بازگشت

استجابة دعاء ليلي والتضحية والجهاد


وغني عن القول: إن إستجابة الله سبحانه دعاء أم علي الأكبر، بعد أن أمرها الإمام الحسين عليه السلام بالدعاء لولدها، وإرجاع ولدها إليها لا يتنافي مع التضحية والجهاد – كما يريد الشهيد السعيد العلامة المطهري رحمه الله أن يقوله، وفقاً لما نسب إليه.

وذلك لأن إستجابته سبحانه وتعالي لها بإرجاع ولدها إليها لفترة وجيزة - ثم عودته بعد ذلك لمواصلة كفاحه، ثم إستشهاده، لا يدل علي أن الإمام الحسين عليه السلام قد رغب في بقاء ولده حياً من بعده، وأنه قد ضن به علي الموت في ساحة الجهاد، فإن تأخير إستشهاده ساعة من نهار، إنما هو من أجل أن يثلج بذلك صدر والدته، بعودته إليها سالماً من إحدي جولاته ومعاركه – وليكون إستشهاده بعد ذلك أهون عليها، لما تمثله إستجابة دعائها من دلالة يقينية علي عناية الله سبحانه بهم، وما يعطيه ذلك لها من ثقة بالله، وطمأنينة ورضي بقضائه، وما يهيؤه للصبر الجميل علي تحمل بلائه جل وعلا…

وليكن توجيهها الحسيني نحو الدعاء لطلب عودة ولدها منسجماً مع مسارعته عليه السلام للإذن لولده باقتحام ساحة الجهاد. دون أدني تعلل أو تردد في ذلك.