيرها؟، الم يروي عن رسول اللّه (ص) انه قال: (سيد الشهداء حمزه ورجل وقف عند امام جائر فوعظه ونهاه فقتله)، وما كان فضل مومن آل فرعون حين جبه الطاغيه بكلمات الحق سوي انه كان منهم وواجههم في عقر دارهم. لم يقتل بين يدي مومن آل فرعون اثنان وسبعون من خيره الرجال، ولا كان يعيش جزءا واحدا من الحاله التي عاشتها زينب ولا وجه للمقارنه، هو كان منهم وهذه لها حسابها في ادخال بعض الامان عليه، اما العقيله فكانت من اعداء القوم الذين لا يردعهم شرف ولا ضمير، وها هو يزيد القرود يستقبل وفد الرووس، واضعا راس الحسين بين يدي متمثلا بقول شاعر المشركين، بعد معركه احد:

ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرع من وقع الاسل فاهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا لي هنيا لا تسل حين حكت بفناء بركها واستحر القتل في عبد الاسل قد قتلنا الضعف من اشرافكم وعدلنا ميل بدر فاعتدل [8] انها حميه الجاهليه اصبحت تقود هذه الامه التعسه التي انخذلت عن قاده الحق واتبعت الباطل، هذه الامه التي نسيت قول ربها (وكنتم علي شفا حفره من النار فانقذكم منها) «آل عمران/103» برساله محمد (ص) وجهاده وصبره واخلاصه للّه عز وجل، هذه الرساله التي ضحي من اجلها علي بن ابي طالب، ووتر الاقربين والابعدين، فكان سيفه عاملا حاسما في نصره هذا الدين العظيم، هل نسي المسلمون عليا؟، هل نسوا حمزه سيد الشهداء؟، هل نسوا جعفر الطيار الشهيد العظيم؟، نعم نسوا واسلموا قيادهم لابن (آكله الاكباد) بغير عدل انشاه فيهم، ولا قيم فاضله دافع عنها، ولا تضحيه واحده في سبيل اللّه، بل عناد وكفر والحاد حتي جاء الحق وظهر امر اللّه وهم كارهون، ثم ها هم يستلمون دوله محمد وآل محمد غنيمه بارده، ولا يكتفون بهذا، بل كانت نار الحقد والانتقام تغلي في صدورهم طلبا لثار كفارهم يوم بدر الذين قتلوا علي يد سادات اهل البيت سلام اللّه عليهم فوجدوا من يعينهم علي اخذ الثار ويقول يزيد:

(قد قتلنا الضعف من اشرافكم وعدلنا ميل بدر فاعتدل) فهنيئا لكم بني اميه ثاركم من محمد وآل محمد.. وهنيئا لمن آزركم ونصركم.. وهنيئا لمن رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع اللّه علي قلوبهم فهم لا يفقهون.. وهنيئا لمن سكت عن آثام حزب بني اميه من يومها الي يومنا هذا.. كلهم شركاء، الا لعنه اللّه علي الظالمين (الذين يصدون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجا وهم بالاخره كافرون) «الاعراف/45» ان يوم الفصل ميقاتهم اجمعين (ثم يوم القيامه يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا وماواكم النار وما لكم من ناصرين) «العنكبوت/25».

ولكن كان لا بد من رد فالمعني لا يواجهه الا المعني، اذا كان الاسلام العظيم قد احرق اللات والعزي ومناه الثالثه الاخري، فقد كان ذلك يوم آمن الناس ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه، انه المعني الصحيح يحطم المعني الزائف. ثم جاءت مرحله بني اميه الي يومنا هذا حيث توارت هذه الاصنام وتغلفت خلف بعض الشعارات الاسلاميه الزائفه، وكان لا بد من رد. وها هي عقيله آل البيت تنبري، ولا نقول كمومن آل فرعون فهي سلام اللّه عليها من آل محمد لا من آل فرعون، وهي ترد علي الظالم المنتصر وامام عينيها اثنان وسبعون راسا، فاين مومن آل فرعون من مومن آل محمد؟!.

يقول الرواه [9] : (فلما رات زينب ذلك فاهوت الي جيبها فشقته، ثم نادت بصوت حزين تقرع القلوب: يا حسيناه! يا حبيب رسول اللّه! يا ابن مكه ومني! يا ابن فاطمه الزهراء سيده النساء! يا ابن محمد المصطفي).قال الراوي: فابكت واللّه كل من كان، ويزيد ساكت، ثم قامت علي قدميها، واشرفت علي المجلس، وشرعت في الخطبه، اظهارا لكمالات محمد (ص)، واعلانا بانا نصبر لرضاء اللّه، لا لخوف ولا دهشه، فقامت اليه زينب بنت علي وامها فاطمه بنت رسول اللّه وقالت:

(الحمد للّه رب العالمين، والصلاه علي جدي سيد المرسلين، صدق اللّه سبحانه كذلك يقول: (ثم كان عاقبه الذين اساءوا السواي ان كذبوا ب ايات اللّه وكانوا بها يستهزءون) «الروم/10».

