بازگشت

كم كان عدد الذين انتقلوا الي معسكر الامام الحسين من الجيش الاموي؟


الجواب: لا توجد إحصائية دقيقة [1] عن العدد وإن كانت هناك رواية ذكرها السيد بن طاووس (ت 664 هـ) في كتابه اللهوف، تفيد أن عدد الذين انتقلوا إلي صف الحسين يبلغ اثنين وثلاثين، بينما ذكر ابن نما الحلي (ت 645 هـ) في كتابه مثير الأحزان أنه جماعة من عسكر عمر بن سعد قد جاؤوا إليهم من دون تحديد عدد هذه الجماعة. و التتبع لروايات المقتل يفيد أن التالية أسماؤهم قد انتقلوا إلي المعسكر الحسيني:

1- الحر بن يزيد الرياحي (التميمي اليربوعي): قائد الفرقة التي بعثها عبيد الله بن زياد لمحاصرة الحسين ومنعه من الوصول إلي الكوفة، وقد انتقل إلي المعسكر الحسيني صباح اليوم العاشر قبل بدء المعركة وعلي أثر خطبة الامام الحسين عليه السلام.

2- علي ابن الحر الرياحي السابق ذكره.

3- غلام الحر وهو تركي وقد ذكره في مقتل الخوارزمي.

4- من الذين انتقلوا إلي الحسين عليه السلام رجل من خزيمة جاء رسولا من عمر بن سعد إلي الحسين ليبلغه رسالته، فلم يرجع إلي عمر بن سعد وقال من الذي يختار النار علي الجنة؟ [2] .

5- جوين بن مالك بن قيس الضبعي، ذكر أنه كان في جيش عمر بن سعد ثم انتقل إلي صفوف الامام الحسين عليه السلام، وقتل في الحملة الأولي، وقد ورد ذكره في زيارة الناحية المقدسة. [3] .

6- الحارث بن امرئ القيس الكندي: لما رأي الحسين عليه السلام قد أحاط به جيش الكوفة التحق بركبه [4] .

7- الحلاس بن عمر الراسبي [5] : سار هو وأخوه النعمان مع عمر بن سعد ثم تحولا إلي معسكر الحسين

8- النعمان بن عمر الراسبي..المتقدم.

9- زهير بن سليم الأزدي لما رأي إصرار جيش الكوفة علي مقاتلة الحسين عليه السلام اعتزل جيش عمر بن سعد ومال إلي معسكر الحسين واستشهد بين يديه [6] .

10- عبد الله بن بشير [7] (قيل فيه أنه يعد من مشاهير دعاة الحق وحماته، كان في البداية ضمن جيش عمر بن سعد وقبل بدء القتال التحق بالامام الحسين واستشهد في الحملة الأولي قبل ظهر عاشوراء) وبالنظر إلي ما تقدم يمكن التأمل في كونه من جيش عمر بن سعد، بل يمكن الاحتمال أنه كان قد خرج مع الجيش لكي يتسلل من خلاله إلي معسكر الحسين خصوصا أن من كان يريد الخروج إلي الحسين لنصرته كان يمنع ويقاتل كما حصل لعامر الدلاني حيث قاتله زجر بن قيس علي بوابة الكوفة عندما أراد الخروج لنصر الحسين.

11- مسعود بن الحجاج وابنه عبد الرحمن، ورد ذكرهما في الزيارة، وجاء في الأخبار أنهما خرجا مع جيش عمر بن سعد، ولما وصلا كربلاء التحقا بالامام الحسين [8] .

12- عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج المتقدم ذكره.

13- عمرو بن ضبيعة التميمي: قيل فيه كان فارسا شجاعا فلما رأي رد الشروط علي الحسين وعدم تمكينهم إياه من الرجوع من حيث أتي انتقل إلي الحسين عليه السلام وورد ذكره في الزيارة [9] .

