بازگشت

الشعر المختلق


ويقول الشهيد العلامة المطهري رحمه الله حسبما نسب إليه وهو يتحدث عما سمعه في مجلس آخر في طهران: إن القارئ أضاف إلي مقولة: إن ليلي توجهت إلي الخيمة ونثرت شعرها، بناء علي طلب الحسين: أنها نذرت أيضاً زرع الطريق من كربلاء إلي المدينة بالريحان، إذا ما استجاب الله تعالي دعاءها وأرجع لها إبنها سالماً من المعركة!! أي أنها ستزرع طريقاً طوله ثلاثمائة فرسخ بالريحان!! قال القارئ ذلك ثم راح ينشد ويقول:

نذر علي لئن عادوا وإن رجعوا لأزرعن طريق التفت ريحانا

لقد ذهلت لما سمعت، وزاد تعجبي من هذا البيت من الشعر العربي، وصرت أسأل نفسي من أين جاء وسط هذه التعزية؟! ثم ذهبت أبحث في بطون الكتب، وإذا بي أجد بأن – التفت – هي منطقة غير منطقة كربلاء أولاً.

ثم أن بيت الشعر كله لا علاقة له بحادثة عاشوراء، لا من قريب ولا من بعيد، بل أنه نظم علي لسان مجنون ليلي العامري وهو ينتظر ليلاه التي كانت تقيم في هذه الناحية.

وإذا بقراء التعزية صاروا يقرأونه علي لسان ليلي أم علي الأكبر، وحرفت التفت إلي طف كربلاء وواقعة عاشوراء.

تصوروا لو أن مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً كان حاضراً في مثل هذا المجلس، ألا تنتظرون منه أن يقول: ما هذه الترهات التي تشوب تاريخ هؤلاء القوم؟!

إنه لن يقول بأن قراء التعزية قد إختلقوا مثل هذه القصص من عندياتهم. بل إنه سيقول والعياذ بالله: ما أحمق نساءهم اللواتي ينذرن زرع الريحان من كربلاء إلي المدينة، فما هو معني هذا الكلام [1] .

ويقول أيضاً وهو يتحدث عن ليلي في كربلاء:

والشعر المختلق علي لسانها:



نذر علي لئن عادوا وأن رجعوا

لأزرعن طريق الطف ريحاناً [2] .



ونقول:

إن لنا مع ما نسب إليه رحمه الله هنا وقفات نوردها ضمن النقاط التالية:


پاورقي

[1] الملحمة الحسينية ج 1 ص 19 و 20.

[2] الملحة الحسينية ج 3 ص 239.