اظننت، يا يزيد، حين اخذت علينا اقطار الارض، وضيقت علينا آفاق السماء، فاصبحنا لك في اسار، نساق اليك سوقا في قطار، وانت علينا ذو اقتدار ان بنا من اللّه هوانا وعليك منه كرامه وامتنانا، وان ذلك لعظم خطرك وجلاله قدرك، فشمخت بانفك ونظرت في عطفك تضرب اصدريك فرحا وتنفض مذرويك مرحا حين رايت الدنيا لك مستوسقه والامور لديك متسقه وحين صفا لك ملكنا، وخلص لك سلطاننا، فمهلا مهلا لا تطش جهلا! انسيت قول اللّه عزوجل: (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين) «آل عمران/178».

امن العدل يا ابن الطلقاء؟! تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول اللّه سبايا، قد هتكت ستورهن، وابديت وجوههن، تحدوا بهن الاعداء من بلد الي بلد، وتستشرفهن المناقل ويتبرزن لاهل المناهل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والغائب والشهيد، والشريف والوضيع، والدني والرفيع ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي، عتوا منك علي اللّه وجحودا لرسول اللّه، ودفعا لما جاء به من عند اللّه، ولا غرو منك ولا عجب من فعلك، واني ترتجي مراقبه من لفظ فوه اكباد الشهداء، ونبت لحمه بدماء السعداء، ونصب الحرب لسيد الانبياء، وجمع الاحزاب، وشهر الحراب، وهز السيوف في وجه رسول اللّه (ص)، اشد العرب جحودا، وانكرهم له رسولا، واظهرهم له عدوانا، واعتاهم علي الرب كفرا وطغيانا، الا انها نتيجه خلال الكفر، وصب يجرجر في الصدر لقتلي يوم بدر، فلا يستبط ي ء في بغضنا اهل البيت من كان نظره الينا شنفا واحنا واضغانا، يظهر كفره برسول اللّه، ويفصح ذلك بلسانه، وهو يقول: فرحا بقتل ولده وسبي ذريته، غير متحوب ولا مستعظم يهتف باشياخه.

لاهلوا واستهلوا فرحا ولقالوا يا يزيد لا تشل منحنيا علي ثنايا ابي عبداللّه وكان مقبل رسول اللّه (ص) ينكتها بمخصرته، قد التمع السرور بوجهه، لعمري لقد نكات القرحه واستاصلت الشافه، باراقتك دم سيد شباب اهل الجنه، وابن يعسوب دين العرب، وشمس آل عبد المطلب، وهتفت باشياخك، وتقربت بدمه الي الكفره من اسلافك، ثم صرخت بندائك، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك! ووشيكا تشهدهم ولن يشهدوك، ولتود يمينك كما زعمت شلت بك عن مرفقها وجذت، واحببت امك لم تحملك واياك لم تلد، او حين تصير الي سخط اللّه ومخاصمك رسول اللّه (ص). اللهم خذ بحقنا، وانتقم من ظالمنا، واحلل غضبك علي من سفك دماءنا ونفض ذمارنا، وقتل حماتنا، وهتك عنا سدولنا.

وفعلت فعلتك التي فعلت، وما فريت الا جلدك، وما جزرت الا لحمك، وسترد علي رسول اللّه بما تحملت من دم ذريته، وانتهكت من حرمته، وسفكت من دماء عترته ولحمته، حيث يجمع به شملهم، ويلم به شعثهم، وينتقم من ظالمهم، وياخذ لهم بحقهم من اعدائهم، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللّه امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم اللّه من فضله، وحسبك باللّه وليا وحاكما وبرسول اللّه خصما، وبجبرائيل ظهيرا.

وسيعلم من بواك ومكنك من رقاب المسلمين ان بئس للظالمين بدلا. وايكم شر مكانا واضل سبيلا، وما استصغاري قدرك، ولا استعظامي تقريعك توهما لانتجاع الخطاب فيك بعد ان تركت عيون المسلمين به عبري، وصدرهم عند ذكره حري، فتلك قلوب قاسيه، ونفوس طاغيه واجسام محشوه بسخط اللّه ولعنه الرسول، قد عشش فيها الشيطان وفرخ، ومن هناك مثلك ما درج.

