بازگشت

الشاهد الابعد صيتا


ومهما يكن من أمر فإننا هنا لسنا في صدد محاكمة جميع ما جاء به، وما رسمه في هذا الكتاب الآنف الذكر.. وإنما أردنا مجرد الإشارة والإلماح إلي هذا الأمر، علي أن نكتفي في هذه العجالة بالحديث عن هذا الشاهد الأبعد صيتاً، والأكثر تداولاً، والأشد استفزازاً، وهو قصة حضور ليلي أم علي الأكبر في كربلاء، خصوصا حينما يرغب أي من قراء العزاء بالإشارة إلي هـذه القصة حيث يتكهرب الجو وتبدأ الهمسات تعلو وتعلو، وتنطلق الحناجر لتسجل تهمة الأسطورة والخيال، ثم الكذب والاختلاق والدجل، وينتهي الأمر بإطلاق هجومات تستوعب سائر ما يقرؤه خطيب المنبر الحسيني بمختلف مفردات السيرة الحسينية، ولينتهي الأمر بحرمان المستمع الطيب القلب من استفادة العبرة والأمثولة، ومن التفاعل مع أحداث كربلاء بصورة أو بأخري.

وهكذا تكون النتيجة هي أن لا يبقي ثمة من ثقة في أي شيء يقوله قراء العزاء حتي ذلك الذي ينقلونه من الكتب التي هي في أعلي درجات الاعتبار والصحة حتي عند هؤلاء أنفسهم…

ومن يدري فلربما يأتي يوم يشكك فيه هواة التشكيك حتي في أصل استشهاد الإمام الحسين عليه السلام أو في أصل وجوده.

أعاذنا الله من الزلل، في الفكر، والقول وفي العمل، إنه ولي قدير، وبالإجابة حري وجدير.