بازگشت

الوثاقة لا تعني الصحة


وإذا رجعنا إلي أمهات الكتب، وأصولها، وهي كتب موثوقة ومعتمدة بلا ريب… فسوف نجد فيها الأحاديث المتعارضة التي لا شك في صحة أحـد أطرافها وكذب الطرف الآخر… وكذلك سنجد الأحاديث التي ثبت وقوع الإشتباه والغلط فيها من قبل الرواة… أو ثبت وقوع التصحيف والإسقاط، والغلط فيها من قبل نساخها، الذين تعاقبوا علي نقلها عبر العصور والدهور…

فهل ذلك يعني: سقوط الكتاب ومؤلفه عن الإعتبار، بحيث يسوغ لنا إتهام الؤلف بالوضع والإختلاق وإرتجال الأحداث؟!.

وهل يصح هجر ذلك الكتاب، وتجاهله، وعدم الإكتراث به، بحجة أنه كتاب محرف مشتمل علي الدجل والتزوير؟!.

إن ذلك سينتهي بنا – ولا شك – إلي التخلي عن كل ما سوي القرآن من كتب وتآليف، والتخلي بالتالي عن كل السنة النبوية، والإمامية التي سجلتها تلك المؤلفات، بأمانة وإخلاص. وبحرص بالغ …

وذلك يلغي دور العلماء العاملين، الذين لا بد أن يضطلعوا بدور الحامي والحافظ لهذا الدين وأن يعملوا علي تنقية كل هذا الإرث الجليل من الشوائب، وإبعاد كل ما هو مدسوس، ومعالجة ما هو مريض، وتصحيح ما هو محرف.