بازگشت

المهتمون ينكرون


وقد رأينا الشهيد العلامة المطهري – حسب ما نسب إليه - يهاجم من يتهمهم برواية ما إعتقد أنه مكذوب، مثل الكاشفي، والدربندي، والطريحي، وصاحب الخزائن رحمهم الله تعالي بصورة قاسية وحادة، حيث يتهمهم بالتزوير، والكذب، والخرافة، وغير ذلك [1] .

ولكنه يمتدح ويطري من شاركوه في آرائه هذه، وهاجموا أولئك كما هاجمهم، وإتهموهم كما اتهمهم، ويعتمد علي أقوالهم، فراجع: ما وصف به الشيخ النوري الذي يوافقه في الرأي هنا، فإنه إعتبره رجلاً عظيماً، متبحراً في العلوم بشكل فريد، إلي غير ذلك من أوصاف فضفاضة أفرغها عليه [2] .

رغم أن الشيخ النوري رحمه الله هو الذي ألف كتاب فصل الخطاب الذي يتحدث فيه عن تحريف كتاب الله، حيث خدعته أحاديث أهل السنة الواردة في هذا الخصوص. فراجع ما ذكرناه في أواخر كتابنا: حقائق هامة حول القرآن الكريم.

ورغم أن العلماء قد أثنوا ثناء عاطراً علي هؤلاء الذين ذمهم المطهري – كما قيل – فقد أثنوا علي الدربندي، والطريحي وغيرهما، ووصفوهم بالدين والورع، والتقوي، والإستقامة، وهم قد عاشوا معهم وعاشروهم.

ولكنه هو يتهمهم بالكذب والإختلاق، والتزوير والجهل، وكأن القرآن هو الذي صرح له بأنهم قد قاموا هم بأعيانهم بممارسة هذا الإختلاق. والجعل الذي يدعيه عليهم!! وبإختراع ما رأي أنه هو من الأساطير!!

والملفت هنا: أننا نجد أن نفس الدربندي الذي يتعرض للإتهام، وللتجريح، ينكر علي بعض القراء ذكرهم لبعض الغرائب دون أن يسندوها إلي كتاب، ولا إلي ثقة من الرواة.

والملفت أيضاً: أنه رحمه الله قد ذكر ذلك وهو يتحدث عن أمور ترتبط بعلي الأكبر عليه السلام بالذات، ثم هو يفندها، أو يذكر ما يحل الإشكال فيها، فراجع [3] .


پاورقي

[1] راجع ما قاله عن الدربندي في: الملحمة الحسينية ج 3 ص 264 و 247 و 48 متناً وهامشاً وج 1 ص 43 و44 و 84. وما قاله عن الکاشفي ج 1 ص 42 في ج 3 ص 363 والمرجان أيضاً ص 193. وما ذکره عن صاحب کتاب محرق القلوب أيضاً موجود في نفس الکتاب.

[2] راجع: الملحمة الحسينية ج 1 ص 39 و 12 و 13 و ج 3 ص 245.

[3] راجع: أکسير العبادات في أسرار الشهادات ج 2 ص 653 و 654.