بازگشت

تطوير الخطابة النسائية


بالرغم من أن الخطابة النسائية في مجتمعنا الشيعي ـ لا سيما في الخليج ـ لا تزال تستقطب أعدادا ليست بالقليلة، إلا أن الغالب فيها أنها لا تزال تعيش معادلات العقود الماضية، ويد التطوير التي أفادت المنبر الحسيني في قسم الرجال، لم تصل إلي الخطابة الحسينية النسائية , فلا تزال الطريقة نفس الطريقة المعتمدة علي ذكر المصيبة من أول المجلس إلي آخره، والقراءة علي بعض الكتب التي يخلو أكثرها من الاعتبار، ولو اطلعت عزيزي القارئ علي بعض تلك الكتب وما ورد فيها من قصص (لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)!! كما أنها تخلو من التوجيه والارشاد والمضمون غالبا.

وقد نستطيع استثناء المجالس النسائية التي يقوم عليها وعلي إدارتها نساء واعيات، إما ممن درسن في الحوزات العلمية لبعض الوقت، أو ممن أتيح لهن التثقف بالثقافة الدينية والاسلامية، باندفاع ذاتي فهؤلاء حاولن أن يوجدن جسرا بين ما حصل من التطور (في المنابر الرجالية) وبين منابرهن ومجالسهن، ولهذا استطعن استقطاب الكثير سواء من الفئات الشابة، وأحيانا من كبيرات السن أيضا. ولقيت منابرهن النجاح مما يغري بمواصلة هذا المشوار والعمل علي تكريسه، بحيث يكون هو الصورة الغالبة، والكلام فيه هو نفس الكلام السابق، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمع النسائي، سواء في جهة الموضوع أو في جهة الأداء والرثاء.

وينبغي بعد هذا التطواف أن لا يفهم أن الفترات السابقة والاجيال الماضية لم تقدم شيئا مهما للمنبر الحسيني، بل علي العكس تماما. نحن نعتقد أن الأجيال الماضية، والخطباء الحسينيون السابقون ـ حشرهم الله مع الحسين عليه السلام ـ قد بذلوا أقصي ما في وسعهم، وما بإمكانهم ضمن ظروف المرحلة السابقة، واستطاعوا أن يطوروا المنبر بمقدار ما كانت إمكاناتهم الذاتية، وظروفهم الموضوعية (في الزمان والمكان والموضوع) تسمح لهم، وقد قضوا ما عليهم، وأوصلوا المنبر إلي هذا المستوي الذي بلغنا، بعدما أمدوه من طاقاتهم وقدراتهم، وحينما ندعو إلي التطوير لهذا الجهاز، فإنما نسير في نفس الاتجاه الذي ساروا فيه، فهم أيضا وصل إليهم المنبر ضمن مستوي معين فقام كل منهم بجهده في تطويره إلي أن صار في المستوي الذي وصلَنا، وعلينا أن نطوره أيضا، ونضيف إليه من عناصر القوة حتي يزداد عطاؤه وإنتاجه.

نسأل الله سبحانه أن يوفق هذه الفئة المهتمة بقضايا المنبر الحسيني، رجالا كانوا أو نساء لتطوير أداء هذه الوسيلة المقدسة، والحفاظ علي دورها وتدعيمه في المجتمع إنه علي كل شيء قدير.