فالعجب كل العجب لقتل الاتقياء، واسباط الانبياء، وسليل الاوصياء، بايدي الطلقاء الخبيثه. ونسل العهره الفجره، تنطف اكفهم من دمائنا وتتحلب افواههم من لحومنا، تلك الجثث الزاكيه علي الجيوب الضاحيه، تنتابها العواسل، وتعفرها امهات الفواعل، فلئن اتخذتنا مغنما لتجد بنا وشيكا مغرما، حين لا تجد الا ما قدمت يداك، وما اللّه بظلام للعبيد.

فالي اللّه المشتكي والمعول، واليه الملجا والمومل، ثم كد كيدك، واجهد جهدك فواللّه الذي شرفنا بالوحي والكتاب، والنبوه والانتخاب، لا تدرك امدنا، ولا تبلغ غايتنا، ولا تمحو ذكرنا، ولا يرحض عنك عارنا، وهل رايك الا فند، وايامك الا عدد وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعن اللّه الظالم العادي.

والحمد للّه الذي حكم لاوليائه بالسعاده، وختم لاصفيائه بالشهاده، ببلوغ الاراده، نقلهم الي الرحمه والرافه، والرضوان والمغفره، ولم يشق بهم غيرك، ولا ابتلي بهم سواك، ونساله ان يكمل لهم الاجر، ويجزل لهم الثواب والذخر ونساله حسن الخلافه، وجميل الانابه، انه رحيم ودود).

هل سمعتم (مومن آل محمد)، زينب عليها السلام، تصك مسامع الطغاه بكلمات الحق الواضحه؟ هل عرفت البشريه احدا مثل آل بيت النبوه في تضحيتهم وشهادتهم وصلابتهم في موقف الحق، وهل شجاعه الاولين والاخرين في شجاعتهم الا كقطره في بحر؟ ثم بعد هذا نري من يجرو علي انكار فضلهم ومحاوله انكار هذا التاريخ، ويحاول ان يضع هذا الدين العظيم في اطار قوالب موضوعه ومصنوعه، وها هي المراه العظيمه تقف موقفا عجز عنه كل رجالات الامه، اين كان اشباح الرجال الذين اصموا اسماعنا بقصصهم وخرافاتهم؟، اين كان ذلك الزاهد الناسك العابد الذي يزعمون انه كان يقتفي اثر رسول اللّه في كل كبيره وصغيره؟، الم يسمع بشي ء من هذا ام ان شعار هولاء كان: لا اسمع، لا اري، لا اتكلم؟.

اين كان هذا الزاهد العظيم الذين اخبروه بضروره بتر ساقه، وما كانوا في تلك الايام يعرفون التخدير فاختار ان يدخل في الصلاه ليغيب عن الوعي؟، ربما كان لبعض اعداء الدين عذرا في قولهم: (الدين افيون الشعوب) بسبب هولاء القصاص الذين اصابونا بالصداع من كثره ما حكوا مثل هذه الاساطير عن تلك العباده (التخديريه) التي تعين اصحابها علي نسيان الواقع الفاسد وتعطيهم متعه الغفله عن القيام بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان هذا العابد الزاهد وغيره آمنين وادعين ياكلون ويشربون وليحترق اهل البيت ومن سار علي دربهم، فقد صار الدين (لعق علي السنه الناس يحوطونه ما درت معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون) [10] وظهر غيرهم يطلبون الدنيا بعمل الاخره ونسي كل هولاء ان الدين الحقيقي نص وتطبيق، قول وعمل، واننا لم ولن نجد هذا الا في مدرسه آل بيت النبوه رجالا ونساءا، فاذا استشهد الرجال نطق النساء وكانوا اكثر رجوله وثباتا من اشباح الرجال ادعياء الزهاده والورع الذين قال عنهم ربنا: (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادني ويقولون سيغفر لنا وان ياتهم عرض مثله ياخذوه) «الاعراف/169».


پاورقي

[1] الطبري: مصدر سابق‏4/348.

[2] عباره محذوفه.

[3] الطبري: م.س،4/349-350.

[4] اشاره الي عباره محذوفه.

[5] المصدر نفسه.

[6] المصدر نفسه.

[7] الاحتجاج 2/31.

[8] ابن کثير 4/719.

[9] مقتل الحسين (ع) للمقرم: ص 357-359، دار الکتاب الاسلامي - بيروت 1399 ه -1979 م.

[10] العباره للامام الحسين، انظر تحف العقول للحراني.