بازگشت

خلط الحق بالباطل هدف المبطلين


وعدا ذلك كله فإن خلط الحق بالباطل قد يكون هدفاً لدعاة الباطل، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال في خطبة له: فلو أن الباطل خلص، لم يخف علي ذي حجي ولو أن الحق خلص لم يكن إختلاف. ولكن يؤخذ من هذا ضغث [1] ومن هذا ضغث، فيخرجان فيجيئان معاً، فهنالك استحوذ الشيطان علي أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم منا الله الحسني [2] .

إن الإنصاف يفرض علينا القول: بأن فلاناً من الناس إذا كذب في قضية هنا، أو في قول هناك، فإن ذلك لا يسوغ لنا إطلاق الحكم بالكذب والإختلاق علي كل أقواله، وإن كان يفرض علينا درجة عالية من الحيطة والحذر في التعامل مع كل ما يصدر عنه …

وإن عدم وجدان مضمون بعض الروايات فيما توفر لدينا من مصادر لا يبرر لنا الحكم القاطع بنفي وجودها من الأساس، مع إمكانية أن يكون ذلك النص مأخوذاً من تأليفات لم تصل إلينا.

فكيف ومن أين ثبت للشهيد مطهري رحمه الله – لو صح ما نسب إليه -: أن ما يذكره البعض عن ليلي في كربلاء مجرد مشهد عاطفي خيالي محض؟!.


پاورقي

[1] الضغث: قبضة من حشيش يختلط فيها الرطب باليابس.

[2] الکافي ج 1 ص 54.