بازگشت

تعيين جماعه المنافقين


اورد ابن كثير، في تفسيره، نقلا عن البيهقي في (دلائل النبوه)، عن حذيفه بن اليمان قال: (كنت آخذا بخطام ناقه رسول اللّه (ص)، اقود به وعمار يسوق الناقه او انا اسوقه وعمار يقوده، حتي اذا كنا بالعقبه، فاذا انا باثني عشر راكبا قد اعترضوه فيها، قال: فانبهت رسول اللّه (ص)، بهم، وصرخ بهم فولوا مدبرين، فقال لنا رسول اللّه: هل عرفتم القوم؟، قلنا: لا يا رسول اللّه، قد كانوا ملثمين، ولكنا عرفنا الركاب، قال: هولاء المنافقون الي يوم القيامه، وهل تدرون ما ارادوا؟، قلنا: لا، قال:

ارادوا ان يزاحموا رسول اللّه (ص) فيلقوه منها، قلنا: يا رسول اللّه، افلا نبعث الي عشائرهم حتي يبعث اليك كل قوم براس صاحبهم؟، قال: لا، اكره ان تتحدث العرب بينها ان محمدا قاتل بقوم حتي اذا اظهره اللّه بهم، اقبل عليهم يقتلهم، ثم قال:

اللهم ارمهم بالدبيله، قلنا يا رسول اللّه وما الدبيله؟ قال: شهاب من نار يقع علي نياط قلب احدهم فيهلك). [1] وروي الامام احمد الروايه نفسها، وهي وارده في تفسير قوله تعالي، في الايه (74) من سوره التوبه: (يحلفون باللّه ما قالوا ولقد قالوا كلمه الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا). [2] كما روي ابن كثير، ايضا، في الموضع نفسه، نقلا عن صحيح مسلم، عن عمار بن ياسر، عن حذيفه، عن رسول اللّه (ص)، انه قال: (في اصحابي اثنا عشر منافقا، لا يدخلون الجنه ولا يجدون ريحها حتي يلج الجمل في سم الخياط.. ولهذا كان حذيفه يقال له صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، اي تعيين جماعه المنافقين). [3] حدثت هذه الحادثه الخطيره، في تاريخ الاسلام، في اثناء غزوه تبوك في رجب، من العام التاسع للهجره، ولم تذكر في كتب السيره او غيرها، تحت عناوين رئيسيه، وانما تحت عناوين فرعيه، علي الرغم من ثبوتها بنص القرآن ووقوعها ضمن احداث غزوه تبوك، حيث اشراب النفاق واطلع راسه من منبته، وورودها في سوره التوبه التي تسمي، ايضا، (الفاضحه)، لانها فضحت المنافقين وعرتهم. اما خطورتها فتكمن في ان الذين راوا في شخص الرسول الاكرم عائقا امام تحقيق اهدافهم لا بد انهم وضعوا هدفا كبيرا تهون من اجل تحقيقه كل الجرائم، حتي ولو كانت قتل الرسول الاكرم (ص)، او الحسين بن علي (ع)، او استباحه المدينه، او هدم الكعبه، كما حدث بعد ذلك بالفعل.


پاورقي

[1] تفسير ابن کثير،2/453-454، دار الفکر، بيروت،1414 ه - 1994 م.

[2] تفسير ابن کثير،2/454.

[3] المصدر نفسه.