بازگشت

في الطريق الي كربلاء


ثم تحرك (ع)، فلقي رجلا في الرهيمه يدعي ابا هرم فقال له:

(يا ابن النبي، ما الذي اخرجك من المدينه؟. فقال له الحسين (ع): شتموا عرضي فصبرت، وطلبوا مالي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وايم اللّه لتقتلني الفئه الباغيه ثم ليلبسنهم اللّه ذلا شاملا وسيفا قاطعا وليسلطن اللّه عليهم من يذلهم حتي يكونوا اذل من قوم سبا، اذ ملكتهم امراه فحكمت في اموالهم ودمائهم) [1] .

وفي الطريق الي العراق، جاءه نعي مسلم بن عقيل وهاني بن عروه فنظر الي بني عقيل فقال: (ما ترون فقد قتل مسلم؟، فقالوا: واللّه ما نرجع حتي نصيب ثارنا او نذوق ما ذاق. فاقبل عليهم الحسين (ع) فقال: لا خير في العيش بعد هولاء. ثم التقاه الحر بن يزيد الرياحي فخطب فيهم: ايها الناس، اني لم آتكم حتي اتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ان اقدم علينا فليس لنا امام لعل اللّه ان يجمعنا واياكم علي الهدي والحق، فان كنتم علي ذلك فقد جئتكم فاعطوني ما اطمئن اليه من عهودكم ومواثيقكم، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الي المكان الذي جئت منه اليكم. فسكتوا عنه ولم يتكلم احد).

ثم خطب خطبه اخري، بعد صلاه العصر، فحمد اللّه واثني عليه وقال: (اما بعد، ايها الناس فانكم ان تتقوا اللّه وتعرفوا الحق لاهله يكن ارضي للّه عنكم، ونحن اهل بيت محمد اولي بولايه هذا الامر عليكم من هولاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان، فان ابيتم الا الكراهه لنا والجهل بحقنا وكان رايكم الان غير ما اتتني به كتبكم وقدمت علي به رسلكم انصرفت عنكم. فاجابه الحر: اني واللّه ما ادري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر. فقال (ع) لبعض اصحابه: يا عقبه بن سمعان اخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم الي. فاخرج خرجين مملوئين صحفا فنشرت بين يديه).

ثم مضي الحسين (ع) حتي انتهي الي قصر بني مقاتل، فنزل فاذا هو بفسطاط مضروب فقال: (لمن هذا؟، فقيل: لعبيداللّه بن الحر الجعفي. فدعاه الحسين الي الخروج معه فاستقاله عبيداللّه فقال له الحسين: فان لم تكن تنصرنا فاتق اللّه، لا تكن ممن يقاتلنا فواللّه لا يسمع داعيتنا احد ثم لا ينصرنا الا هلك.

فقال له: اما هذا فلا يكون ابدا ان شاء اللّه).

ثم سار (ع)، فخفق وهو علي ظهر فرسه خفقه ثم انتبه وهو يقول: (انا للّه وانا اليه راجعون والحمد للّه رب العالمين. ففعل ذلك مرتين او ثلاثا فاقبل اليه ابنه علي بن الحسين فقال: مم حمدت اللّه واسترجعت؟، قال: يا بني اني خفقت خفقه، فعن لي فارس علي فرس وهو يقول: (القوم يسيرون والمنايا تسير اليهم) فعلمت انها انفسنا نعيت الينا. فقال له: يا ابت لا اراك اللّه سوءا، السنا علي الحق؟، قال: بلي واللّه الذي مرجع العباد اليه.

فقال: فاننا اذا ما نبالي ان نموت محقين. فقال له الحسين (ع):

جزاك اللّه خير ما جزي ولدا عن والده).

تروي لنا كتب التاريخ خطبه اخري للامام الحسين (ع): (ايها الناس، ان رسول اللّه قال: (من راي سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللّه، ناكثا لعهد اللّه مخالفا لسنه رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله وسلم، يعمل في عباد اللّه بالاثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا علي اللّه ان يدخله مدخله) الا وان هولاء قد لزموا طاعه الشيطان وتركوا طاعه الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستاثروا بالفي ء، واحلوا حرام اللّه وحرموا حلاله، وانا احق من غير، وقد اتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ببيعتكم انكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فان تممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم، فانا الحسين بن علي وابن فاطمه بنت رسول اللّه نفسي مع انفسكم واهلي مع اهليكم فلكم في اسوه، وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم من اعناقكم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بابي واخي وابن عمي مسلم بن عقيل، والمغرور من اغتر بكم فحظكم اخطاتم ونصيبكم ضيعتم، (فمن نكث فانما ينكث علي نفسه)«الفتح/ 10» وسيغني اللّه عنكم، والسلام) [2] .

ثم خطب خطبه اخري فقال: (انه قد نزل من الامر ما قد ترون، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وادبر معروفها واستمرت جدا فلم يبق منها الا صبابه كصبابه الاناء وخسيس عيش كالمرعي الوبيل، الا ترون ان الحق لا يعمل به وان الباطل لا يتناهي عنه، ليرغب المومن في لقاء اللّه محقا، فاني لا اري الموت الا سعاده ولا الحياه مع الظالمين الا برما) [3] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري‏4/304-305.

[2] المصدر نفسه‏4/305.

[3] البدايه والنهايه لابن کثير4/730.