14- القاسم بن حبيب الأزدي: خرج مع جيش عمر بن سعد، فلما بلغ كربلاء انفصل عنهم وانضم إلي جيش الحسين عليه السلام ونحتمل فيه ما احتملنا في عبد الله بن بشير من أن خروجه مع الجيش الأموي كان وسيلة للخروج من الكوفة والالتحاق بالحسين [10] .

15- يزيد أبو الشعثاء الكندي وكان شجاعا راميا وقد خرج مع الجيش الأموي فلما رآهم ردوا الشروط علي الحسين عدل إليه فقاتل بين يديه [11] .

وهناك بعض الشهداء لم يتسن لهم أن يصلوا إلي معسكر الحسين عليه السلام وإنما كانوا في وسط الجيش الأموي، فحصل لهم ذلك التغير النفسي، وطفقوا يضربون في جنود عمر بن سعد بأسيافهم، فأقبل هؤلاء عليهم، وحيث أنهم كانوا في وسط الجيش استطاعوا أن يقتلوهم بسرعة حيث لم يكن مجال للمناورة عند أولئك السعداء. وعدد هؤلاء لا نعرفه لكن توجد إشارات تاريخية إلي حصول مثل هذه الحادثة.مثل:

16- سعد بن الحرث و

17- أخوه أبو الحتوف، كانا في الجيش الأموي فلما رأيا وحدة الحسين عليه السلام، ورأيا ما حل بأصحابه، مالا علي الجيش بسيفيهما، يضربان فيهم حتي قتلا. وقد ذكرهما الشيخ عباس القمي في الكني والألقاب فقال:

ابو الحتوف بن الحارث بن سلمة الانصاري العجلاني نسبة إلي بني عجلان بطن من الخزرج. عن الحدائق الوردية في أئمة الزيدية: انه كان مع اخيه سعد في الكوفة، ورأيهما رأي الخوارج، فخرجا مع عمر بن سعد لحرب الحسين (ع) فلما كان اليوم العاشر وقتل اصحاب الحسين وجعل الحسين ينادي: ألا ناصر فينصرنا، فسمعته النساء والاطفال فتصارخن، وسمع سعد واخوه أبو الحتوف النداء من الحسين والصراخ من عياله، قالا: إنا نقول لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصاه، وهذا الحسين بن بنت نبينا محمد ونحن نرجو شفاعة جده يوم القيامة فكيف نقاتله وهو بهذا الحال لا ناصر له ولا معين، فمالا بسيفيهما مع الحسين علي اعدائه وجعلا يقاتلان قريبا منه حتي قتلا جمعا وجرحا آخر ثم قتلا معا في مكان واحد، وختم لهما بالسعادة الابدية [12] .


