بازگشت

واثمرة فواداه


ويقولون: إنه لما قتل علي الأكبر قال حميد بن مسلم: فكأني أنظر إلي أمرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة، تنادي بالويل والثبور، وتقول: يا حبيباه! يا ثمرة فؤاداه! يا نور عيناه!.

فسألت عنها: فقيل: هي زينب بنت علي. وجاءت وانكبت، عليه فجاء الحسين عليه السلام فأخذ بيدها فردها إلي الفسطاط [1] .

فالتعبير بـ واثمرة فؤاداه يشير إلي أنها إنما تندب ولدها وليس ابن اخيها، لأن هذا التعبير إنما يستعمل للتعبير عن النسل، قال الزبيدي:

… ومن المجاز الولد: ثمرة القلب. وفي الحديث: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم.

قيل للولد: ثمرة، لأن الثمرة ما ينتجه الشجر، والولد نتيجة الأب.

وقال بعض المفسرين في قوله تعالي: ونقص في الأموال والأنفس والثمرات: أي الأولاد والأحفاد، كذا في البصائر [2] .

وقد تكرر هذا التعبير في العديد من النصوص، التي أوردها نقلة هذا الخبر، فراجع [3] .

واولداه:

1ـ وبعد ما تقدم كله… فإننا نجد نصاً يكاد يكون صريحاً في حضور والدة علي الأكبر لواقعة الطف، لولا وجود حالة إشتباه في الأشخاص، لعلها ناشئة عن عدم معرفة من حضر الوقعة بهم علي نحو التحديد …

فقد أورد الطريحي رحمه الله نصاً يقول:

… قال من شهد الوقعة: كأني أنظر إلي أمرأة خرجت من فسطاط الحسين – وهي كالشمس الزاهرة ـ تنادي:

ووالداه واقرة عيناه!.

فقلت: من هذه؟.

قالوا: زينب بنت علي [4] .

2ـ وذكر الشيخ مهدي المازندراني، عن محمد الأشرفي المازندراني: أنه لما قتل علي الأكبر خرجت ليلي حافرة (الصحيح: حافية أو حاسرة) حائرة، مكشوفة الرأس، تنادي:

واولداه! واولداه!. [5] .

3ـ وروي أن زينب خرجت مسرعة، تنادي بالويل والثبور، وتقول: يا حبيباه! يا ثمرة فؤاداه! يا نور عيناه!.

واولداه! واقتيلاه! واقلة ناصراه! واغربتاه! وا مهجة قلباه!

ليتني كنت قبل اليوم عمياء، وليتني وسدت الثري.

فجاءت وانكبت عليه، فبكي الحسين عليه السلام رحمة لبكائها، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

وجاء وأخذ بيدها فردها إلي الفسطاط [6] .

4ـ روي أبو مخنف، عن عمارة بن راقد، قال: إني نظرت إلي أمرأة قد خرجت من فسطاط الحسين، كأنها البدر الطالع، وهي تنادي: واوالده [7] وامهجة قلباه! يا ليتني كنت هذا اليوم عمياء، وكنت وسدت تحت أطباق الثري [8] .

5ـ وفي رواية عن عبد الملك قال: كنت أسمعه وإذ قد خرجت من خيمة الحسين عليه السلام امرأة كسفت الشمس من حياها [9] وتنادي من غير شعور، واحبيباه، وابن أخاه، حتي وصلت إليه فانكبت عليه، فجاءها الحسين (ع) فستر وجهها بعباءة حتي أدخلها الخيمة، فقلت لكوفي: من هذه؟ أتعرفها؟!

قال: نعم هذه زينب أخت الحسين (ع) [10] .


پاورقي

[1] جلاء العيون ج 2 ص 201 وراجع المصادر التالية: مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 31 والعوالم ج 17 ص 287 والبحار ج 45 ص 44 ومثير الأحزان ص 80 وموسوعة کلمات الإمام الحسين ص 463 عن مصادر کثيرة ومنها: ذريعة النجاة ص 128 ومنها مقتل الحسين لأبي محنف ص 129.

[2] تاج العروس ج 3 ص 77/78.

[3] الإيقاد ص 117.

[4] المنتخب ص 444.

[5] وسيلة الدارين في أنصار الحسين ص 293 / 294.

[6] الإيقاد ص 117.

[7] الظاهر أن الصحيح: واولداه.

[8] اکسير العبادات في أسرار الشهادات ج 2 ص 644.

[9] لعل الصحيح محياها.

[10] المصدر السابق ص 644 /645 والحديث في العديد من المصادر الأخري أيضاً.