بازگشت

اكتمال عناصر التحرك


كتب اهل الكوفه الي الحسين (ع) يقولون: ليس علينا امام، فاقبل لعل اللّه ان يجمعنا بك علي الحق. وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه الي المجي ء لاستلام البيعه وقياده الامه في حركتها في مواجهه طواغيت بني اميه، وهكذا اكتملت العناصر الاساسيه للحركه الحسينيه، وهي:

ا- وجود قياده شرعيه تمثل التصور الحقيقي للاسلام، وهي قياده ابي عبداللّه الحسين.

ب- وجود الظروف الداعيه الي حمل لواء التغيير، وتتمثل في تمادي الفساد الاموي ورغبته في مصادره اراده الامه مره واحده والي الابد في شكل مبايعه يزيد (القرود).

ج- وجود اراده جماهيريه تطلب التغيير وتستحث الامام الحسين للمبادره الي قياده الحركه وكان موقع هذه الاراده في الكوفه، تمثلت في رسائل البيعه القادمه من اهلها.

وهكذا لم يكن بوسع ابي عبداللّه الحسين ان يقف من هذه الامور كلها موقف المتفرج الهارب بنفسه من ساحه الوغي او (الفار بدينه) الي ساحات الاعتزال والانعزال، وهي جميعها اشكال مختلفه من الهروب والتهرب من تحمل المسووليه، وهو مسلك فضلا عن ضرره البليغ علي الواقع الراهن في تلك اللحظه يعط ي المبرر لكل من تعرض لهذه الظروف او ما شابهها ان يهرب بنفسه وينجو بشحمه ولحمه حتي يستوفي الاجل المحتوم، ويبقي في وجدان الامه رمزا من رموز الكهنوت الهارب من مواجهه الشيطان في ارض الواقع واللائذ بالنصوص والتبريرات.

كان بوسع الحسين، (ع)، ان يفعل مثلما فعل ابن عمر فيبايع بيعه المضطر ليزيد، ونضيف الي لائحه الروايات التبريريه التي رواها الرجل علي لسانه او علي لسان النبي الاكرم عده نصوص اخري ربما كانت تحتل مكانا ابرز من نصوص ابن عمرو كان البخاري ومسلم سيحتفلان بها، فها هو ابن الرسول وعلي وفاطمه يوجب السمع والطاعه ليزيد القرود ويدعو الي توحيد الجماعه صفا واحدا خلف حفيد آكله الاكباد وحفيد ابي سفيان عدو اللّه ورسوله حتي آخر نفس. ولو كان فعل هذا وحاشاه لاستشهد به الافاقون والمنافقون والمخادعون في كل موقف يرون فيه ضروره اسناد حزب الشيطان ومنعه من الانهيار، ولما قال احد: ثار الحسين رافضا الظلم واستشهد في سبيل اللّه، ولماتت هذه الامه الي نهايه الدهر.