بازگشت

كانت ليلي علي قيد الحياة


قد تقدم أن المحقق التستري يقول: لم يذكر أحد من أهل السير المعتبرة حياة أمه [1] يوم الطف، فضلاً عن شهودها [2] .

ويفهم من المجلسي أيضاً أنه ينفي أن تكون أمه يوم عاشوراء علي قيد الحياة، ويقول: إن ذلك قد ظهر له من الروايات المعتبرة. فراجع كلامه. [3] .

ونقول:

ألف: إن جميع ما تقدم يدل علي أنها كانت لا تزال علي قيد الحياة بل لقد حكي بعض بأنه قال الراوي: كنت أطوف في سكك المدينة، وأنا علي ناقة لي، حتي أتيت دور بني هاشم، فسمعت من دار رنة شجية، وبكاء حنين، فعرفت أنها إمرأة، وهي تبكي وتنوح، وتبكي كالمرأة الثكلي.

ثم يذكر أنه سأل جارية عن الدار وصاحبها، فأخبرته أنها دار الحسين عليه السلام، وأن الباكية هي ليلي أم علي الأكبر لم تزل تبكي ابنها ليلاً ونهاراً [4] .

وفي المقابل لا توجد فيما بين أيدينا أية رواية تدل علي أنها قد ماتت، ولذلك لم يستطع النافون لحضورها في كربلاء التشبت بشيء من ذلك، ولم يكن أمامهم سوي الإستدلال بعدم وجدانهم ما يدل علي حضورها، وقد عرفت أنه دليل قاصر.

كما أن الصحيح هو وجود ما يدل علي حضورها حسبما تقدم.

باء: إنه إذا كانت علي قيد الحياة كما دلت عليه الروايات التي ذكرناها، وذكرها الآخرون، فلا بد لمن ينفي حضورها في كربلاء من الإجابة علي السؤال عن سبب تركها المسير إلي كربلاء فهل منعت؟ أم كرهت ورفضت؟ ولماذا؟.

أما ما نسب إلي المجلسي في كتابه جلاء العيون الفارسي المطبوع فلم نجده في ترجمته العربية التي هي بقلم العلامة الجليل السيد عبد الله شبر رحمه الله تعالي، مع أنه يصرح بقوله: ناقلاً لتحقيقاته الشافية، وتنبيهاته اللطيفة الوافية [5]

كما أننا لم نجد أثراً لتلك الروايات التي أشارت إليها العبارة الفارسية للكتاب المنسوب إليه. نعم لم نجد لها أثراً في أي من مؤلفات العلامة المجلسي، لا في موسوعاته الحديثية كالبحار، ولا في غيره…


پاورقي

[1] الصحيح: أمه. أي أم علي الأکبر.

[2] قاموس الرجال ج 7 ص 422.

[3] راجع إجلاء العيون ص 406 -فارسي.

[4] وسيلة الدارين في انصار الحسين ص 194.

[5] جلاء العيون ج 1 ص 6.