پاورقي

[1] ذکر المرحوم آية الله شمس الدين في کتابه أنصار الحسين ما يلي)... رواية نقلها السيد بن طاووس في مقتله المسمي (اللهوف علي قتلي الطفوف) وهي: (.. وبات الحسين وأصحابه تلک الليلة (ليلة العاشر من المحرم) ولهم دوي کدوي النحل، ما بين راکع وساجد، وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلک الليلة من عسکر عمر بن سعد إثنان وثلاثون رجلا). إننا نقف من هذه الرواية موقف الشک: أولا: لان حدثا کهذا کان يجب أن يلفت نظر الرواة الآخرين، فهو حدث شديد الاثارة في مثل الموقف الذي نبحثه، ولهذا فقد کان لا بد أن ينقله رواة آخرون. إن عدم نقله عن رواة آخرين مباشرين يبعثنا علي الشک في صدق الرواية. وثانيا: إن هذا العدد (اثنان وثلاثون) عدد کبير جدا بالنسبة إلي أصحاب الحسين (ع) القليلين، ولذا فقد کان يجب أن يظهر لهم أثر في حجم القوة الصغيرة التي کانت مع الحسين في صبيحة اليوم العاشر من المحرم، علي اعتبار أنهم انحازوا إلي معسکر الحسين في مساء اليوم التاسع، مع أننا لا نجد لهم أي أثر في التقديرات التي نقلها الرواة. لهذا وذاک نميل إلي استبعاد هذه الرواية من دائرة بحثنا في عدد أصحاب الحسين (ع)، ونرجح أن الرواية - علي تقدير صدقها - لا تعني، کما يراد لها، أن هؤلاء الرجال قد انحازوا إلي معسکر الحسين وقاتلوا معه، وإنما تعني أن هؤلاء الرجال - نتيجة لصراع داخلي عنيف بين نداء الضمير الذي يدعوهم إلي الانحياز نحو الحسين والقتال معه، وبين واقعهم النفسي المتخاذل الذي يدفع بهم إلي التمسک بالحياة الآمنة في ظل السلطة القائمة - قد (حيدوا) أنفسهم بالنسبة إلي المعرکة، فاعتزلوا معسکر السلطة، ولم ينضووا إلي الثوار. ويبدو أنه قد حدثت حالات کثيرة من هذا القبيل، منها حالة مسروق ابن وائل الحضرمي الذي کان يطمح إلي أن يصيب رأس الحسين (فأصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد)، ولکنه تخلي عن القتال وترک الجيش عندما رأي ماحل بابن حوزة عندما دعا عليه الحسين (ع)، وقال لمحدثه: (لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا). وربما کان هؤلاء - علي تقدير صدق الرواية - هم أولئک الرجال التافهون الذين قال الحصين بن عبد الرحمن عنهم أنهم کانوا وقوفا علي التل يبکون، ويقولون: (اللهم أنزل نصرک). انتهي کلام المرحوم شمس الدين.

ويمکن التعليق علي ما ذکر آنفا بعدم استبعاد هذا الرقم، فإن الناظر في روايات المقتل کما تبين لک في المتن، يري أن نصف هذا العدد قد رصدت حرکتهم لاقترانها بحدث، ولم ترصد باقي الأسماء لسبب أو لآخر.. کما أن بعضهم کما يذکر المؤرخون قد مالوا علي الجيش الأموي وهم فيه، وقاتلوهم. ولعل استبعاد الشيخ شمس الدين ليس في محله لأنه مبني علي أنه حدث وقع دفعة واحدة، ولذلک قال أن حدثا کهذا کان يجب أن يلفت نظر الرواة الآخرين.. الخ.. وهو في غير محله فإن حالات التحول کانت فردية، وامتدت من ليلة العاشر إلي يوم العاشر، وتحول عدد ثلاثين من مجموع ثلاثين ألف لا يمکن أن يلفت الأنظار أصلا، خصوصا أنه ضمن حالات فردية لا أن مجموع الثلاثين قد جاؤوا في صورة مجموعة للحسين. ولو کان اعتراض الشيخ شمس الدين علي أن مجموعة اثنين وثلاثين شخصا قد عبروا في الليل مرة واحدة يضاف إلي ذلک أن عددا غير قليل من المذکورين في الشهداء في الزيارة لم يعرف کيفية شهادتهم ولا طريقة التحاقهم بالحسين، ولا شک ان قسما من هؤلاء کانوا ممن التحق به في اليوم العاشر. إضافة إلي من ذکرت اسماؤهم کما في المتن.

وهؤلاء يختلفون عن القسم (المحايد) الذين ذکرهم، والذين لم يکونوا بالعدد القليل.سواء أولئک الواقفين علي التل، أو غيرهم ممن لم يحب أن يشارک إلا بمقدار تکثير السواد من دون أن يکون له مساهمة فعلية في المعرکة.

[2] کلمات الحسين - 381.

[3] أنصار الحسين - 81.

[4] قصة کربلاء - 282 نقلا عن أعيان الشيعة.

[5] أنصار الحسين 85.

[6] قصة کربلاء 284 نقلا عن أعيان الشيعة.

[7] قصة کربلاء 286 عن إبصار العين.

[8] قصة کربلاء 287.

[9] قصة کربلاء عن تنقيح المقال للمامقاني.

[10] المصدر السابق 288.

[11] المصدر السابق 300.

[12] الکني والألقاب 1 - 45.