بازگشت

حتي لو كتم التاريخ


ولنفترض جدلاً، أن ما قدمناه وكذلك ما سيأتي من دلائل وشواهد لا يكفي للقول بأن التاريخ قد صرح بحضور ليلي في كربلاء يوم العاشر من المحرم، رغم أن أقل القليل منه يكفي للإشارة إلي وجود هذا القول.

غير أننا نقول: إن عدم ذكر التاريخ لذلك – لو صح – فإنه لا يكون سنداً للنفي من الأساس إذ أن التاريخ قد سجل لنا أسماء عدد من الذين حضروا تلك الواقعة نساء ورجالاً وأطفالاً… ولكنه عجز عن ذكر أسماء الكثيرين الآخرين منهم، بل أهمل ذكر أسماء الأكثرية الساحقة في وقائع مختلفة، كحنين، وخيبر، وصفين، والجمل، والنهروان..

فهل ذلك يعني: أن مـن لم يصرح التاريخ بإسمه لم يكن حاضراً في تلك الوقائع، بحيث يجوز لنا نفي حضوره بشكل بات، وقاطع، ونهائي؟..

إننا لا نظن أن أحداً يستطيع أن يلتزم بهذا الأمر، وهو يعلم: أن ذلك يستبطن فتح المجال لإنكار مختلف حقائق التاريخ، وإرتكاب جريمة تزوير كبري لا يجازف عاقل بالإقدام عليها في أي من الظروف والأحوال.